تصميم الموقع حــسام هــشام ألعيــداني ، المواضيع تعبر عن رأي كاتبها و لاتتحمل ادارة الموقع اي مسؤلية 
Copyright © 2010, All rights reserved to the Mandaean Association in Netherlands / Hague ,Inc Developed and Web designer By Hossam Hisham al Edani
 

   
 
  موطن الاصل
 
من مذكرات المرحوم مدلول عبد الرزاق الحيدر
الفصل الثالث
 موطـن الأهـل
إعداد فائز الحيدر
      ليست هناك معلومان موثقة عن موطن أجدادنا لفترات سحيقة من الزمن ولكن من المؤكد أن عوائل أجدادنا شأنها شأن أغلب العوائل المندائية أستوطنت المنطقة الجنوبية من العراق وخصوصا" في مدينة سوق الشيوخ والمناطق التابعة لها في محافظة ذي قار وفي محافظة ميسان وخاصة في قضاء قلعة صالح وقضاء الكحلاء والمشرح وفي مركز مدينة العمارة وعلى ضفاف الأنهار لكي يمارسوا طقوسهم الدينية التى تتطلب النظافة دائما" .
وقد أمتهن أغلبهم مهنة التجارة والحدادة وصناعة القوارب الخشبية التي تتطلبها أهتمامات الناس في تلك المناطق بالأضافة الى الصياغة وهي المهنة الأهم لديهم ، وكانوا يتنقلون من قرية الى أخرى وفق مقتضيات المعيشة وطلبا" للرزق . ومما يساعدهم على الأنتقال من منطقة الى أخرى سهولة المواصلات النهرية لأن الزوارق الخشبية هي الواسطة الرئيسية في المناطق كذلك سهولة بناء المساكن أذ إنها غالبا" تبني من القصب والبردي حيث المسطحات المائية والأهوار .
هناك بعض المعلومات والروايات تشير بأن عوائل أجدادنا وقبل أن يستقر بهم المقام في العمارة كانوا يقطنون في سوق الشيوخ والجبايش وهاجروا من تلك المنطقة بالسفن النهرية الى العمارة مع كثير من العوائل المندائية حيث أستقر بعضها في قلعة صالح وتبين تلك المعلومات أن الجد ( صكر ) تزوج في سوق الشيوخ وأخته ( مصبوبة ) متزوجة من ( الشيخ صحن ) في سوق الشيوخ أيضا" .
أن هذه المعلومات والروايات مسموعة عن لسان جدتنـا المرحومة  ناكة سهرالناشي ( أم يوسف ) زوجة الجد المرحوم ( مظلوم ) ومن المرحومة عمتنا ( ليفة صكر ) أم ( خيري ) والتي كانت لها معلومات واسعة عن تأريخ العائلة .
لقد أستقرت عوائل أجدادنا في مدينة العمارة والتي كانت تسمى قبل ذلك ( مي سيانة ) وكانت بلدة صغيرة تظم مجموعة من الدور المبنية من الطين والكثير منها مبني من القصب والبردي وبنيت في ( صدر الحد ) وهو المكان الذي يتفرع فيه نهر الكحلاء من نهر دجلة .
وكان أستقرار الأجداد هنا في الفترة التي عسكر فيها الجيش التركي في صدر الحد عام 1858 لحماية المواصلات النهرية في نهر دجلة ومن سوق ( جنديل الى العزير ) وهي حدود العمارة آنذاك شمالا" وجنوبا" وحيث تسكن في هذه المناطق عشائر ( بني لام ) وعشيرة ( ألبو محمد ) .
يروي المرحوم الأستاذ ( غضبان الرومي ) في بعض أوراقه المنشورة في العدد العاشر من مجلة آفاق مندائيـة / آيار 1999 :
مرت عدة سفن تحمل بعض العوائل المندائية من آل مران والمندوية بالقرب من الجيش التركي المعسكر في ( صدر الحد ) وفي المساء رست السفن ونزل راكبوها على شاطئ دجلة للعشاء ، وعندما سمع قائد الجيش التركي زارهم وسألهم عن أصلهم فأجابوه بأنهم صابئة مندائيون يرغبون السكن مع عشيرة ( بني لام ) لأنهم أناس طيبون وأخيار وأوضحوا له بأنهم صاغة مهرة . وبعد أن قضى وقتا" معهم وعرف طبيعة خلقهم ودارت قهوتهم على الحاضرين طلب منهم أن يسكنوا هنا ويعطيهم كل شواطئ دجلة في المنطقة ويعطيهم حجة بذلك ( طابو ) وبعد أخذ ورد وافقوا وشرعوا ببناء بيوتهم من القصب والبردي ثم غيروها الى شواطئ الكحلاء ببناء بيوت من الطين هناك ولذلك نستطيع الأستنتاج والقول أن المندائيين هم البناة الأوائل والسكنة الأوائل لمدينة مي سيانة القديمة واول من سكن مدينة العمارة الحالية ، وكذلك قلعة صالح عام 1865 حيث استوطنوها مع القائد الذي بنى القلعة .
من المرجح إن عوائل أجدادنا ( صكر ومظلوم ومصبوب ) كانت ضمن تلك العوائل المندائية التي أستقرت في مدينة العمارة في تلك الفترة ومما يؤيد ذلك أيضا" إن جدتنا ( مجذوبة ) أخت الأجداد صكر ومظلوم ومصبوب تزوجت من المرحوم  ( طنيش ) من العائلة المندوية في تلك الفترة .
بعد أن أستقرت بهم الأحوال سنوات قليلة في العمارة ونظرا" لموجات الفيضان العارمة التي داهمت المنطقة وتدمير بيوتهم أضطروا الى مغادرتها والنزوح جنوبا" الى قرية ( البحاثة ) جنوب مدينة العمارة بين بلدة الكحلاء وبلدة المشرح ، وشيدوا دورهم هناك وجعلوا من قطعة زراعية بجوار بيوتهم بساتين زاهية ومملوءة بأشجار النخيل والفاكهة من عنب ورمان وتين وكانوا يزرعونها بأنفسهم  ، هذا ما سمعته من الجد صكر مرات عديدة وأنا طفلا" .
 
أن فقدان الأمن في تلك الفترة و الأعتداءات المتكررة عليهم وعلى ممتلكاتهم حملتهم الى النزوح جنوبا" وعبر هور الحويزة الى بلدة الخفاجية بالذات في عربستان حيث كان هذا الأقليم أمتدادا" للأراضي العراقية وعند قيام الحكم الوطني في العراق عام 1921 وأستقرارالأوضاع والأمن قرر الأجداد صكرومظلوم وعائلة الجد مصبوب العودة ثانية الى ميسان حيث أستقر بهم المقام في بلدة الكحلاء  .
 
                     أهلنـا في الكحلاء
                 كم منزل في الأرض يألفه الفتى   وحنينه أبدا" لأول منزل
 
ليأخذني الحنين الى البيت الذي ولدت وترعرعت فيه ، بيت الجد ( صكر لفتة ) وسوف أعرج بعد ذلك الى بيت الجد ( مظلوم لفتة ) لأعطي وصفا" خالصا" لهما .
بيت عاشت فيه ستة أسر لأخوة عاشوا معا" حيث الطاعة والأحترام المتبادل والتكاتف في كل الأمور، ولا تعجب فبيتنا مثل كل البيوت في تلك المدينة الصغيرة مبني من الطين حيث لا توجد أبنية من الطابوق سوى الدوائر الحكومية والمدرسة الأبتدائية .
يشرف هذا البيت على فسحة واسعة تطل على نهر الكحلاء وعلى زقاقين . يحتوي على ست غرف وديوانية ( غرفة أستقبال ) ولكل أسرة غرفة واحدة أذ يسكن الأخوة الستة وبرعاية والدهم تحت سقف هذا الدار أما غرفة الأستقبال أو الديوانية فهي واسعة ومفروشة ليل نهار بالسجاد الأيراني النفيس مرحبة بالضيوف الذين لم ينقطعوا أكثر أيام السنة من التردد علينا وأغلبهم من المندائيين الذين يأتون من القرى المجاورة للتبضع من الكحلاء . كانت الديوانية عند مدخل الدار ، نظيفة ومفتوحة دائما" تجد فيها مخزنا" صغيرا" قد حفر في أحد الجدران لحفظ عدة القهوة من قمقم ودلال وفناجين خاصة بالقهوة العربية والتي تكون جاهزة صباحا" ومساء ، ويجلب النظر فانوسان كبيران علق أحدهما في مدخل الديوانية والثاني في مؤخرتها من الداخل ، ويعهد لنا نحن صغار العائلة أنذاك مهمة تنظيف عدة القهوة يوميا" ونظافة الفانوسين وتزويدهما بالنفط حتى صار ذلك واجبا" يوميا" لنا ..... يحجز الديوانية والمجاز عن غرف الأسر سياج من القصب المشبك ، فالداخل الى الدار من الرجال لا يرى ما في ساحته أو غرفه بسبب ذلك السياج ولن أنسى رأس الغزال المعلق عاليا" في المجاز المطل على غرف الأسر وقد تدلت من قرنيه ( أم سبع عيون ) زرقاء خشية الحسد وكانت جدتنا المرحومة ( أم كثير ) تعتز به كثيرا" وهي التي جلبته معها عند السكن في الكحلاء ، كما ونجد هناك ( حِب ) للماء الخاص بالشرب بجوار باب الديوانية وقد أنتصب على كرسي من خشب التوت وتحته أناء من الفخار تتجمع فيه قطرات الماء الصافية والمتساقطة من قعر الحب ويحتفظ بهذه القطرات المتجمعة للشاي فقط . في مؤخرة الدار ومن الداخل مساحة واسعة ومعزولة عن غرف الأسر خصصت كحضيرة للبقرات الثلاثة وهناك مخزن للعلف أيضا" في هذه الحضيرة ويعتز الأهل بهذه البقرات لأنها مصدر غذاء مهم للعوائل  خصوصا" للأطفال رغم متاعبها .
تحتفظ العائلة في الدار بالكتاب المقدس ( الكنزاربا ) وقد حفظ في حقيبة بيضاء من الخام الأبيض ووضع في شباك خاص به حفر في أحدى جدران المجاز ويحتوي كتاب الكنزاربا على صحف آدم ونوح وسام ويتضمن سفر التكوين والتعاليم الخلقية والدينية للمندائيين وهو المرجع الأساس في الدين المندائي .
 والأن لابد وأن يأخذني الشوق الى دار الجد ( مظلوم )  رحمة الله ، لأعطي وصفا" مقتضبا" له . لا يبعد دار الجد مظلوم عن دار أخيه صكر سوى مسافة قصيرة لا تزيد عن مائة مترا" وفي زقاق من الأزقة الضيقة والذي يسمى أنذاك الشارع العام لكونه أطول الأزقة ويربط الكحلاء مع قرية المحمدية .
دار مثل جميع الدور في المدينة مبني من الطين لكنه يتميز بمساحته الواسعة ، بنيت فيه ثلاث غرف ، غرفة الديوانية عند مدخل الدار ومطلة على الزقاق ولها نافذتان صغيرتان من الخشب وتشاهد عدة القهوة وقد أنتصبت في موقدها وسط الديوانية وهي مفروشة ونظيفة دائما" ، أما الغرفتان الأخريتان فواحدة لأسرة الخال المرحوم يوسف والثانية لأسرة الخال عبد الجبار رحمه الله وهناك فسحة في مؤخرة البيت جعلت مكانا" منعزلا" للأبقار والتنور.
ومخزن للعلف والوقود وترى هناك في هذه الفسحة الواسعة بئرا" ولكنه ظل مهملا" لملوحة ماءه ولا يستفاد منه إلا في عز الصيف حيث توضع رقية أو بعض الفواكه في سطل يتدلى بحبل في داخل البئر لعدة ساعات عسى أن تبرد عند أخراجها ، ولأمتع نظري بعد هذا بالنخلات الأربعة واحدة أنتصبت وسط الدار ولكنها غير مثمرة وأخرى ( زهدية ) بجوار البئر وتمرها غير لذيذ والثالثة  ( خستاوية ) في الجانب الأيمن من الدار وتمرها طيب ولذيذ ، ولا زلت أذكر والتمر في بداية موسمه وفي فترة الظهيرة صيفا" كنت أتسلق هذه النخلة لأصطاد التمرات الجيدات منها ، أما النخلة الرابعة فهي أجودها وتمتاز بتمرتها الكبيرة والحلوة وقد حار الكثيرون في تشخيص نوعية هذه النخلة لندرتها ونظر لكونها عزيزة ومحببة لدى الخوال يوسف وجبار ومنعم فعندما شرعوا ببناء غرفة جديدة في مكان هذه النخلة عزّ عليهم قطعها وبقيت شامخة داخل الغرفة بعد أن جعلوا لها منفذا" من السطح وظلت كما هي .
رحم الله جدتنا أم يوسف فعندما يصاب أي طفل في العائلة بوعكة أو زكام أو غير ذلك من أمراض الأطفال فكانت تقول أصابته عين وتحقق بأسماء النساء اللواتي دخلن البيت خلال هذه الفترة وتأتي بخوصة من سعف النخيل وتغمرها في الماء وتذكر بعض الأدعية وتنشر قطرات الماء بالخوصة على وجه الطفل المريض وبعد ذلك تستطيع أن تشخص العين التي أصابت ذلك الطفل فيبطل تأثير تلك العين ويشفى الطفل المريض . وهكذا تقتنع أمهاتنا بذلك عندما يكتسب أطفالهن الشفاء على يد الحكيمة الروحانية ( أم يوسف ) والويل كل الويل لتلك العين التي أصابت ذلك الطفل فسوف تكون مكروهة من قبل العائلة .
أما عائلة الجد مصبوب رحمه الله والمتمثلة بأبنه الوحيد المرحوم ( سلمان ) فقد كان داره يقع في الزقاق الذي تتجمع فيه أغلب العوائل المندائية وقريبا" من النهر وهو أيضا" دار بسيط مبني من الطين ويحتوي على غرفتين ومساحة واسعة .
 
يتبع
       
 
 

باسم الحي العظيم
 
اشوما اد هيي واشمه اد مندا اد هيي مدخر الي اكا هيي اكا ماري اكامندا ادهيي اكا باثر نهورا بسهدوثا اد هيي وبسهدوثا اد ملكا ربا راما اد نهورا الاها اد من نافشي افرش اد لاباطل ولا مبطل اشمخ يا هيي وماري ومندا ادهيي
والحي المزكي
اعجبني
 
حقوق الطبع والنشر
 
تنشر الجمعية الثقافية المندائية في هولندا لاهاي المعلومات الخاصة بها على شبكة الانترنت .
وإذا راودتك الرغبة فى اقتباس المعلومات ، أو استنساخها ، أو إعادة نشرها أو ترجمة أي أجزاء منها بغرض ترويجها على نطاق أوسع ، يرجى تبليغ الجمعية الثقافية المندائية او الاتصال بمدير الموقع وذلك بالضغط على زر مراسلتنا على الجهة اليسرى .
وتحتفظ الجمعية الثقافية المندائية بكافة حقوق الطبع والنشر الخاصة بالمواد المعروضة على صفحاتها على شبكة الإنترنت ، بما فى ذلك الصور والتصميمات والرسوم البيانية.
ويحظر استعمال مواد الموقع للاغراض التجارية او نسخها على سيديات او انتهاك شرعية الموقع .
ويعتبر استعمال اسم الجمعية وشعارها بدون الحصول على إذن بذلك مخالفاً للقانون الدولي بحقوق النشر وممنوعاً منعاً باتاً.
نحن من هذا الموقع نحاول ايصال الافكار والمقالات والتعريف بالدين الصابئي المندائي ونحن بهذا الموقع لانتخاصم مع اي جهة دينية او سياسية اخرى . لذا يحق لجميع الصابئة المندائيين بالحصول مجانا على ما في هذا الموقع بشرط مراسلتنا لنزودهم بالمسموح . ويمكن لجميع المندائيين ان يزودوننا بمقالاتهم ومواضيعهم واخبارهم المهمة و الرئيسية ( بالعربي او بالهولندي او بالانكليزي) وذلك لنشرها مجاناً على موقعنا .
© جميع الحقوق محفوظة للجمعية المندائية في هولندا دنهاخ 2010 Copyright © 2010, All rights reserved to the Mandaean Association in the Netherlands / Hague ,Inc
 
Today, there have been 245572 visitors (457106 hits) Total This Week.
تصميم الموقع حــسام هــشام ألعيــداني© جميع الحقوق محفوظة للجمعية الثقافية المندائية في لاهاي هولندا
Copyright © 2010, All rights reserved to the Mandaean Association in Netherlands / Hague ,Inc Developed and Web designer By Hossam Hisham al Edani

This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free