تصميم الموقع حــسام هــشام ألعيــداني ، المواضيع تعبر عن رأي كاتبها و لاتتحمل ادارة الموقع اي مسؤلية 
Copyright © 2010, All rights reserved to the Mandaean Association in Netherlands / Hague ,Inc Developed and Web designer By Hossam Hisham al Edani
 

   
 
  النشوء والخلق
  النشوء والخلق

كاتب عراقي ينتحل كتابي كورت رودولف والليدي دراوور عن الصابئة

«النشوء والخلق» و«الصابئة المندائيون»
يظهران في
«المندائيون الصابئةالنشوء والخلق »
لمحمد الجزائري

د.رشيد الخيون

صدر للكاتب العراقي محمد الجزائري عن المعهد الملكي للدراسات الدينية الأردني (2000) كتاب «المندائيون الصابئة» (309 صفحات من الحجم الكبير)، وقد اثار انتباهي في البداية ان الجزائري بعيد عن البحث والكتابة في الأديان، وان وضع جداول بمفردات ومصطلحات مندائية تحتاج الى معرفة هذه اللغة التي يجهلها المندائيون إلا قلة قليلة لا تتعدى عدد اصابع اليد، فهل بالفعل يجيدها الجزائري لكي يرسم حروفها ويفسر معانيها؟ وظهر انه قد اخذها نصا من كتاب غضبان الرومي «الصابئة» (صفحة: 123-125) برسومها ومعانيها دون الاشارة للمصدر او اسم الكاتب في الأقل. يضاف الى ذلك تشابه عنوان الكتاب مع عنوان كتاب المستشرقة الليدي دراوور «الصابئة المندائيون» فما بين العنوانين تبديل بمحل الكلمات، لكن هذا قد لا يعني شيئا، ولا يعد انتحالا فالعبرة بسلامة النصوص. فسليم برنجي، وهو أحد أبناء الطائفة بايران، نشر كتابه بعنوان «الصابئة المندائيون» لكنه تبعه بجملة معرفة «دراسة في تاريخ ومعتقدات القوم المنسيين»

* انتحال رودولف

* سلك الجزائري في تأليف كتابه طريقة غريبة على أُصول البحث والدراسة، فقد اكتفى بذكر المؤلف والكتاب، في قائمة المصادر دون ذكر اسم دار النشر ومكانها وتاريخ نشر الكتاب أو رقم الطبعة، مع اهماله، في ثبت المصادر، لمصدر رئيسي في الكتاب هو «النشوء والخلق في النصوص المندائية». وهو يذكر عبارة: يقول فلان، او بحسب فلان، ويستمر ناقلا كلامه دون تحديد أو تنصيص، ليأخذ فصولا، حرفيا او بتقديم وتأخير في العبارات وتحوير بسيط في بداية الفقرات. والمقال لا يتسع لاطلاع القارئ على كل ما انتحل في هذا الكتاب، لذا اكتفينا بذكر نماذج من الانتحال الحرفي.

نأتي أولاً بنماذج مما انتحله الجزائري حرفيا من المستشرق الألماني كورت رودولف في «النشوء والخلق في النصوص المندائية»، ترجمة صبيح مدلول السهيري، والصادر عن جامعة بغداد 1994، فالانتحال من هذا الكتاب كان غزيرا. وتجدر الاشارة الى ان الجزائري رغم اخذه الفصل الخاص بخلق العالم، والذي استغرق الصفحات (139-177) من نصوص رودولف، ذكره مرة في المقدمة كاشارة إلى ما كتب في الصابئة واخرى في (الصفحة 160)، بعبارة مختصرة تخص فكرة قدم الظلام، وما عدا هذا ليس هناك ذكر او اشارة الى اقتباس من كتاب المستشرق المذكور:

(رودولف، النشوء والخلق في النصوص المندائية، صفحة 16):

«يحتوي الأدب المندائي على أوصاف متعددة عن تكوين عالم النور، ويعرض الكتاب المقدس (الكنزا ربا) فقرات متنوعة عن هذا الموضوع، وبلغة رمزية تتسم بالغموض ولها تفسيرات عدة. أي هناك عبارات تبدو متناقضة او غير معقولة في ظاهرها الا ان استقراءها وعمق التأمل فيها يؤكد على مصداقيتها وتناغمها، بحيث يمكن اعتمادها كحقيقة. ومع تنوع الفقرات وبعض الاختلافات البسيطة بينها يمكننا القول بأنها تشمل على الفكرة الأساسية لعقيدة النشوء والخلق المندائية، ويضم (كنـزا ربا الأيمن: الجزء 3 ص 65 وما بعده) ثلاثة نصوص، تتضمن صيغ النشوء والخلق والتكوين والانبعاث».

(محمد الجزائري، المندائيون الصابئة، صفحة 156-157):

«يحتوي الأدب المندائي على أوصاف متعددة عن تكوين (عالم النور)، ويعرض الكتاب المقدس (كنـزا ربا) فقرات متنوعة عن هذا العالم، وبصيغ رمزية تتسم بالغموض وتقبل تفسيرات عدة، وهي تشمل الفكرة الأساسي لعقيدة الخلق والنشوء والانبعاث، إذ يقدم المعنى العام فكرة انه من الثمرة الأولى تكونت الكائنات النورانية: (ملائكة النور) وموطنها مصدر عالم النور وتكوينه، وتكون الماء العظيم والوطن والأشياء، ويضم (كنزا ربا الأيمن: الجزء 3 ص 65 وما بعده) ثلاثة نصوص». ولا ندري ما معنى إقحام مفردة الوطن في خلق الكون؟ وفضل الجزائري في هذا النص حصر عبارة عالم النور بين قوسين، واستبدال كلمة الموضوع بكلمة العالم، وكلمة بلغة بصيغ، ولها تفسيرات اصبحت تقبل تفسيرات، مع تقديم وتأخير في العبارات.

(رودولف، 20):

النص الثالث: «بعد ان نظر مندادهي الى عالم الظلام، وتأمل فيه، سأل (الحياة) عن اصل (العالم الشرير) وقاطنيه، وبدلا من ان يحصل على الجواب جاء الرد على شكل علم او تعاليم»: (كنـزا ربا 73).

الجزائري، 158):

في النص الثالث: «بعد ان نظر «مندادهي» الى عالم الظلام، وتأمل فيه، سأل «الحياة» عن أصل (العالم الشرير) وقاطنيه، وبدلاً من أن يحصل على الجواب جاء الرد على شكل علم أو تعاليم»: (كنـزا ربا 73). (رودولف، 21):

الجديد في النص ورود «مصطلح الإشعاع الحي أو الحرارة الحية أو الإشعاع الوهاج»، (النور)، وانبعاث «الثمرة العظمى» بقوة «ملك النور»، وفيما يأتي نص يتضح فيه ان «ملك النور» (الرب أو الخالق العظيم او الحي العظيم)، «خلق الثمرة العظمى»، (قلستا: 141).

(الجزائري، 158):

الجديد في النص ورود مصطلح «الاشعاع الحي» او الحرارة الحية او «الاشعاع الوهاج»، النور، وانبعاث الثمرة العظمى بقوة ملك النور. ثم يأتي النص بالكامل كما عند رودولف.

اخذ الجزائري كل ما يتعلق في خلق الكون والعالم الأرضي نصوصاً حرفية من رودولف، ومن نموذج ذلك:

(رودولف، 74):

«ترتبط عملية خلق المشاركين في التكوين مع عملية خلق العالم الأرضي ارتباطاً مباشرا، ولكن لأسباب عملية ولتوضيح الفكرة بصورة ادق قبل خلق العالم الأرضي. نصوص عديدة في (كنزا ربا) تتحدث عن خلق العالم الأرض، كما هو الحال بالنسبة للتعاليم حول الكائنات النورانية الأولى».

(الجزائري، 162):

«ترتبط عملية خلق المشاركين في التكوين مع عملية خلق العالم الأرضي ارتباطاً مباشراً، ولكن لأسباب عملية، ولتوضيح الفكرة، بصورة أدق، قبل خلق العالم الأرضي... نصوص عديدة في (كنـزا ربا) تتحدث عن خلق العالم الأرضي، كما هو الحال بالنسبة للتعاليم حول الكائنات النورانية الأولى». وفي خلق الانسان عند الصابئة نأتي بالنموذج التالي: (رودولف، 141):

«تكوين جسم آدم: بثاهيل وملائكة الكواكب كونوا جسم آدم، بغرا، بإيعاز من أبيه «أباثر»، وبقدرة الخالق (الحي العظيم) وارادته. «بثاهيل» يسمى آدم «ابناً له»، ويعطيه لقب «ملك هذا العالم»، ملكاً وهو مثيله مثيل أباثر».

(الجزائري، 165):

«خلق الإنسان: «بثاهيل» وملائكة الكواكب كونوا جسم آدم، (تغرا) (هكذا وردت)، بإيعاز من أبيه (أباثر)، وبقدرة الخالق (الحي العظيم) وارادته، ويسمى (بثاهيل) (لاحظ التقديم والتأخير بين الكلمات) آدم «ابناً له» ويعطيه لقب ملك هذا العالم وهو نظيره ونظير أباثر«(لاحظ استخدام المرادفات فنظيره اصبحت مثيله ونظير أصبحت ومثيل أباثر).

واخيراً سنأتي على ما انتحله الجزائري من خاتمة كتاب «النشوء والخلق في النصوص المندائية»، مع أن رودولف ختم ملخصا موضوعاته ليسهل على قارئ الكتاب فهم محتوياته، وبهذا لا تصلح أن تكون مادة أساسية في الكتاب.

(رودولف، 201):

«ذكر عالم النور بتحليل مطول في نصوص عديدة، واتضح من خلال ذلك أن لاهوتية مانا، و«لا هوتية الحياة» يوازي أحدهما الآخر، وهما قديما، لم يكونا وحدة متكاملة. فنصوص (كنـزا ربا الأيسر)، التي تنطوي على معلومات قديمة العهد ومؤرخة بصورة جيدة إذ تعتبر «الحي العظيم» (الخالق العظيم) بمثابة الكائن السامي فقط، ومرسله هو «مندادهي»بدلاً من «مانا» ذي الطبيعة الخاصة أو (الذاتية) كرمز «نشمثا»، وقديماً يرمز مفهوم الــ«مانا» الى الانقسام الذاتي للحياة، ثم بدأ يتجسم واصبح قسماً منه مكان الحياة. وظهور الـ«مانا» بدلاً من «نشمثا» او (نسمة الحياة) أو النسمة يعود الى التصورات حول خلود نشمثا».

(الجزائري، 166):

«ان «لاهوتية مانا»، و«لا هوتية الحياة» يوازي أحدهما الآخر، وهما، قديماً، لم يكونا «وحدة متكاملة»، فنصوص «الكنـزا..» (الأيسر) تنطوي على معلومات قديمة العهد ومؤرخة بصورة جيدة، تعتبر «الحي العظيم» او (الخالق العظيم) بمثابة (الكائن السامي) فقط، ومرسله هو «مندادهي» بدلاً من مانا ذي الطبيعة الخاصة (الذاتية) كرمز «نشمثا»، حيث يرمز مفهوم الـ«مانا» قديماً الى الانقسام الذاتي للحياة، ثم يبدأ يتجسم ليصبح قسم منه مكان الحياة، (يضيف الجزائري سطراً عاماً عن قصة الخليقة البابلية، دون ان يذكر مصدره أيضاً، ويستمر بالانتحال) وظهور «مانا» بدلاً من نشمثا بحسب «الكنـزا» الأيسر، أي ظهور «نسمة الحياة أو النسمة» يعود إلى التصوات (هكذا وردت) حول «خلود (نشمثا)».

(رودولف، 204-205):

«اهتمت نصوص عديدة في (كنـزا ربا) بعملية تكوين الانسان، اذ اننا نجد فيها التفريق بقوة بين تكوين الجسم (بغرا) أو الجسد «سطونا» لآدم، أي أن تكوين جسم، آدم «آدم ـ بغرا» حصل من قبل المشاركين في عملية التكوين وملائكة الكواكب بأمر من الخالق العظيم، حيث نجد فيه ملامح من العالم الأكبر (عالم النور). و«هبوط نشمثا» في الجسد من قبل أحد الكائنات النورانية، ولا توجد نصوص موحدة عن ذلك، أي منْ هو الكائن النوراني، ومع ذلك نذكر أسماء الرسل الذين يتعلق الأمر بهم، وهم «مندادهي» أحد الأثري المجهولين، عدد من الأثري «الحياة» نفسها «هيبل ـ زيوا»، «جبرائيل»، «ادكاس زيوا». لا يمكن الحصول على معلومات من النصوص حول تأثير المعرفية في عملية تكوين الانسان، التي تلعب دوراً في هذه الموروثات، إلا انه يبدو «نشمثا» قديماً قد جلبت من قبل «مندادهي» او أحد الرسل المجهولين».

يأخذ الجزائري هذا النص ويوهمنا باقتباس بعضه من كتاب «الصابئة» لغضبان الرومي، والنص ورد عند الجزائري مطابقاً لنص رودولف تماماً، فغضبان الرومي قد توفي قبل نشر كتاب رودولف بخمس سنوات، وهو عند الجزائري (الصفحة171-173) كالآتي:

«نصوص عديدة في (كنـزا ربا) اهتمت (لاحظ التقديم والتأخير بين الكلمات) بعملية تكوين (أعلاه وردت خلق) الانسان، نجد فيها التفريق بوضوح (أعلاه بقوة) بين (تكوين الجسم) (يغرا)، (يورد الجزائري مرة تغرا وأخرى يغرا ومعنى هذا انه لا يعرف ما تعنيه البغرا )، أو الجسد «شطونا» (اعلاه سطونا) لآدم، أي أن تكوين (جسم، آدم: آدم ـ يغرا) حصل من قبل المشاركين في (عملية التكوين) وملائكة الكواكب، بأمر من الخالق العظيم، حيث نجد فيه ملامح من العالم الأكبر (عالم النور). وحلول «أو: هبوط نشمثا» في الجسد بواسطة (أعلاه من قبل) أحد الكائنات النورانية، ولا توجد نصوص موحدة عن ذلك، أي منْ هو هذا (الكائن النوراني)؟ ومع ذلك نذكر أسماء (الرسل) الذين يتعلق الأمر بهم، وهم: «مندادهي» أحد الأثري المجهولين، وعدد من «الأثري»، «الحياة» نفسها، «هيبل ـ زيوا»، «جبرائيل»، «ادكاس زيوا». يقول غضبان الرومي (والكلام للجزائري): «لا يمكن الحصول على معلومات من النصوص حول تأثير المعرفة في عملية تكوين الإنسان التي تلعب دوراً في هذه الموروثات». إلا أنه يبدو، كما يعتقد، أن «نشمثا» ـ قديماً ـ قد جلبت من قبل «مندادهي» او أحد الرسل المجهولين».

* انتحال دراوور

* بعد كشف ما انتحل الجزائري من كورت رودولف نأتي إلى ما انتحله نصاً، بدون الاشارة الى صفحة او اسم كتاب في نهاية النصوص، من كتاب «الصابئة المندائيون» (بغداد 1987) لليدي دراوور ومترجمي الكتاب المندائيين: نعيم بدوي وغضبان الرومي، وحتى نكون على بينة أن الجزائري ذكر اقتباسات لدراوور هنا وهناك بلغت في كل الكتاب 13 هامشاً، واحدا منها باللغة الإنجليزية، والتي أطلق عليها اسم إحالات.

(دراوور، الصابئة المندائيون، صفحة 7 ـ 8):

«حول ضفتي الرافدين وبخاصة في المناطق السفلى من النهرين في ما يسمونه البطائح منها، حيث يصب النهران العظيمان مياههما في الأهوار، وحيث يلتقيان في مدينة القرنة، قبل أن يفرغا مياههما في الخليج العربي وفي بطائح عربستان من بلاد إيران حول نهر كارون، الذي يصب هو أيضاً مياهه في الخليج ذاته».

(محمد الجزائري، المندائيون الصابئة، صفحة 19):

«إذاً، حول ضفتي الرافدين، وبخاصة في المناطق السفلى من النهرين، فيما يسمى (البطائح) منهما، حيث يصب النهران العظيمان مياههما في الأهوار، وحيث يلتقيان في مدينة «القورنة» قبل ان يفرغا مياههما في الخليج العربي، وفي (البطائح) عربستان من بلاد إيران ـ حول نهر كارون، الذي تصب مياهه في الخليج ذاته».

(دراوور، الصفحة 17):

«ان هناك فرقاً في الدين كبيراً بين صابئة حران وبين الصابئة الأصليين، او ما يسميهم ابن النديم صابئة البطائح او المغتسلة، وقد فطن بعض فقهاء المسلمين لهذا الفرق، فذكر ابن القفطي في كتابه «تاريخ الحكماء» ص311، ان أبا حنيفة وصاحبيه أبا يوسف ومحمداً قد اختلفوا في نكاح الصابئة وأكل ذبائحهم، فحرمها أبو حنيفة وحللها صاحباه، فقال أصحابهم انه ليس بخلاف على الحقيقة، إنما هو اختلاف في الفتوى، لأن أبا حنيفة سئل عن الصابئة الحرانيين، وهم معرفون بعبادة الكواكب، فأجراهم مجرى عبدة الأوثان على تحريم المناكحة والذباحة، وصاحباه سئلا عن الصابئيين الساكنين في البطحة، وهم فرقة من النصارى يؤمنون بالمسيح عليه السلام فأجابا بجواز أكل ذبائحهم ومناكحتهم».

الجزائري ( في صفحة 23):

«التبست على أبي حنيفة حقيقة الصابئة، فأختلف هو مع صاحبيه أبي يوسف ومحمد» (ويؤخذ كلام القفطي نصاً من كتاب دراوور) ثم يأتي إلى العبارة: «ان ثمة فرقاً كبيراً في الدين بين صابئة حران وبين الصابئين الأصليين، او ما يسميهم ابن النديم صابئة البطائح او المغتسلة، وقد فطن فقهاء المسلمين لهذا الفرق، وزالوا اللبس «(الجزائري، 23). والحقيقة اللبس في أمر الصابئة لم يزل، والجزائري لا يذكر لنا كيف أزال الفقهاء هذا اللبس؟».

هذه نماذج من انتحال محمد الجزائري لنصوص من كتاب «الصابئة المندائيون» لليدي دراوور، المستشرقة البريطانية التي اتقنت لغة المندائيين، وقامت بترجمة أغلب كتبهم المقدسة، ووضعت قاموساً للغتهم، بعد ان استغرق اهتمامها بهم منذ 1923 حتى عجزها عن البحث والدراسة في بداية الستينات، ثم توفيت بلندن 1972 عن اثنين وتسعين عاماً.

حاول محمد الجزائري في «المندائيون الصابئة» تمويه الانتحال، بخلط النصوص بعضها ببعض والتقديم والتأخير، والاقتباسات الوهمية، ثم استولى على الصور التي وثقت بها دراوور كتابها، دون الاشارة اليها لا من قريب ولا من بعيد، وهي التي التقطتها خلال سنوات طويلة عاشتها بين الصابئة.

 

 

 

MCCA - Executive Committe

بودابست - ثائر صالح

 

 

رودولف: أصل الصابئة المندائيين يعود الى سورية وفلسطين 2004/12/8

--> يعتبر البروفيسور كورت رودولف من أبرز العلماء الألمان الذين اهتموا بتاريخ الأديان وفلسفتها, وهو حجة في موضوع الغنوصية. درّس في جامعات أميركية عدة وشغل منصب بروفيسور في جامعة فيليبس في مدينة ماربورغ الألمانية قبل تقاعده. من أهم أعماله كتابه الشهير "الغنوصية: طبيعة وتاريخ الغنوصية" (الترجمة الانكليزية 1987), وكتاب "المندائيون" (بالألمانية 1960-1961 في مجلدين), وكتاب آخر بالانكليزية عن المندائيين (لايدن 1978), كما ترجم أحد كتبهم الدينية "ديوان نهرواثا" (أي ديوان الأنهر, برلين 1982). وهو عضو فخري مدى الحياة في الاتحاد الدولي لتاريخ الأديان. وهنا حوار أجري معه على هامش أحد المؤتمرات المتخصصة.

هل تحدثنا عن أصل الصابئة المندائيين في سياق وجود نظرتين الى هذا الشأن؟

- كان هناك بعض المستشرقين الأوروبيين في القرن التاسع عشر, ومن بينهم الألمان, يعتقدون بأن أصل الصابئة هو المشرق, إذ رأوا أن كثيراً من الأمور يمكن تفسيرها من خلال الأصول البابلية. ولاحقاً, بعد ترجمة ليدزبارسكي للنصوص المندائية الى اللغة الألمانية, تغيّر رأي المستشرقين وعلماء الأديان والمؤرخين. فهناك مؤشرات في النصوص المندائية تقول انهم قدموا من الغرب, أي فلسطين وسورية. لأن هناك نصوصاً تشير الى أن المندائيين الأوائل تعرضوا لاضطهاد اليهود, الأرثوذوكس منهم على وجه الخصوص, فتركوا سورية وفلسطين لاحقاً وتوجهوا عبر تلال الجزء الشمالي من وادي الرافدين الى الجزء الجنوبي منه, ربما في رحلة استغرقت نحو 100 عام وبدأت في القرن الأول الميلادي قبل أن يصلوا الى جنوبي وادي الرافدين في القرن الثاني. بالتأكيد قد يكون هناك أفراد من بابل أو جنوب وادي الرافدين ممن اعتنقوا المندائية, لكن لا بد أنه كان هناك أشخاص آخرون على معرفة بالطقوس والتعميد قدموا من الغرب. وأعتقد بأننا لا نستطيع تفسير كل ما يتعلق بالمندائيين من ميثولوجيا وثيولوجيا وأيديولوجيا وغيرها إستناداً الى أواني الأدعية وحدها. لكنها نظرية أو فرضية, ومن المحتمل أن يكون أمر الهجرة ابتكر لاحقاً. لكني إذا اقتنعت بذلك, فسأقبله.

هل هناك أدلة أثرية أو تأريخية ملموسة تشير إلى مثل هذه الهجرة؟

- الأدلة الأثرية المندائية المعروفة هي أواني الأدعية فقط, التي عثر عليها في بدايات حملات التنقيب في المدن السومرية والبابلية. وهناك مئات الأواني مكتوبة بالخط المندائي, وأقدمها يعود الى القرن الثالث.

لكن المعروف أن الأحراز الرصاصية هي الأقدم!

- هذا صحيح, وهي أقدم الأدلة على النصوص المندائية المعروفة وتعود الى القرن الثالث.

وهذه وجدت في الشرق حيث يعيشون الآن, لكن لم يعثر على شيء من هذا القبيل على طول خط الهجرة المفترضة من فلسطين الى جنوبي وادي الرافدين.

- هذا صحيح أيضاً, على رغم أن مستشرقاً يهودياً تحدث عن ألواح رصاصية, لكنهم إبتاعوها في اسرائيل ولم يعثروا عليها هناك, بل هي منقولة من وادي الرافدين.

وهل هناك إشارات في كتب المؤرخين القدماء مثل يوزفوس فلافيوس الى ما يرجح حصول مثل هذه الهجرة؟

- أحد أشهر النصوص المندائية الذي يتحدث عن هذه الهجرة هو "هران جويثا" (حران الداخلية, الجوانية) وحران هي مدينة في شمال وادي الرافدين تقع اليوم في تركيا. بداية النص مفقودة, وتبدأ بذهاب المندائيين الى التلال بقيادة ملك يدعى أردبان, وهو بلا شك أحد الملوك الفرثيين, ولعله أرتبان الرابع. وهذا يؤكد أن المندائيين هاجروا في القرن الأول ولم يضطهدهم الملوك الفرثيون, على نقيض الملوك الساسانيين الذين حكموا بعدهم. ونجد في شهادة كارثير رئيس الكهنة الزرادشتيين المكتوبة على الصخر تعبير "المغتسلة" وكذلك إسم الناصوريين. لكن الاسم قد لا يخص المندائيين, فهو يعني المسيحيين أيضاً.

ذكرت الناصوريين قبل قليل, ونعرف أن هناك عدداً من الطوائف سكنت شرقي الاردن وحملت أسماء مشابهة, ألا يُحتمل أن تكون هذه الأسماء تسميات مختلفة لطائفة واحدة, المندائيين مثلاً؟

- هذا صحيح في شكل جزئي فقط. فالاسم يعني المراقبين, ونُسبت الكلمة في السابق الى الناصرة التي هي محل ولادة السيد المسيح, لكن الأمر غير واضح, فليس لدينا أدلة بأن الناصرة كانت موجودة في الأزمنة القديمة. لذلك يجب أن يرتبط اسم الناصورايي والنازاريين والنوصريم وغيرهم بتصرف خاص لمجموعة من الناس. لكننا غير متأكدين من الأمر, فهذه الأسماء أطلقها أجانب على هذه الطوائف, عدا المندائيين فهم يستعملون الناصورايي كإسم خاص بهم.

بالنسبة إليّ, هناك بعض التشابه بين المندائيين والقمرانيين من ناحية الأفكار, وحتى التسميات. ومن المثير وجود بعض المتوازيات بين المندائية والقمرانية, مثل الاصطفاء, كذلك التشابه في طريقة دفن الموتى والاغتسال والتقويم القمراني الشمسي الذي يختلف عن التقويم اليهودي الرسمي؟

- قد يكون ذلك بالدرجة الرئيسة بسبب الاغتسال, وهو من الطقوس الجوهرية. ومن المحتمل وجود طوائف أخرى لها طقوس مشابهة مثل الكسائيين والأسينيين. أعتقد بأن ذلك كان جزءاً من حركة أسميها الحركة المعمدانية التي لها علاقة جزئية باليهود غير الأرثوذوكس. فهناك تأثيرات لبعض الأفكار اليهودية التي نعرفها من العهد القديم, لكن من جانب آخر نلمس تأثير الأفكار الزرادشتية. ويذكرني التقويم المندائي بالتقويم الزرادشتي الذي يختتم العام بفترة خمسة أيام (ما يقابل البنجة وهو عيد الخليقة عند الصابئة المندائيين).

البروفيسور رودولف اشتهر بدراساته عن الغنوصية, فما هي الغنوصية؟

- الغنوصية لها علاقة بالمعرفة الخاصة بأصل النفس البشرية وبكيفية عودة النفس الى عالم النور. ولدينا شهادات عدة من الأقباط وهراطقة مسيحيين تتحدث عن جماعات تأثرت بهذه الأفكار تعود الى القرن الأول الميلادي, وربما كانت موجودة في فترات أقدم, لكن بالتأكيد عاشت هذه الجماعات عصرها الذهبي في القرنين الثاني والثالث الميلاديين. والفكر خليط من أفكار مسيحية ويهودية وإغريقية, خليط من أفكار الحركات التي كانت موجودة في أواخر العصور القديمة. فالثقافة اليونانية الغربية تمازجت بالمصرية الشرقية. هذه الجماعات عاشت في مناطق متفرقة, وليست متوحدة يقودها كاهن أعلى أو أسقف بتنظيم صارم كالبابوية لدى الكاثوليك, بل كانت مجاميع مختلفة عاشت في أماكن متفرقة. المندائيون أقاموا في الشرق لكن ليس في المدن الكبيرة بل في الريف, وعاشوا في الأهوار والبطائح التي هي جزء من وادي الرافدين, حيث عاش الهراطقة أيضاً في فترة الحكم الاسلامي بحسب ما نعلم من المؤرخين المسلمين. والمندائيون ليسوا نساكاً لأنهم يتزوجون وينجبون الأطفال على نقيض كثير من الغنوصيين الآخرين الذين حُرّم عليهم الزواج. وعلى رغم وجود آراء عن الزهد في النصوص المندائية, لكنها ليست ذات ثقل كبير.

هناك إشكالية لا تزال عصية على الحل, وهي علاقة صابئة البطائح بصابئة حران؟

- أعتقد بأن صابئة حران لا يرتبطون بالمندائيين في شكل وثيق, فهم جماعة مختلفة. وأعتقد بأن المندائيين استعملوا تسمية الصابئة وتقبلوها. فإبن النديم يتحدث عن صابئة الأهوار (البطائح).

تحدث إبن النديم في أحد الفصول عن الصابئة وعرض لأفكارهم وتقاليدهم التي نعرفها إلى اليوم, غير أنه عاد في الفصل اللاحق فتحدث عن صابئة حران وسرد قصة أيشع القطيعي وواقعتهم مع المأمون؟

 

- إبن النديم كان يعرف المندائيين. ولا نعلم عن وجود عادات وطقوس مماثلة للطقوس المندائية في حران. إن الأمر لا يعدو أكثر من التشابه "الفلســفي".


باسم الحي العظيم
 
اشوما اد هيي واشمه اد مندا اد هيي مدخر الي اكا هيي اكا ماري اكامندا ادهيي اكا باثر نهورا بسهدوثا اد هيي وبسهدوثا اد ملكا ربا راما اد نهورا الاها اد من نافشي افرش اد لاباطل ولا مبطل اشمخ يا هيي وماري ومندا ادهيي
والحي المزكي
اعجبني
 
حقوق الطبع والنشر
 
تنشر الجمعية الثقافية المندائية في هولندا لاهاي المعلومات الخاصة بها على شبكة الانترنت .
وإذا راودتك الرغبة فى اقتباس المعلومات ، أو استنساخها ، أو إعادة نشرها أو ترجمة أي أجزاء منها بغرض ترويجها على نطاق أوسع ، يرجى تبليغ الجمعية الثقافية المندائية او الاتصال بمدير الموقع وذلك بالضغط على زر مراسلتنا على الجهة اليسرى .
وتحتفظ الجمعية الثقافية المندائية بكافة حقوق الطبع والنشر الخاصة بالمواد المعروضة على صفحاتها على شبكة الإنترنت ، بما فى ذلك الصور والتصميمات والرسوم البيانية.
ويحظر استعمال مواد الموقع للاغراض التجارية او نسخها على سيديات او انتهاك شرعية الموقع .
ويعتبر استعمال اسم الجمعية وشعارها بدون الحصول على إذن بذلك مخالفاً للقانون الدولي بحقوق النشر وممنوعاً منعاً باتاً.
نحن من هذا الموقع نحاول ايصال الافكار والمقالات والتعريف بالدين الصابئي المندائي ونحن بهذا الموقع لانتخاصم مع اي جهة دينية او سياسية اخرى . لذا يحق لجميع الصابئة المندائيين بالحصول مجانا على ما في هذا الموقع بشرط مراسلتنا لنزودهم بالمسموح . ويمكن لجميع المندائيين ان يزودوننا بمقالاتهم ومواضيعهم واخبارهم المهمة و الرئيسية ( بالعربي او بالهولندي او بالانكليزي) وذلك لنشرها مجاناً على موقعنا .
© جميع الحقوق محفوظة للجمعية المندائية في هولندا دنهاخ 2010 Copyright © 2010, All rights reserved to the Mandaean Association in the Netherlands / Hague ,Inc
 
Today, there have been 245565 visitors (457095 hits) Total This Week.
تصميم الموقع حــسام هــشام ألعيــداني© جميع الحقوق محفوظة للجمعية الثقافية المندائية في لاهاي هولندا
Copyright © 2010, All rights reserved to the Mandaean Association in Netherlands / Hague ,Inc Developed and Web designer By Hossam Hisham al Edani

This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free