التأريخ المندائي
المصريون صابئة
المصريون,,,أول من عرف اللــــه
وهم أول من آمن بالله وباليوم الآخر وبالبعث بعد الموت.. وبالجنة والنار.. وبالحساب والعذاب.. وبالثواب والعقاب..
كما تأكدت وبصمت بالعشرة.. أن مصر هي أول أرض أرسل إليها العزيز المقتدر أحدا من رسله وأنبيائه العظام..
وأن أول نبي سعي بالخير والحق والعدل في الأرض.. مصري الجنسية أبا عن جد..
بل إن أول إنسان رفعه الله إليه في السماء.. مصري الجنسية أيضا..
بأرض مصر عاش وبأرض مصر رفع إلى السماء..
هذا الإنسان المصري البسيط.. كانت صناعته حياكة الثياب..
وكانت مهمته على أرض مصر.. هي النبوة.. فقد كان نبيا ورسولا.. وداعيا بالحق تقيا نقيا مباركا.. وسلام عليه يوم ولد ويوم يبعث حيا..
هل عرفتموه؟
إنه ليس سيدنا عيسي عليه السلام.. كلمة الله في الأرض.
ولكنه سيدنا إدريس عليه السلام أول نبي ظهر في مصر قبل أكثر من سبعة آلاف عام.. وقبل المسيح عيسي بن مريم الوجيه في الدنيا والآخرة بخمسة آلاف عام باليوم والساعة والسنة!
ولتقواه ونقائه وعظيم رسالته.. رفعه الله مكانا عليا.. ليسكن ملكوته في السماء..
أين؟
هنا نتوقف عن الكلام والجواب..
فالكلام هنا.. هو كلام الحق عز وجل.
والجواب هنا سبحانه وتعالى في سورة مريم:
واذكر في الكتاب إدريس. إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا
..............
...............
قبل أن نكشف الستار.. كل من أمسك بالقلم والدواة, ومن صفحات بيضاء نورا وحبا وعلما وأدبا وتأدبا وأنا في آخر صف منهم.. عن أول نبي.. نادى رسالة التوحيد علي أرض مصر..
وهو في الوقت نفسه أول إنسان مصري في ثوب النبوة يصعد إلى السماء قبل سبعين قرنا من الزمان..
تعالوا أدلكم على طريق مصر في الهداية في عبادة الله الواحد الأحد.. في التوحيد.. في المناداة بوحدانية الله تعالى.. قبل الزمان بزمان..
قبل أن أحدثكم عن سيدنا إدريس.. الذي لم يمت.. بل رفعه الله عليا إلى مقعد صدق عند عزيز مقتدر..
تعالوا نعرف سر عظمة مصر والمصريين.. تعالوا نتعرف على رحلة مصر والمصريين مع الإيمان والتوحيد..
بل إن صاحب المقال وهذا"عـزت السـعدني" ومعه ـ الدكتور نديم السيار الباحث المدقق في رسالة التوحيد ـ عثرا معا على أول طائفة عبدت الله الواحد الأحد.. منذ فجر التاريخ المكتوب.. ومازالت تعبده حتى الساعة.. وهم آخر طائفة من المصريين الذين هاجروا من مصر من أيام فيضان نوح عليه السلام واستقروا بجنوب العراق..
وقد زارهم صاحب المقال هذا مرة قبل تمزيق العراق واحتلاله وتقطيع أوصاله من قبل الآلة العسكرية الأمريكية وزارهم رفيقه د. نديم السيار مرات ومرات.
إنهم طائفة الصابئة والتي ذكرها الله في محكم آياته الكريمة في سورة البقرة:
إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
هل عرفتموهم؟
إنهم الصابئة.. وهم للحق والصدق آخر سلالة من المصريين القدماء الذين هاجروا من مصر بعد الطوفان حاملين معهم ديانة مصر في التوحيد, بل أنكم سوف تعجبون وتأخذكم الدهشة إلى شواش الشجر إذا علمتم أنهم هم الحنفاء أتباع ديانة سيدنا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء التي اسمها الحنيفية, وهذا يعني دون مواربة.. ودون تجاوز في الحقيقة.. إن ملة إبراهيم حنيفا هي ملة أهل مصر وأن الصابئة هم الذين حملوا رسالة سيدنا إبراهيم أبي الأنبياء ومازالوا يحملونها حتى الساعة!
يعني بعبارة أكثر بساطة ووضوحا..
الصائبة هي ديانة المصريين القدماء.. وأن الحنيفية ديانة إبراهيم أبي الأنبياء مازالت حية ترزق.
وأن المصريين هم أهل ديانة التوحيد في الأرض كلها..
هل استوعبتم هذه العبارات:
إذا لم تكونوا قد استوعبتم وفهمتم وتعلمتم أن مصر هي أول كل شيء في الوجود.. وأصل كل شيء في الوجود.. ومهد الديانات ومهبط الرسالات.
فتعالوا نقترب أكثر.. لنفهم أكثر.. وأنتم وأنا وكل إنسان عبد الله الواحد الأحد في هذه الدنيا..
تعالوا نذهب إليهم حيث يعيشون.. وحيث يتعبدون وحيث يأكلون ويشربون ويتزوجون وينجبون..
لم نذهب إليهم هذه الأيام.. ومن هذا الذي فقد عقله ورشده أن يذهب إلي العراق الممزق المشرد.. السجين في أرضه..
ولكن صاحب المقال ورفيقه ذهبا إليهم.. إلى طائفة الصابئة قبل أن تصعق العراق صعقا.. الآلة الهمجية الأمريكية..
تجربتهم أحكيها لكم..
يقول كاتب المقال
عـزت السـعدني قالوا لنا أيام حرب العراق ـ إيران.. إن هناك طائفة عراقية تعبد الشيطان.. وذهب صاحب هذا المقال إليهم قرب مدينة البصرة.. وكانت آلة الحرب قد أهلكت الزرع والضرع فيها.. وجاءوا له بواحد من أتباع الشيطان.. وقال له كلاما ـ ليس هذا أوانه ـ إنهم يعبدون الشيطان فعلا.. لأنه الوحيد ـ استغفر الله ـ الذي قال لله كلمة لا!
...............
...............
أترككم مع كاتب المقال للتوضيح:
أسأل الدكتور نديم السيار صاحب كتاب: مصر أول الموحدين: من هم الصائبة.. وهل هم حقا آخر سلالة من الفراعنة أجدادنا؟
قال الصابئة).. تلك الملة العتيقة الغامضة, التي يذكر المؤرخون أنها كانت أقدم الأديان على وجه الأرض.. والتي انقرض أصحابها الآن ولم يبق منهم في العالم أجمع سوى ما يقرب من عشرة آلاف فرد فقط يعيشون منعزلين في بضع قري صغيرة متناثرة في أقصى جنوب العراق على الحدود العراقية ـ الإيرانية.
ولا توجد طائفة دينية يحوطها الغموض وتختلف حولها الآراء, مثلما هو الحال بالنسبة لأولئك القوم.. البعض يرفعهم إلى أعلى درجات الموحدين المؤمنين, وآخرون ينزلون بهم إلى أحط دركات الوثنيين الكافرين.
وتزداد الإثارة عندما نعلم أنهم هم المذكورون في القرآن الكريم, ضمن طوائف المؤمنين المبشرين بالجنة.
إن الذين آمنوا, والذين هادوا والنصاري والصابئين
من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم... البقرة62
وتزداد الإثارة أكثر وأكثر عندما نعلم أنهم يسمون أيضا الحنفاء.. بل ويذكر العقاد أن من يريد معرفة ديانة إبراهيم الحنيفية, تلك الملة المجهولة الغامضة, فلا سبيل أمامه سوى دراسة معتقدات أولئك القوم.
أسألة: ما هي حكايتك مع الصابئة؟
قال: حكايتي مع الصابئة.. كنت قد قرأت كل ما سبق منذ سنوات طويلة, وتعجبت واحترت مع الكثيرين غيري.. ولكن الأمر ازداد إثارة بالنسبة لي عندما قرأت عنهم ما أذهلني.. وهو أن كتبهم المقدسة تذكر أنهم كانوا يعيشون بمصر الفرعونية قديما ـ قبل هجرتهم إلى موطنهم الحالي بجنوب العراق ـ وأنهم قد تلقوا كل تعاليم ديانتهم نقلا عن كهنة المعابد المصرية.
قلت: أي أنهم على ديانة الفراعنة نفسها؟
قال: نعم بالتأكيد.. وكنت أيامها ـ وذلك منذ ما يقرب من ربع قرن ـ منهمكا في البحث عن أصل عقائد المصريين القدماء.. فكانت هذه المعلومة بالنسبة لي غاية في الإثارة والأهمية.. إذ لو ثبت صحة ما يزعمون, فإنهم بذلك يمثلون ما يمكن تسميته قدماء المصريين الأحياء.. أي أناس ـ بصرف النظر عن أصلهم العرقي ـ يحملون في عقولهم وقلوبهم عقائد مصر القديمة حية نابضة.. أناس نستطيع أن نناقشهم ونستفسر منهم عن دقائق وغوامض تلك العقائد.
ثم تزداد الإثارة عندما نعلم أنهم يقولون أيضا إن نبيهم هو إدريس عليه السلام ـ المذكور في القرآن والتوراة ـ فلو صح أيضا ما يقولون, نكون بذلك قد حصلنا على الحلقة المفقودة بين الديانة الفرعونية والديانات السماوية الحالية.
ورجعت أعيد كل ما سبق لي قراءته عن أولئك( الصابئة), فلم أظفر إلا بمزيد من الغموض والحيرة, ولكن كانت لي ملاحظات على تلك الشذرات المذكورة عنهم في كتب تراثنا العربي والإسلامي, أهمها أنها كلها أحاديث لأشخاص لم يتعرفوا على( الصابئة) مباشرة, لم يلتقوا بهم ولم يتحدثوا إليهم, وإنما هي أقوال نقلية سماعية ـ كمسامرات المجالس ـ وغالبا ما تأتي في صيغة( يقال إنهم كذا) أو( سمعت فلانا يزعم أنهم قد يكونون كذا) أو( ربما كانوا كذا).. إلخ.. وكثيرا ما تختتم بقولهم والله أعلم).
ووسط سلاسل العنعنات تأتي أعجب التخمينات والافتراءات, وقد صدق المؤرخ السوري عزة دروزة إذ يقول أما أقوال المفسرين عنهم فإننا لا نراها تخرج عن حد التخمينات.. وتعددها وتموجها يؤكدان ذلك).
قلت: ما كل هذا الغموض؟
قال: ولعل من أسباب الغموض الذي يكتنف هذه الطائفة.. ما يرجع إلى الصابئة أنفسهم.. إذ إنهم قليلو العدد, يعيشون في عزلة, ويتوجسون من الغرباء فلا يفضون إليهم بحقيقة معتقداتهم, بالإضافة إلى أن لهم لغتهم الخاصة التي لا يعرفها سواهم, وكذلك حروف كتابتهم التي لا يعرفها إلا كهنتهم.
وبذلك, فلا حل لجلاء ذلك الغموض ـ كما طلب العقاد أيضا ـ إلا أن يذهب باحث إليهم في موطنهم, يعيش بينهم, يسمع منهم مباشرة, يسألهم ويحاورهم, ويري بعينيه كل طقوسهم وشعائرهم.
ومن هنا.. كان قراري بأن أكون هذا الباحث.
قلت: عظيم.. وذهبت بالفعل؟
قال: مهلا ياعزيزي..
فقد حدث في عام1983 أن تعرفت بالعالم الكبير د. حسن ظاظا في أثناء عملي بالسعودية, وعندما تحادثنا في أمر أولئك( الصابئة) فوجئت به يعرض علي الأمر نفسه, وهو السفر إلى العراق للالتقاء بهم مباشرة, وكان من رأيه أن وظيفتي كطبيب قد تتيح أنسب الظروف للقيام بهذه المهمة, فعملي في الوحدة الصحية بأي قرية صابئية سوف يتيح فرصة المعايشة ـ حيث الإقامة الكاملة بينهم ـ ومع دوام هذه المعايشة يأتي السماع والرؤية والمناقشة.
وذهبت إلى العراق في أواخر1985 وطلبت من المسئولين أن يكون تعييني في محافظة ميسان أو البصرة حيث مواطن الصابئة, وقد كان.
ومنذ بدء وصولي ـ وحسب تعليمات أستاذي د. حسن ظاظا ـ بدأت بجولة بين المكتبات المختلفة لتجميع كل الكتب ـ نحو12 كتابا ـ التي ألفت خصيصا عن( الصابئة) بالعربية والإنجليزية أو مترجمة عن الألمانية والفارسية, ثم أخذت في دراستها لفترة كافية قبل ذهابي إليهم.. ثم أخيرا تحقق بعون الله هدفي حيث تمكنت من العمل كطبيب للوحدة الصحية في إحدى القرى( الصابئية).
وبذلك اتيح لي ـ وعلى مدى ما يقرب من عام ـ رؤية كل طقوسهم وشعائرهم.. إلخ.. كما أتيح لي التعرف على أفكار مختلف طبقاتهم, بدءا من أبسط فقرائهم, إلى مثقفيهم ـ وفيهم نفر من خريجي الجامعات!! ـ إلى رجال الدين منهم بمختلف طبقاتهم من أصغر التلامذة إلى الكهان.. إلخ... وبذلك أتيح لي أيضا أن أسأل وأستفسر عن كل غامض في عقيدتهم.. باختصار, يمكن القول إنني قمت بدراسة هذه( العقيدة الصابئية) على الواقع حية نابضة, وبذلك يكون حديثي ليس حديثا معتمدا فقط على ما ورد عنهم في المراجع والكتب, وإنما هو حديث من عايش, وسمع بأذنيه ورأى بعينيه.
وكان الفضل في ذلك كله ـ بعد توفيق الله سبحانه ـ إلى أستاذي الجليل د. حسن ظاظا, ذلك الأستاذ الكبير الذي يكاد يكون مجهولا في بلده مصر للأسف, بينما يعرفون في الخارج قدره.
ويكفي أن نعرف أنه المصري الوحيد الذي يحرر في دائرة المعارف البريطانية, بالإضافة إلى معجم لاروس الفرنسي, وكان إلى جانب عمله كأستاذ في إحدى جامعات السعودية, يستدعى كأستاذ محاضر بعدة جامعات بالولايات المتحدة وفرنسا, وهو في الحقيقة موسوعة علمية مبهرة في تاريخ الحضارات واللغات الشرقية والعقائد القديمة.
قلت: ما شاء الله..
.................
.................
ولكي نعرف ونفهم أكثر وبتفاصيل تقرب ديانة الصابئة إلى عقولنا ووجداننا.. سألته:
ما هي حقيقة( الصابئة)؟
قال: إنها6 حقائق:
(1) التوحيد: كل الدراسات أثبتت بكل اليقين أن أولئك( الصابئين) من أعظم وأتقى
( الموحدين).
(2) من أتباع( إدريس): حيث تجمع المراجع العربية والإسلامية على أن ديانة النبي إدريس كانت تسمى( الصابئة), وأن أتباعه هم أولئك( الصابئون).
(3) مصر مهد( الصابئة): حيث كان أول أتباع النبي المصري( إدريس) هم المصريون القدماء.
(4) اسم الـ( صابئة): وهو لفظ مصري قديم منb2 ـ*/ صبأ.. بمعنى هدى/ هداية), وبذلك كان أصل معنى: دين( الصابئة) هو: دين( الهداية), أو دين( الهدى). أما لفظ: الـ( صابئون) فيعني الـ( مهتدون).
(5) ويسمون أيضا الـ( حنفاء).. وهذا ما ورد في التراث العربي والإسلامي.
وجدير بالذكر أن لفظ حنف) نفسه مصري قديم.. ويكتب في الهيروغليفية بمعنى
( خضع)
ويؤكد هنا عالم المصريات الكبير د. أحمد بدوي أن هذا اللفظ هو نفسه الذي انتقل إلى الآرامية حيث أطلق على النبي إبراهيم وأتباعه.
(6) التقارب مع الإسلام: هذا ما تؤكده المراجع العربية والإسلامية, ومنهم على سبيل المثال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره, وذلك هو الواقع بالفعل في العقائد والشرائع والطقوس والعبادات.
أسأله: وماهي أركان الديانة المصرية الصابئية الحنيفية؟
قال: الركن الأول: التوحيد.
الركن الثاني: الصلاة.
وكانت الصلاة عندهم أيضا قائمة على الخماسية..
فعدد الصلوات في اليوم عندهم خمسة, وأركان الصلاة خمسة, وهي:
1 ـ الوقوف مع رفع الذراعين علامة التكبير.
2 ـ الوقوف مع وضع الكف اليمني فوق اليسري أسفل الصدر.
3 ـ الركوع.
4 ـ السجود.
5 ـ وضع القعود, حيث يبرك المصلي على ركبتيه ليبارك ويقدم التحيات للإله.
* ملحوظة: ولفظ برك و بارك من الأصل المصري برك بنفس معانيه في العربية.
أسأله: هل عرفوا الوضوء قبل الصلاة؟
قال: كان يشترط التطهر/ الوضوء قبل الصلاة.. وطريقته عند الصابئة ـ نقلا عن القدماء المصريين ـ تكاد تطابق ما يفعله المسلمون, وكذلك أيضا بالنسبة لمفسدات الوضوء.
* كما كانوا يعرفون القبلة لتحديد اتجاه الصلاة, وكان ذلك من تعاليم نبيهم إدريس.
* كما كانت الصلاة عندهم يسبقها نداء آذان.. بل وكان هذا الأذان يسمى في لغة( الصابئة) ومنذ ما قبل الإسلام<span sty
لكي لا نذهب بعيداً بهذا الأمر- على أهميته -من خلال كشف العلاقه الفكريه بين المعتقدات الهرمسيه من جهه والديانه المندائيه من جهةٍِِِ أُخرى. إسمح لي أن أوضح الأمور التاليه: الهرمسيه نسبة الى هرمس(المثلث بالحكمه) والمثلث بمعنى النبوه والحكمه والملك أو العظيم ثلاث مرات ، وهرمس في الأصل أسم لأحد آلة اليونان المهمين عندهم ، أما في الأساطير المصريه القديمه هو الأله(طوط) وقد ظهر طوط كأسم لكاتب الأله أوزيوس إله الدلتا المسؤول عن الموتى والمصير البشري . ومن وظيفة طوط ككاتب نسب إليه إختراع الكتابه ، ثم أرتقى الإله طوط درجه في سلم الألوهيه داخل الأساطير المصريه فنسب إليه خلق العالم بصوته لأنه كان مطلعاً على قوة تأثير الصوت والكلمه ، وتقول الأسطوره إن صوته يتكثف بنفسه فيصير ماده ، ومن هنا كانت قوة طوط كامنه في صوته أي في النفخ الصادر عنه ومن هذا النفخ يخلق كل شيء فهو أذن الخالق والمعلم . أما في الأساطير اليونانيه فقد كان هرمس محترماً عندهم إذ كان أبناً للأله الأكبر زيوس وقد نسبوا إليه أيضاً الكتابه والموسيقى والتنجيم والأوزان والمقادير . أما في المصادر العربيه فقد كان هرمس يقدم على أنه النبي إدريس المذكور في القرآن وأنه أول من علم الكتابه والصنعه والطب والتنجيم والسحر . أما ما جاء به إدريس النبي أو(هرمس) كفلسفه دينيه فترجع الى مجموعه من الكتب والرسائل تنسب الى هرمس الناطق بأسم الأله وأحياناً يقدم نفسه على أنه هو نفسه الأله. تقدم لنا الهرمسيه أو الأدريسيه نظريه كونيه بسيطه[ففي قمة الكون وفوق سماء النجوم الثابته يقيم إله متعال ، لا يقبل الوصف ، منزه لا تدركه العقول ولا الأبصار ، مالك العالم ، وأزاءه توجد الماده غير المتعينه ، وهي مبدأ الفوصى والشر وميدان النجاسه والقذاره. أما العالم السماوي وكل ما يشتمل عليه وكذلك الأنسان فقد تولى صنعه الأله الصانع القابل للمعرفه والأدراك ، وذلك بتكليف من الأله المتعالي. هذا من جهه ، ومن جهة أخرى فإن العالم ما تحت فلك القمر خاضع كله لتأثير الكواكب السبعه وأفلاك البروج ، وتبعاً لذلك توزع الى سبعه أصناف يخضع كل صنف منها لخصائص برج من البروج الفلكيه السبعه ، والأنسان مؤلف من جسم مادي ، أي غير طاهر، يسكنه الشر ويلابسه الموت ، ومن نفس تشتمل على جزأ شريف ينحدر من العقل الكلي ، وأن هذا الجزء الشريف من النفس يعيش في صراع دائم مع الرغبات والأهواء التي سببها وجود الجسم. ولجعل حد لهذا الصراع جاء الإله هرمس ، الوسيط بين الأله المتعالي والإنسان ليعلن الخلاص ويبين طريق النجاة.إن الأقليه من الناس وهم الأصفياء والحكماء هم وحدهم الذين يستطيعون تحمل أشراقة العقل الكلي الهادي الى طريق المعرفه الحق ، طريق إندماج النفس في الله ، هم وحدهم الذين يتحررون من الماده ويفلتون من قبضة القدر فتصعد نفوسهم الناجيه الى السماء ، أما أجسامهم فتندمج بعد الموت بأحد أجسام الكواكب، وترتقي النفس الناجيه في معراجها الى السماء الثامنه العليا محفوفه بجوقه من الملائكه حراس الأجواء العليا ، أما النفوس غير المطهره فإن الزوابع ستلقى بها في جحيم جهنم ، وتشاهد النفس الناجيه وهي في معراجها كائنات روحانيه عديده ، ملاك الخوف-وملاك الفرح- وملاك الراحه- وملاك الماده-ثم ملاك الحياة، تم الأله المنزه من الرغبات الذي ذكره إفلاطون في محاورة(فادن وطيماوس) كما تشاهد البرزخ الذي يقول عنه الرواقيون إنه يفصل العالم السفلي الأرضي عن العالم السماوي]. إذن تتميز الألهيات الهرمسيه بوجود إلاهين أحدهما مسخر للآخر: الأله المتعالي الذي لا ينطبق عليه أي وصف ولا تدركه العقول ولا الأبصار وبالتالي فهو لا يعرف الا بالسلب ، لا يهتم بشؤون الكون، لأن الكون في نظره ناقص ، وهو منزه عن الدخول بأي علاقه مع ما هو ناقص ، لذلك لا يمكن إدراكه عن طريق الحواس والعقل. والأله الآخر هو الأله الخالق الصانع ، وهو الذي خلق العالم ولذلك فهو يتجلى فيه ، يمكن إدراكه والتعرف عليه بتأمل الكون ونظامه ، لذلك يقال عنه أنه موجود في كل مكان. وهنا لابد من التطرق الى أن عملية إدراكه ومعرفته تتم عن طريق النفس وليس عن طريق العقل وهذا ما يقول به جميع الغنوصيين(العرفانيين) غير أن ما يميز الغنوصيه الهرمسيه هو تأكيدها على الأصل السماوي الألهي للنفس ، وبالعوده الى النصوص الهرمسيه بهذا الشأن نرى وجهين لهذه النفس ، أما هي من أصل إلهي على إعتبار أنها (بنت الله) حسب بعض النصوص ، أو أنها مزيج من عناصره(شيء من الله) ، وتعتبر الهرمسيه أن النفوس في كل الأحوال هي كائنات إلاهيه ، كانت تعيش في الأصل في العالم الألهي ، ثم إرتكبت ذنباً فكان عقابها هبوطها الى الأبدان (سجنها) فكيف يمكن تخليص النفس والنجاة بها من الضياع وسؤ المصير(جهنم) ؟ والهرمسيه تقول يمكن ذلك بواسطة (المعرفه) ولكن أية معرفه ؟ أنها تلك التي يرشد اليها هرمس الذي جاء يعلن الخلاص ، وهذه المعرفه لا تعني(العلم) على الإطلاق ، بل بذل مجهود متواصل القصد منه التطهير والتخلص من الماده والاندماج من جديد في العالم الإلهي ، لا بل الفناء في الله . أما في مجال العلوم السريه الهرمسيه وفي مقدمتها الكيمياء ، فبمعرفة كيفية التجاذب والتنافر في المعادن يمكن تحويل الخسيس منها الى ذهب بواسطة الصنعه والتدبير ، والمبدأ المعرفي الذي يحكم هذا النوع من الكيمياء يتلخص بنص هرمسي يقول "ما من طبيعه الا وهي مجذوبه بطبيعه أخرى ، وما من طبيعه إلا وهي مقهوره لطبيعه أخرى ، وما من طبيعه إلا وهي تهيمن على طبيعه أخرى " إذن فالحصول على معدن راق لابد من تحريره من الطبائع الدنيا ، طبائع المعادن الخسيسه التي تلابسه وتستحوذ عليه ، ويكون ذلك بإستعمال طبيعه أخرى أقوى تسمى الأكسير الذي يقوم بعملية التطهير والتحويل . وهذا الذي يمكن تحقيقه على مستوى العالم الكبير مستوى الطبيعه يمكن تحقيقه أيضاً على العالم الصغير (الإنسان) فقد تصدأ نفس الإنسان نتيجة إرتباطها بالجسم حتى تفقد طبيعتها الشريفه ، غير أنه يمكن صقلها والرجوع بها صافيه نقيه الى أصلها الألهي . وهنا أيضاً لابد من صنعه ولابد من تدبير أنه(التطهير) . ومن هنا يتوضح الترابط العضوي بين الكيمياء والتصوف في الأدبيات الهرمسيه ، والتي بقيت آثارها لحد الآن ماثله بدمج العلم بالدين ، ولكن لهذه الخاصيه بالفكر الهرمسي تداعيات مهمه ، فلم يعد الحصول على المعرفه أية معرفه إلامن عند إله أو نبي يوحى إليه منه، فلمعرفة أسرار الصنعه (الكيمياء) لابد من أن يجد الإنسان الله أولاً، ولكي يجد الله لابد له من الرجوع الى نفسه وأسكات شهواته ، فلا يجب البحث خارج نفوسنا وحقيقة الله داخلنا ، فالتتحرر النفس من الماده ، ولتركز كل إنتباهها في أعماق ذاتها حيث يوجد الله حاضراً ، ذلك هو قوام التطهير كما يحدده هرمس أو إدريس.فإذن بمعرفة الإنسان لنفسه يعرف الله ، وبمعرفة الله يعرف أيضاً الأصباغ الرفيعه التي تحول المعادن الخسيسه الى ذهب .
أرجو أن أكون قد وفقت في عرض بعض الأفكار التي تتعلق بهذا الموضوع الشائك والذي يتطلب مزيداً من البحث على المستوى الأكاديمي
أخوكم
حازم ورد عنبر
عزيزي الأستاذ حازم ورد عنبر المحترم
حفظ الحي العظيم روحكم
لقد اعجبني تحليلك لمضمون المقال بدون مجماله كونه تحليل علمي وجاء اغناء للمقال , الأ انني اتوسم بجنابكم الكريم ان تتطرق الى جوهر المقال الذي نحن في صدد الاستفادة منه لتثبيت ارثنا وتأريخ ديانتنا التي تمتد الى اكثر من ستتة الاف عام قبل التأريخ , وهذا ما اكده فضيلة الترميدا الدكتور عصام خلف الزهيري في محاضرته الأخيرة بمناسبة العيد الصغير في كوبنهاكن نهاية العام الماضي , والتي اكد فيها على امتلاكه من الاثار الفرعونية تعود الى حوالي الخمسة الاف عام قبل الميلاد , يربط بين طقوسنا وطقوسهم من خلال تلك الآثار التي كانت تستخدم عندهم , وهو دليل قاطع على الترابط بين الماضي للمصريين وحاضر المندائيين .
الروايات التاريخية
للصابئة المندائيين حضور في الرواية الإسلامية، ذكرهم أبو فرج النديم (ت377هـ)، وأبو الحسن المسعودي(346هـ) وأبو الريحان البيروني (ت440هـ)، بما هم عليه الآن، وذكر آخرون علاقتهم بأنبياء وشخصيات قديمة، لا يخلو منها كتابهم "الكنـزاربا". وأقدم من هذا قال الطبري مفسراً معنى الصحف الأولى: هي التي "نزلت على ابن آدم هبة الله، وإدريس عليهما السلام"( 70). وقصة معراج دنانوخت (إدريس)، والكتب التي نزلت عليه، ومعراجه إلى السماء السابعة، واضحة في نصوص "الكنـزاربا".
قال الطبري كان "مُلك بيوراسب في عهد إدريس، وقد وقع إليه كلام من كلام آدم، صلوات الله عليه، فأتخذه في ذلك الزمان سحراً، وكان بيوراسب يعمل به، وكان إذا أراد شيئاً من جميع مملكته، أو أعجبته داية أو امرأة نفخ بقبضة له من الذهب"( 71). وبيوراسب "دعا إلى ملة الصابئين... وتبعه على ذلك الذين أرسل إليهم نوح عليه السلام"( 72).
ويعدُّ صابئتنا الحاليون كتابهم كتاب آدم ويعدون إدريس ونوح من عظمائهم. ويذكر المسعودي - غير الرواية الخاصة بالمندائيين الحاليين – أن الصابئة "تزعم أخنوخ بن يرد هرمس، ومعنى هرمس عطارد، وهو الذي أخبر الله في كتابه أنه رفعه مكاناً علياً، وكانت حياته في الأرض ثلاثمائة سنة، وهو أول مَنْ درز الدروز، وخاط بالإبرة، وأُنزلت قبل ذلك على آدم إحدى وعشرون صحيفة، و أُنزلت على شيت تسع وعشرون صحيفة، فيها تهليل وتسبيح"( 73).
تقترب رواية المسعودي إلى حد كبير من قصة "الكنـزاربا"، فأخنوخ بن يرد هو دنانوخت نفسه وهو هرمس، وهرمس هو إدريس، وهو الذي عرج إلى السماء السابعة، المكان العلي، ونزلت عليه الصحف، التي كان يحتفظ بها في غرفة مغلقة، ثم نزلت عليه ثمانية كتب أخرى، لم يصح منها غير الكتاب الثامن.
ورد معراج إدريس (دنانوخت) في "الكنـزاربا" والقرآن الكريم، وقصته واحدة من المتوافقات بين الكتابين. ورد في الآية: "وأذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبيا، ورفعناه مكاناً علياً"( 74). وفي صلة إدريس بالصابئة و ينفي عنهم عبادة النجوم أو الأصنام قال السيوطي: "إن النبي إدريس، عليه السلام، دعا الخلق إلى الله تعالى فأجابوه، وكانت عقيدته الصابئة، وهي توحيد الله تعالى والطهارة والصوم وغير ذلك من رسوم التعبدات"( 75).
....................
الحركة التى كان يقودها يوحنا عرفت بممارسة طقس المعمودية للتائبين, وهو آمر غير معروف فى الحركات النهضوية الدينية اليهودية..
الشىء الذى يبعث على الأثارة ان أحد الباحثين المندائيين/الصابئة , وهو السيد سليم برينجى عتيقى كتابه الصابئة المندائون ص 7و 11,23 يذكر ان الصابئة يرون ان اصولهم الدينية والعرقية مصرية !!
البحث عن الناصري
كانت الفترة حوالى القرن الأول الميلادى , فترة مزدحمة بتيارات متعددة سياسية كانت ام دينية, انتشرت فيها اعداد لا يستهان بها من الطوائف والفرق والنحل, التيارات الغنوصية والمعرفية ذات الجذور المصرية , أوالمختلطة بعقائد مصرية كانت هى صاحبت اليد الطولى كما نستتنج من كتابات الباحثين الذين تناولوا هذه الفترة , حتى اتينا على أكتشاف ذا قيمة هائلة الا وجود شيعة طائفة باسم الناصريين كانت تتمركز بالقرب من نهر الأردن وتعد من الفرق الآسينية , وهى الطائفة التى تبين لنا ان يوحنا /يحى المعمدان كان منتسبا اليها وقادها فى مرحلة لاحقة.
المدهش فى الآمر ان كلمة ناصري لا تعنى انتماء لموقع جغرافي ولا تعنى مرذولا او محتقرا, الكلمة كما بينها عدد كبير من الباحثين , تعنى فى اللغة الآكدية اللغة المستعملة فى اوساط المندائين الصابئة , حارس الدين , واللغة الآكدية كما يبين قاموس الكتاب المقدس , هى لغة سامية شنعارية تنتمى لنفس العائلة اللغوية الى اتت منها العبرية.والعربية ..القاموس ص 97 . وناصرى او ناصورا رتبة كهنوتية لدى طائفة المندائئين الناصريين, ويقول القاموس ان يسوع كان يتكلم الآرامية ص122 ويوضح لنا فى ص44 ان الأرامية كانت تنقسم لعدة لهجات منها الارامية الشرقية التى يتحدث بها المندائيين الصابئة.
اذا استنتاجنا هو لقب الناصرى كان لقب دينى وطائفة الناصريين التى يتحدث عنها سفر الأعمال والتى تذكرها للبحوث التاريخية واللاهوتية هى طائفة حراس الدين , او حراس الحقيقة , فاذا ما ادركنا ان كلمة منداء تتعنى معرفة كما يذكر لنا دروير فى كتابه المندائيين ويوضح لنا الأصل الغنوصى للجماعة. استقامت الصورة فى اعيننا فنحن اما تيار دينى صوفى غنوصى , ذو علاقة شائكة باليهودية والسلطات الحاكمة , وهذا يبين لنا سر العداء الشديد الذى يذكره الأنجيل الموجهه ضد الطائفة.
لكننا نأتى هنا فى مواجهة شائكة مع الرواية الأنجيلية , التى تقدم لنا نسب يوحنا اليهودى بينما ينفى اتباعه المتبقيين اى ارتباط لهم من قريب او بعيد بالديانة اليهودية , ويرجعون بنسبهم الروحى والجسدى الى تعاليم المعابد المصرية.. اذا كان كلامهم صحيح فماذا أخرجهم من بلادهم ؟
دعونا نعود إلى نقطة البدء ، بدء العقائد ، فالحديث عن الصابئية يقودنا إلى أقدم الديانات ، أي إلى أصلها جميعا. يؤكد القلقشندي قدم الصابئية ”والسريان أقدم الأمم في الخليقة ، وكانوا يدينون بدين الصابئة ، وينتسبون إلى صابيء بن إدريس..قال ابن حزم : ودينهم أقدم الأديان على وجه الأرض..وكانت منازلهم أرض بابل من العراق. وقال المسعودي: وهم أول ملوك الأرض بعد الطوفان”(22).
ويؤكد السيوطي أمر القدم التاريخي للصابئية، ولكنه يجعل مصر القديمة موطنها قبل أن تعمّ الأرض بأجمعها ”تنبأ إدريس وهو ابن أربعين سنة، وأراده الملك محويل بن أخنوخ بن قابيل بسوءٍ، فعصمه الله ، وأنزل عليه ثلاثين صحيفة، ودفع إليه أبوه وصية جدّه، والعلوم التي عنده، ووِلده بمصر، وخرج منها، وطاف الأرض كلها، وكانت ملّته الصابئة، وهي توحيد الله، والطهارة، والصلاة، والصوم، وغير ذلك من رسوم التعبّدات. وكان في رحلته إلى المشرق أطاعه جميع ملوكها، وابتنى مائة وأربعين مدينة أصغرها الرها، ثم عاد إلى مصر فأطاعه ملكها، وآمن به، فنظر في تدبير أمرها، وكان النيل يأتيهم سيحاً، فينحازون من مَسالهِ إلى أعلى الجبل والأرض العالية حتى ينقص، فينزلون فيزرعون حيثما وجدوا الأرض ندية، وكان يأتي في وقت الزراعة، وفي غير وقتها، فلما عاد إدريس جمع أهل مصر، وصعد بهم إلى أول مسيل النيل، ودبّر وزن الأرض، ووزن الماء على الأرض، وأمرهم بإصلاح ما أرادوا من خفض المرتفع ورفع المنخفض وغير ذلك مما رآه في علم النجوم والهندسة والهيئة”(23).
طاف إدريس أطراف الأرض، وأطاعته ممالك الشرق، ووصل إلى عمق إفريقيا حيث منابع النيل، وعُرف عنه شغفه بالتعليم والتدريس، ومن ذلك اشتق اسمه، وله صحف مرسلة أسوة بالأنبياء. وقرر ابن العماد الحنبلي ما يأتي”مات إدريس بمصر، والصابئة تزعم أن هرمي مصر أحدهما قبر شيث، والآخر قبر إدريس”(24). وذكر ياقوت الحموي، بخصوص الهرمين، أنه “إليهما تحجّ الصابئة، وكانا أولاً مكسوين بالديباج وعليهما مكتوب”وقد كسوناهما بالديباج فمن استطاع بعدنا فليكسهما بالحصير”(25) وحسب المقريزي، فـ”قد كان يُحجّ اليهما، ويُهدى إليهما من أقطار البلاد”. وكانت الصابئة تعظّم أبي الهول الرابض أمامهما كأنه يحرسهما(26). فإذا صحت كل هذه المعطيات، وأخذ بالاعتبار القدم التاريخي للصابئية، يكون حج الصابئة للأهرام أول حج عرفه أبناء آدم، وقد كُسيتْ بالديباج، وهي شبه مكعبة، وتلك هي القبلة الأولى، وقد مرّ بها أنبياء ورسل كثيرون، منهم إدريس، وإبراهيم، وموسى، وعنها تناسلت سائر ضروب الحج وتقاليده في الديانات الأخرى، بما فيها تعظيم بيوت الله في أكثر من مكان؛ والتوجه إليها، والطواف حول بعضها، فالحج إليها هو التقرّب إلى الخالق بالوصول إلى المكان الذي يعتقد أن له أثراً فيه، فتلك بيوت الله، مهما تعدّدتْ أشكالها، ومواقعها، وطقوس العبادة فيها. ذلك ما يمكن الخلوص إليه في قراءة تتحرّى الدقة للمصادر القديمة التي حملت إلينا أخباراً متناثرة عن الصابئة.
مع خالص تحياتي
عبد الرزاق شمخي
الدنمارك
مراجع انجليزية
The hiram key by Christopher knight & Robert Lomas
The Templar Revelation by Lnn Picknett &clive Prince
Mandaeans by E.s.Drower
مراجع عربية
الكتاب المقدس
القرآن
قاموس الكتاب المقدس
الكتاب المقدس الأورشليمى المرجعى
كتاباب للدكتور نورى المرادى خول التاريخ والفكر المندائى
مواقع ذات ارتباط بالموضوع
http://www.essens.crosswinds.net/
http://www.mystae.com/
www.farvardyn.com/mandaean.htm
http://www.mandaeans.org/
أمـــيـّـة بــن أبـي الصــلـت
شاعر الأحناف الأول
نشأته ونسبه : هو أميّة بن عبد الله بن ابي ربيعة بن عوف يكنّى بـ " ابي زعمة " ، كما جاء في " مروج الذهب " للمسعودي ، " نشرة محيي الدين بن عبد الحميد " بقوله : حضر ابو زعمة وهو جد أميّة مع وجهاء القوم لتهنئة " معد بن ذي يزن " بعودة الملك اليه في " غمدان " صنعاء عاصمة اليمن الحالية ، وقد اعتمد على ماجاء به المسعودي ، كل المؤرخين والكتبة من المتأخرة .
أمه هي رقية بنت عبد شمس بن مناف ، ولد أميّة وعاش في بيت عزٍ وجاه ، كان والده من سادة القوم ، وهو شاعر ايضا كما كان جده " ابا زعمة " شاعر كبير مرموق ومعروف بين القبائل ، لأمية عدة ابناء ، منهم القاسم وربيعة ، يكنى بهم ، وهم من ارباب الشعر ايضاً ، وله اختاً أسمها " الفارعة " واخاً اسمه " هـُذيل " قتله اصحاب محمد في حصار الطائف بحجة انه كافر ، لانه رفض ان يترك دينه " الأحناف " والإلتحاق بدين محمد .
اشتغل ابن ابي الصلت بالتجارة ، وعاش متنقلاً بين اصقاع شبه الجزيرة العربية ما بين اليمن جنوباً واطراف بلاد الشام شمالاً ، وسواحل الخليج العربي شرقاً ، لقد امضى ثمان سنوات من عمره في البحرين لدراسة اللاهوت الحنفي كما وضّح ذلك " عبد الحفيظ السلطي " في شرحه لديوان ابن ابي الصلت ، عاد الى يثرب ، مصقط رأسه بداية ظهور الإسلام .
اتفق المؤرخون على ان ابن ابي الصلت عاش اكثر من خمسين عاماً بقليل ، نبغ بأغراض الشعر منذ صباه ، فهو شاعر قبل ظهور الإسلام بكثير ، ومن اغراض الشعر التي صدح بها ، الوصف اذ كان له فيه باع طويل ، والمدح ، كان واقعي في مدحه بعيداً عن المبالغة والإستجداء ، الهجاء ، كان قليل في شعره ، إذ قلما يلجئ اليه .
لقد ذكر الدكتور " بهجة عبد الغفور الحديثي " في رسالته للماجستير " أميّة بن ابي الصلت " حياته وشعره ، مطبوعات وزارة العلام بغداد سنة 1975 م ، مبيناً أن اغلب اشعاره تأتي في الوحدانية ، عبادة الخالق الواحد، واضع لأوجه التشابه بين شعرابن ابي الصلت ومؤلفات الذين عاصروه او اتوا من بعده ، في التوحيد وعبادة الله والثواب والعقاب .
لقد عاش امية حياته وهوعلى دين التوحيد الأحناف وكان يعترف بألتعميد ويشير اليه في احدى قصائده ، مميز بين الإنسان المُـتَعَمد عن سواه ، وهذه الأبيات من ديوانه كما ذكرها الدكتور الحديثي كشاهد على ذلك .
إلـّـهُ العالمين وكل ارضٍ .... ورب الراسيات من الجبال ِ
بناها وإبتنى سبعاً شداداً ..... بلا عمداً يرين ولا رجالِ
وسواها وزينها بنورٍ ....... من الشمش المضيئة أو هلال
وشَقَ الأرض فإنبجست عيوناً ... وانهاراً من العذب الزلال
فكل مُعَـمدٍ لابد يوماً ..... وذوي الدنيا يصير الى ترابِ
إنظر عزيزي القارئ الكريم الى تلك الأبيات بما تحمله من معانٍ عظام وقارنها بما كتب متزامناً معه او ماجاء بعده بإسلوب النص او العبادة ، واشارته الى التعميد كما وردت في البيت الأخير من القصيدة .
يعد ابن ابي الصلت اول من جعل مطالع الكتب تبدء بـ " بإسمك اللـّهم " فإتخذها وكتب بها من جاء مِن بعده ، ذكر ذلك المستشرق الفرنسي " كليمان هوار" ، كما ذكر ان شعر امية بن ابي الصلت هو مصدر اساس لدعاة التوحيد الذين عاصروه ، مستشهداً ببعض ما قاله ابن ابي الصلت :
أن آيات ربنا باقيات .... ما يماري فيهنّ الا الكفورُ
خلق اليل والنهار وكلّ ِ ... مُستَبينّ حِسابه مقدورُ
ثم يجلو النهار رب كريم ...بمهاةٍ شعاعها منشورُ
وبيت آخر من قصيدةٍ اخرى :
الحمد لله ممسينا ومصبحنا .... بالحمد صبّحنا ربي ومسّانا
هذه الأبيات الشعرية انشدها ابن ابي الصلت قبل ان يعلن محمد النبوة ، كما ذكرها السابق من المؤرخين ، وقال عنها المشككون بأن امية استقاها من القرآن !! ، إليكموها كما وردت في مقالات المكاتب الإسلامية :
لك الحمد والنعماء والملك ربنا ..... ولا شيئ اعلى منك جداً وامجد
والله تعالى جدّ ربنا ما إتخذ صاحبه ولا ولدا ، الآية رقم 3 ، سورة " الجن "
مليك على عرش السماء مهيمن ..... لعزته تضوي الوجوه وتسجد
رفيع الدرجات ذو العرش ...15 " غافر " ... 82 " الزخرف"
عليه حجاب النور والنور حوله .... وانهار نور فوقه تتوحد
فلا بصير يسمو إليه بطرفة ..... ودون حجاب النور خلق مؤيد
لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ...103 الأنعام
وشقَّ الأرض فإنبسجت عيوناً .... وانهاراً من العذب الزلالَ
إنا صببنا الماء صبا ، ثم شققنا الأرض شقا ... سورة عبس ، 25 .... 26
والقائمة تطول اذا ما بحثنا بكل التفاصيل .
صنفت الديانة المندائية الملائكة وفق منازلهم عند بيت الحي ، الى " أثريين " " ملائكة النور " ، و " ماديين " " ملائكة الظلام " ، وكما جاء في قصة خلق الإنسان الأول " آدم " مبارك اسمه ، عندما أمر هيي ربي ملائكة النار بالسجود لآدم ، وعندما عصى ما يسمى بالشيطان ، امر ربه ، فأسره ربه أسرا ، نرى ان امية بن ابي الصلت قد ميز في شعره بين الملائكة ايظاً :
من خوف ربي سبح الرعد حمده ...... وسبحه الأشجار والوحش ابّدُ
من الحقد نيران العداوة بيننا ..... لأن قال ربي للملائة اسجدوا
لآدم لمّا كمّل الله خلقه ....... فخروا له طوعاً سجوداً وكعدوا
وقال عدو الله للكبر والشقا ... لطين على نار السموم فسوّدوا
فاخرجه العصيان من خير منزل.... فذاك الذي في سالف الدهر يحقدُ
تدلل لنا هذه المقطوعة الشعرية السابقة ، والتي وردت عند الحديثي في رسالته السابقة ، ان ابن ابي الصلت هو من احناف الصابئة الذين كانوا منتشرين في شبه الجزيرة العربية، ولازالت هناك قرية تسمى " الصبية " ، تقع غرب الكويت ، شاهداً على ذلك .
لقد ذكر المستشرق الألماني " دكتور ايكهادر شولتس " ، في نشره لديوان ابن ابي الصلت ، أن كل من امية ومن عاصره من دعاة التوحيد ، استقيا من مصدر مشترك ثالث.
ابو بكر محمد بن داود الظاهري ، هو من رجالات القرن الثالث الهجري ، المتوفي سنة 298 هـ ، في كتابه " الزهرة " ، نشر عن ابي الصلت نشأته وعلاقاته وشعره ، لقد تميزت لديه احدى القصائد بمعناها الكبير في التوحيد وخلق الإنسان ، إذ وثقت هذه القصيدة باسلوب آخر في الديانات المتأخرة .
لك الحمد والمنّ رب العباد .... وانت المليك وانت الحكم
امرت بالإنسان من نطفةٍ ..... تخلق في البطن بعد الرحم
الى آخر القصيدة ..... إذ يقول
فغيّر ذلك رب المنو ...... ن وامرء ليس له ماحكم
نشرها البغدادي المتوفي سنة 1093 هـ في كتابه " خزانة الكتب " ، حيث اهمل ماذكره المتقدمين من المؤرخين امثال ابن داود في كتابه الزهرة آنف الذكر ، بسبب التشويه الذي حصل على القصيدة من الغاضبين على امية وشعره .
لقد افترى الكثير من المؤرخين والكتبة ، على أمّية وشعره ،وشوهوا صورته الشعرية الصادقة ، وقالوا ان الكثير من القصائد منسوبة اليه وهي من عمل الأحناف المتأخرة والمشركين ، كما جاء على لسان الكاتب طه حسين ، ووصفوا شعره بالضعف وأنه لن يشبه شعر فترة قبل ظهور الإسلام ، وذكر محمد عرفة في " دار المعارف الإسلامية " ان اغلب الشعر منحول عليه ومنسوب له زوراً ، وكذلك د. شوقي ضيف ، الذي اتهم امية بانه أخذ من القرآن !!!!!! جاء ذلك في مؤلفه العصر الجاهلي ط 10 ، دار المعارف المصرية ، ود. جواد الطاهر قال ان شعره مدسوس عليه ، وغيرهم كثير .
توفي أمـّية بن ابي الصت ما بين سنة 5 وسنة 9 هـ .
مع تحيات
كــامل عــبـود فــنـدي
الســـويــد / يــوتــبـوري
__._,_.___
|