ألسمك ألمسكَوف
يعد السمك النهري المشوي الوجبة الرئيسية المفضلة لدى العراقيين، سواء كانوا في جنوب العراق او وسطه او شماله، حتى ان الكثير من المنحوتات البابلية والسومرية تحمل مشاهد للسمك، وحسب العالم الآثاري العراقي فوزي رشيد، الذي يستطيع قراءة او تفسير الخطوط المسمارية، فان رقما طينية وجدت في سبار وبابل تشرح كيفية شي السمك بالطريقة التي تعرف اليوم بـ«المسكوف». ولا غرابة في ذلك، اذ ان البلد يقع على ثلاثة انهار، اضافة الى بحيراته ومساحات اهواره المسترخية في الجنوب.
وقد بلغ ولع العراقيين بالسمك الى حد ان يتغنوا به، وهناك اغنية بغدادية مشهورة تقول كلماتها «يا صياد السمك.. صيد لي بنية.. قلبي بشبك صادوه وما حن علية»، والبنية نوع مشهور من انواع السمك الذي يعيش في نهري دجلة والفرات، وينافسه في الشهرة سمك الشبوط، اما الكطان فهي اسماك نهرية كبيرة وثقيلة في وزنها، الذي يصل في احيان كثيرة الى 6 او 7 كيلوغرامات.
السمك المسقوف، او المسكوف حسب اللهجة العراقية الدارجة، سهل التحضير، اذ يجب فتح السمكة من ظهرها وليس من جهة البطن، كما يفعل مع بقية الاسماك، ومن ثم تغسل جيدا ويوضع عليها الملح فقط من غير ان توضع معها أي توابل او خضراوات، وتفتح لتثبت على اوتاد خشبية بصورة افقية وعلى مبعدة من حطب مشتعل، اذ لا يجوز شيها بواسطة فرن غازي او نفطي او كهربائي، كي تشوى بهدوء وعلى نار خافتة، وخلال هذه الفترة تكون العائلة العراقية قد اخذت وقتها في تبادل الاحاديث وتناول المقبلات
وتكاد وجبة السمك المسكوف ان توحد جميع العراقيين مسلمين، شيعة وسنة، وغير مسلمين، عربا واكرادا وتركمانا ويزيديين وصابئة، بل ان الصابئة هم اكثر من يفضلون السمك كونهم يعيشون على ضفاف الانهر ويدخل ماء النهر الجاري ضمن مقدساتهم الدينية.
وكان شارع «ابو نؤاس» الذي يحاذي نهر دجلة في جانب الرصافة من بغداد هو الاشهر في مطاعم سمك المسكوف، وما من زائر الى بغداد الا واتجه الى هذا الشارع لتناول وجبة من سمك المسكوف.
ألجمعية الثقافية المندائية في لاهاي
--> |