تصميم الموقع حــسام هــشام ألعيــداني ، المواضيع تعبر عن رأي كاتبها و لاتتحمل ادارة الموقع اي مسؤلية 
Copyright © 2010, All rights reserved to the Mandaean Association in Netherlands / Hague ,Inc Developed and Web designer By Hossam Hisham al Edani
 

   
 
  الماء اصل الضياء

الماء أصل الضياء والقيامة تقوم بجفاف الفرات …

وتحول دجلة عن مجراه

كتاب المندائيين الآرامي (( الكنزا ربا )) مترجماً للعربية  - اليمين

 رشيد الخيون 

كتاب المندائيين المقدس (( كنزا ربا )) أو ( سدرا آدم ) هو الصحف الأولى ن الصحف التي نزلت على آدم وشيت ونوح وسام ، هكذا يعتقد المندائييون ، أن كتابهم أول الكتب السماوية . ظل ينسخ ويقرأ بلغتهم المقدسة اللغة المندائية ، وهي فرع من فروع الآرامية ، ولم يترجم إلى العربية ككتاب كامل إلا في السنوات الأخيرة ، بعد أن كان مشروعاً مؤجلاً ، وربما كان من أسباب تأجيل ترجمته ، إضافة إلى المحافظة على نسخه بلغة الأم الدينية المندائية ، البعد عن تجاوزات الآخرين . فالمحيطون من الأديان اخرى ظلوا يتعاملون مع المندائيين على إنهم يعبدون مائناً إسمه (( شميدهيه )) ، وذلك لجهلهم للعبارة المندائية (( بشميهو إد هيي ربي )) والتي تعني بأسمائك العظمى أبتهل إليك ياربي . والصابئة يسمعون هذا الخطأ ويضحكون من جهل المحيطين بهم ، فأرادوا لكتابهم أن يظل مبهماً على الآخرين ، لاسيما وهم لا ينون التبشير بدينهم .

غير أن ما يلفت النظر أن الكتاب المذكور ترجم إلى اللغة السويدية 1816 وإلى اللغة اللمانية 1825 ، لكنه لم يترجم إلى العربية حتى يطلع الجوار على مكون ديانة مواطنيهم القدماء . تبنى تلك الترجمات مستشرقين سويديون وألمان ، ولم يمن الهدف إشاعة هذا الدين ، وإنما كان هدفاً أكاديمياً بحتاً .

لو كان الصابئة المندائيون غير متحمسين من المحيط لإندفعوا إلى ترجمة كتابهم إلى لغتهم الحكية العربية ، ولكانت تلك الترجمة سراجاً يضيء الضلامات التي حلت بهم من جراء إعتبارهم عبدة كواكب وأصنام، ولما إحتاجوا إلى مقاضاة المؤرخ عبدالرزاق الحسني في الثلاثينات أمام المحكمة ببغداد ، بعد أن إشترطوا أن يقرأوا نصوص كتابهم المقدس باللغة الآرامية ، فكان الأب أنستاس الكرملي مترجماً في قاعة المحكمة .

يتألف النص الآرامي للكنزا ربا من 600 صفحة ، وبالتأكيد أنه ليس نسخة واحدة لكننا نعني النسخة التي ترجمت إلى اللغة الألمانية ، وكل صفحة تتضمن عشرين سطراً ، وكل سطر عشرة كلمات ، وإجمالي كلماته بلغت 120000 ألف كلمة ، ويتألف الكتاب من قسمين ، يضم كنزا ربا الأيمن ثمانية عشر جزءاً ، وموضوعة : الخلق وتكوين عالم النور وعالم الضلام وخلق الأرض والإنسان ، ويضم القسم الأصغر ، كنزا ربا الأيسر ، ثلاثة أجزاء ، موضوعه مصير النفوس ( نشمثا ) ، وعروجها إلى عالم النور . أما النسخة العربية التي صدرت ببغداد العام 2000 ، فتتألف من حوالي 446 صفحة ، ضم كنزا ربا اليمين تسعة عشرة كتاباً وكنزا ربا اليسار ثلاثة كتب فقط .

إن وجود عالمي النور والضلام ، كمفردات رئيسية في الكتاب ز لا يعني أن المندائببن ثنويين ، مثل الزرادشتيين والمانويين ، بل أن الضلام عندهم هو العالم السفلي ، عالم الأجساد ، التي تبتلي بها النفوس ، وإن النور هو العالم العلوي الذي يقهر الضلام المتمثل بكائن الروهة . تبدو النصوص الخاصة بالخليقة والصراع بين الخير والشر ذات أصول سومرية بابلية ، إلا أن التوحيد فيها يبدو نقياً من أي شائبة من شوائب تلك الديانات . وإن النص المندائي يقترب من النص السومري ، بإستخدام الأبدال في أماكن الكلمات ، وربما هذه ميزة من مزايا اللغات القديمة ومنها اللغة الآرامية ، على شاكلة : الماء أقدم من الضلام ، أقدم من الضلام الماء .

فالحي القديم هو الله الأحد ، الذي لم يولد ولم تسبقه مادة أو فكرة في الكون ، والكون تحقق بأمره ، ومن عالم النور المملوء بالأثيريين ( الكائنات النورية ) تحقق وجود عالمي السماء والأرض . فالحي العظيم يهيمن على كل تفاصيل الكون . ويعرف بالكبيرة والصغيرة من عوالمه ، وبأمره ظهر المانا العظيم ( ملاك نوري سامي ) أو يعني الحياة ، ثم مندا إدهيي وهو عارف الحياة ، ويوشامن ملاك يمثل الحياة يمثل الحياة الثانية ، وأباثر ملاك يمثل الحياة الثالثة ، وبثاهيل الذي يمثل الحياة الرابعة ، حيث خلق العالم الأرضي بثلاث صيحات عظيمة ، وكل هذا بأمر من الحي العظيم وبجهود الملائكة الأثيريين المذكورين .

تظهر في كتاب المندائيين المقدس جدلية العلاقة بين الماء والضياء أو بين النهر والنور ، فالمادة الأولى في الكون هي الماء ومنها خلق الحي العظيم القديم الضياء ، وهو الماء الطاهر الذي تعمدت أو إصطبغت فيه الكائنات النورية قبل نزولها إلى العالم السفلي حيث الظلام الذي لا أحد يعرف لماذا خلق غير الحي العظيم الذي هو ( خارج الأكوان يقف من خارج الأكوان ينادي ) الكامل المنزه عن كل نقص . النور السرمدي ( لا حد للنور ، ولا يعرف متى تكون ، وما كان شئ هناك قبل أن يتكون الضياء ، وما كان شئ هناك قبل وجود الحي العظيم الجبار ، الماء أقدم من الظلام ، أقدم من الظلام الماء .

وتظهر فيه جلياً قصة الطوفان وبناء نوح للسفينةالعظيمة ، ومعراج دنانوخت ( النبي إدريس ) ، وعروج النفس في المطراثي ، حيث تطهر من الذنوب ، وتعاليم ووصايا وتسابيح ، ما يلفت النظر أن الكتاب المقدس لا يسمي القوم بالصابئة ، بل يسميهم بالمندائيين ، أصحاب المعرفة ، ةبالناصورائيين أي الضليعين في الدين المندائي . وبالتالي فتسمية الصابئة دخيلة عليهم ، دخلت في أجواء خلط المؤرخين بينهم وبين الصابئة الذين عرفوا بعبادة النجوم والكواكب ، والصابئة كتسمية عامة هم المنحرفون عن ديانتهم ، لكن التسمية وإن كانت مقحمة على المندائيين فتعاملوا معها كأمر واقع ، فقبلوها أسوة بالفرق والمذاهب التي تقبلت تسمية الآخرين وإن كانت مجحفة .

ليس هناك معلومات وافية حول كتابة الكنزا ربا ، مع أن في الروايات أشارت غلى حضور الكنزفرا المندائي لمقابلة قائد الفتح العربي الإسلامي وبيده كتابهم المقدس ، وإن النديم في الفهرست أشار إلى عثور مولى هارون الرشيد على كتاب للصابئة ، ترجم بعض فصوله . أما المندائيون فيعتقدون أنه أول كتاب سماوي ، نزل على آدم ، ثم إكتمل بصحف من بعده . عموماً إن ترجمة الكنزا ربا ستساهم في رفع الحيف التأريخي عن هذه الجماعة ، فلو قرأ عبد الكريم الشهرستاني صاحب ( الملل والنحل ) هذا الكتاب ما رمى الصابئة بما رماه من جحود بالخالق وتبنى عبادة الأصنام ، مع إنهم من أشد الاديان رفضاً للأصنام ، والماء عندهم هو أساس النور ، ومنه كانت الحيوات الأربعة ، فمن جهل سماهم البعض بعباد الماء . ولو إطلع فقهاء عصرنا على هذا الكتاب لتأكد لهم أن الصابئة موحدون ، وتوحيدهم نقي نقاوة النور . وإن شاعراً أبحر وراء الأسطورة ، مثل السياب ، لو قرأ هذا الكتاب لنحل من أجوائه ما نحل ، ففيه ما يغري من المفردات والعبارات ، حيث بحار النور التي يسبح فيها الأثيريون ، والمياه النقية ذات المنابع المضيئة

وبدون الدخول في تأريخ المندائيين وبمكانهم الأول ، في أن يكون فلسطين أو العراق ، إن الكنزا ربا مملوءاً بأحاديث عن الفرات ودجلة ، ولصلتهم بوجود الرافدين ومائها المجتبي ، جاء في كتابهم :

إن الحياة تدفقت من ماء النهرين ، وإن القيامة ستقوم بجفاف الفرات وتحول دجلة من عن مجراه ورد في النص : ( يجف الفرات من منبعه إلى مصبه ويجري دجلة خارج مجراه ، إلى أن تجف جميع المياه في البحار والأنهار والجداول والعيون والآباربعدها ) . أما النور الذي مادته الأولى الماء فأصبح ثياباً بيضاء نقية يلبسها المندائيون عند الصعود إلى عالم النور ، وهي الثياب المعروفة بالرسته .

في هذا الكتاب حافظ المندائيون على وجود اللغة الآرامية التي فسحت المجال بالعراق للعربية ، وظالت حية في طقوسهم ، ونرجو أن لا تكون ترجمة الكتاب إلى العربية آخر العهد مع بقايا الآرامية المتمثلة في لهجتها الشرقية المندائية .

 

باسم الحي العظيم
 
اشوما اد هيي واشمه اد مندا اد هيي مدخر الي اكا هيي اكا ماري اكامندا ادهيي اكا باثر نهورا بسهدوثا اد هيي وبسهدوثا اد ملكا ربا راما اد نهورا الاها اد من نافشي افرش اد لاباطل ولا مبطل اشمخ يا هيي وماري ومندا ادهيي
والحي المزكي
اعجبني
 
حقوق الطبع والنشر
 
تنشر الجمعية الثقافية المندائية في هولندا لاهاي المعلومات الخاصة بها على شبكة الانترنت .
وإذا راودتك الرغبة فى اقتباس المعلومات ، أو استنساخها ، أو إعادة نشرها أو ترجمة أي أجزاء منها بغرض ترويجها على نطاق أوسع ، يرجى تبليغ الجمعية الثقافية المندائية او الاتصال بمدير الموقع وذلك بالضغط على زر مراسلتنا على الجهة اليسرى .
وتحتفظ الجمعية الثقافية المندائية بكافة حقوق الطبع والنشر الخاصة بالمواد المعروضة على صفحاتها على شبكة الإنترنت ، بما فى ذلك الصور والتصميمات والرسوم البيانية.
ويحظر استعمال مواد الموقع للاغراض التجارية او نسخها على سيديات او انتهاك شرعية الموقع .
ويعتبر استعمال اسم الجمعية وشعارها بدون الحصول على إذن بذلك مخالفاً للقانون الدولي بحقوق النشر وممنوعاً منعاً باتاً.
نحن من هذا الموقع نحاول ايصال الافكار والمقالات والتعريف بالدين الصابئي المندائي ونحن بهذا الموقع لانتخاصم مع اي جهة دينية او سياسية اخرى . لذا يحق لجميع الصابئة المندائيين بالحصول مجانا على ما في هذا الموقع بشرط مراسلتنا لنزودهم بالمسموح . ويمكن لجميع المندائيين ان يزودوننا بمقالاتهم ومواضيعهم واخبارهم المهمة و الرئيسية ( بالعربي او بالهولندي او بالانكليزي) وذلك لنشرها مجاناً على موقعنا .
© جميع الحقوق محفوظة للجمعية المندائية في هولندا دنهاخ 2010 Copyright © 2010, All rights reserved to the Mandaean Association in the Netherlands / Hague ,Inc
 
Today, there have been 245589 visitors (457158 hits) Total This Week.
تصميم الموقع حــسام هــشام ألعيــداني© جميع الحقوق محفوظة للجمعية الثقافية المندائية في لاهاي هولندا
Copyright © 2010, All rights reserved to the Mandaean Association in Netherlands / Hague ,Inc Developed and Web designer By Hossam Hisham al Edani

This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free