مساعدة في أسفار الگِنزا ربا
الربي رافـد السبتي
مقدّمة
بسم الحي العظيم
" بسم الحي العظيم ، الأزلي ، المتفرد عن عوالم النور ، الثري ، الذي يعلو على كل الأعمال " وهذا يعني أن الحي موجود . وعليه فإن التوحيد له وحده والخليقة بكاملها تقع تحت سيادته خالقا ً متفردا ًعظيما ً، وسلطته تسري على سائر الكائنات وتفوق كل العباد .
إن ما ورد في الكتاب العظيم ( سيدرا ربا ) الكتاب المقدس للمندائيين الناصورائيين من وصايا وشرائع وسير وتواريخ وأحداث ونبوءات تسير كلها على وفق خطة إلهية يوجهها الخالق الأزلي بناء على عدله وبركته ورحمته . لهذا فأسفار الكتاب ( أسفار سيدرا ) تشرع ُ أمامنا معرفة الحي وطريق الخلاص والتوبة والغفران ، والحياة الآخرة الأبدية .
إن الكنز العظيم هو كتاب آدَم ( سيدرا إد آدَم ) وثيقة الخليقة ، وسجل تأريخ ونبوءات وأسفار معرفة ( أسفار مَندا ) وحمد وتسبيح . يتمركز كله حول الحي الأزلي وصفاته ونعوته العظيمة .
لقد قام المندائيون الناصورائيون ، منذ عهد آدَم الإنسان الأول وزوجته حواء ، بتدوين هذا الكنز الثمين ليكون ملهما ً إلهيا ً، ووثيقة مقدسة ، وذكرى طيبة لمن حفظه باسمه على هذه الأرض فيرسم له طريق الهداية والخلاص إلى عوالم النور .
لقد خُطت أسفار الملائكة ( أسفار مَلكي ) بحروف ولغة مندائية وهي لغة سامية ، في قسمين رئيسيين : الأول ، يسمى اليمين ( يَمينا ) والنصوص فيه تتناول ما جاء من عالم الأنوار ، والثاني ، يسمى الشمال ( سمالا ) ، والنصوص فيه تتناول العودة إلى عالم الأنوار ..
يتألف قسم اليمين من 18 تسبيحا ً، أما قسم الشمال فيتألف من 3 تسابيح ، أوحى بها الرب الحي العظيم من خلال رُسُل النور ( هيبل ، شيتل وانُش ) إلى أنبيائه ( آدَم ، شيتل ، سام و يوهَنا الصابغ " عليهم السلام " خلال حقبة طويلة من العصور .
أسفار الكنز العظيم
القسم اليمين
1 ـ كتاب رب العظمة ( سيدرا إد مارا إد رَبوثا )
في مقدمة الكنز العظيم ( كَِنزا ربا ) هناك ديباجتان : الأولى موجودة على أنها الـكتاب الأول يتكون من 204 مقطعا ً، والثانية إعادة للديباجة الأولى وتقع في 165 مقطعا ً، مع شيء من الاختلاف والتحول والاختصار .
تبدأ الديباجتان بوصف وتسبيح وتمجيد الحي الأزلي ( هيي قدمايي ) الخالق العظيم مَلك النور السامي ( مَلكا راما إد نهورا ) ، ووصف عالم النور ( آلما إد نهورا ) وساكنيه من الأثريين والملائكة ( اُثري و مَلكي ) .
وقد وردت بشكل مفصل ومسهب في الديباجة الأولى . بعد ذلك تذكر تفاصيل عن الخلق وكيفية نشوء الكون وخلق الإنسان الأول والحديث عن تحريم عبادة الشيطان ( روها ) والاوثان والصور والنار والسحر والكواكب والأبراج ، وعن وجوب منح الصدقة ( زِدقا ) والبحث عن المعرفة والتعلم والصيام العظيم والحلال والحرام والخطيئة ومغفرة الذنوب ، وعن بداية التاريخ المندائي منذ عهد آدَم وحواء . إن أمر الخلق قد صدر إلى الملاك ( هيبل زيوا ) الذي عرف في الديباجة الأولى بـ ( جبريل ) وفي الثانية بـ ( بثاهيل ) وهما مختلفان في الصفة " انظر من صفحة 26:86 " وقارن " من صفحة 21:96 طبعة سدني " . بعد الخلق ، وعن طريق رسول النور ( هيبل زيوا ) أبلغ آدَم وحواء الأوامر والنواهي . وأصبحت فيما بعد وصايا أخلاقية متكاملة تشمل الواجبات الأخلاقية والعقائدية التي على المندائيين الناصورائيين الالتزام بها وتطبيقها .
تتضمن هذه التحذيرات إيحاءات ( إشارات) عن مجرى التاريخ ومسيرته بصوره الثلاث الأولى بدءا من أول خلق آدَم وحواء إلى فناء العالم بالحرب ووباء الطاعون ثم كارثة الحريق التي اجتاحت العالم وحتى ما بعد فناء العالم بطوفان المياه وظهور الأنبياء الكذبة واللغات واللهجات .
وتختتم الديباجة الأولى بتقديم النصيحة الآتية : " كل مندائي يبقى متمسكا ً بالعهد ( كُشطا ) سأضع أنا ، ( مندا إد هيي ) ، يدي اليمنى عليه . لذا أصغوا واسمعوا وانتصحوا ( وتقبلوا النصيحة ) ، يا أيها المختارون ، من أجل أن تصعدوا بالزكاة لتروا مقام النور " . " صفحة 22:30 " .
2 ـ الكتاب الثاني
يحتوي الكتاب الثاني من أسفار المعرفة على ثلاثة فصول . يبدأ الفصل الأول وعنوانه ـ كتاب النهر ( سيدرا إد يَردنا ) باعتراف كامل بالخطيئة مع التماس المغفرة . وهذا يُذكر أثناء طقوس التعميد الكبير ( مصبُتا رَبتي ) ..
ويتضمن الفصل الثاني إعلان رسول النور والحقيقة ( مندا إد هيي ) عن ظهوره في هذا العالم وعن الأثر الطيب الذي تركه هذا الظهور لإنارة القلوب المظلمة عديمة الإيمان من خلال هتافه وندائه الذي يتردد صداه في كل العالم ، لقد أصبحوا مؤمنين بمَلك النور السامي فامتنعوا عن الخطيئة وتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم . أما الذين لم يستمعوا ولم يصبحوا مؤمنين فسيبقون في الظلمات حتى تحين الساعة الأخيرة ويحاسبون ..
ويتناول الفصل الثالث بشكل خاص توجيهات ووصايا الحياة الزوجية ، التي تحث العزاب والعذارى على الزواج وتوصيهم بذلك كي لا تنقطع نفوسهم وتموت .
3ـ كتاب التعاليم لأولى الأحياء ( سيدرا إد شوثا هَيثا قدمَيثا )
يتضمن الكتاب الثالث تقريرا ً مُسهبا ً ومفصلا ً عن عملية الخلق ، ويعد الأكثر شمولية والأغنى بالمعلومات بين جميع الكتب الدينية . كما يتناول وصف الأساليب والطرق التي حاولت قوى الشر ممارستها لتعيق عملية الخلق أو أن يقوموا هم بالخلق على وفق مفهومهم ..
هناك تقريران عن الخلق الأولي وكلاهما ينطلقان من الرحم الكوني الأول أو الثمرة الأصلية للحياة ( بيرا ) .
وبحسب ما ورد َ في التقرير الثاني فإن الحياة انبثقت أو تكونت من الروح الإلهي ( مانا ) الكبير العظيم ، والحياة الأولى ( هيي قدمايي ) وبكلمات التماس منها للروح الإلهي ( مانا ) خلقت الحياة الثانية ( يوشامِن ) وهي بدورها نادت أثريون ( أثري )، ويبرز منهم ثلاثة يلتمسون الحياة الثانية ( أباهم ) لكي يسمح لهم بإنشاء وخلق المساكن ( شخِناثا ) وعالم خاص بهم ليكون الاستقلال وعدم ذكر اسم الحياة الأولى . قبلت الحياة الثانية رجاءهم والتماسهم ووافقت ، لكن الحياة الأولى العظيمة رأت ذلك أنه من غير المقبول أن تترك { أثري } الثانية عالم النور وتتجه إلى عالم الظلام لتفعل شيئا لا يرضي الحياة العظيمة " صفحة 28:62 " ، فخاطبت الروح الإلهي ( مانا ) الكبير العظيم الذي نادى ( كبار زيوا ) . توحد ( كبار زيوا ) مع ( مندا إد هيي ) الذي ينقطع الحديث عنه إلى هذا الحد في " صفحة 10:71 " . وبعد نداءات عديدة وغير مجدية جاء َ الأمر إلى ( مندا إد هيي ) ليسبق الـ ( أثري ) ويهبط إلى عالم الظلام ويفشل خططهم كما جاء في " النص صفحة 63 " . وقد تحسب ( مندا إد هيي ) إلى الأخطار التي تصاحب هذا العمل ، ولكنه حصل على الإسناد والحماية من قبل الروح الإلهي ( مانا ) الكبير العظيم .
لقد اتجه صوب بيت الحياة ( بيت هيي ) التي أمرته في نفس الوقت أن يواجه الـ ( أثري) المتمردين انظر " صفحة 65 " . بعد ذلك ترد أسئلة وأجوبة عن الظلام
والخلق الأولي ، ومنها ينبثق تصور آخر عن الخلق من الثمرة الأصلية حيث يظهر فيه مَلك النور السامي ( مَلكا راما إد نهورا ) بدلا ً عن ( مانا ) الكبير " صفحة 6:69 " ، وهذا ما يؤكد أن التغير في الأسماء ، هو تبادل في صفات الخالق الأزلي ، فالأصل المندائي لاسم الرب الخالق هو كلمة الحي ( هيي ) والتي يمكن أن تكون بمعنى الحياة أو ( مانا ) وأساس كيانها وجود الحي .
تم تجهيز ( مندا إد هيي ) وتهيئته للهبوط إلى العالم التحتاني . وتم الهبوط " صفحة 14:76 ". وهنا لم يجابه الـ ( أثري ) ، بل شياطين الظلام وذلك لعزلهم عن عملية الخلق . لقد حارب ( روها ) وابنها ( أور ) ملك الظلام . لقد حارب ( مندا إد هيي ) ذلك المارد وتغلب عليه وأسره وضرب من حوله سورا ً " انظر صفحة 3:82 و 27:91 " ، إلى أن يُخلق ( أواثر ) ويأتي ابنه جبريل ( هيبل زيوا ) ويصبح ( أثرا ) ويخلق العالم التحتاني حسب إرادة الحياة الأولى " من صفحة 26:86 " . لكن في نهاية الخلق اعتبر ( أور ) قتيلا ً في عالم الظلام " انظر صفحة 2:385 ". ثم صعد ( مندا إد هيي ) إلى الحياة العظيمة التي شكرته وجازته على صنيعه هذا " صفحة 28:93 " . وبعد ذلك خاطبته الحياة العظيمة وأمرته أن ينادي على الـ ( أثري ) الثلاثة لخلق العالم التحتاني قبل أن تشرع الحياة الثانية ( يوشامِن ) بذلك " من صفحة 12:95 " . ويسرد النص كيف أن بعض الـ ( أثري ) التجأ إلى الحياة الثانية للسماح بخلق عالم خاصه بهم . وقد تم لهم ما أرادوا ، وأمرتهم بخلق هذا العالم ، وهكذا سبقوا أبناء الثانية ( مندا إد هيي ) فذهبوا إلى عالم الظلام ، ثم نادوا هم ( بثاهيل أثرا ) " انظر من صفحة 9:96 " وكذلك راجع الكتاب الرابع عشر " من صفحة 1:283 " .
احتل ( بهاق زيوا ) لنفسه مكانا ً خاصا ً بين أبناء الحياة الثانية . لقد سمى نفسه ( أواثر ) وترك اسمه الحقيقي ، ورأى نفسه أنه أب الـ ( أثري ) . أخذ يفكر بخلق عالم ، إلا ّ أنه لم يعرف شيئا ً عن هذا العالم ولم يتشاور مع أحد ٍ من كائنات النور " انظر من صفحة 21:96 كذلك من صفحة 29:285 " . لقد سمّي من قبل الحياة الأولى بـ ( أواثر البلاء ) " صفحة 8:110 " وكذلك في الكتاب الخامس عشر الفصل الثاني " صفحة 13:298 ". لقد نادى على ( بثاهيل أثرا ) الذي اعتبره ابنه حسب ما جاء في " صفحة 22:105 ـ 23 " وأسماه ايضا ً الرسول ( جبريل ) ، " راجع من صفحة 7:97 " وكلفه أن ينشئ هذا العالم . ولم يجهزه ولم يخبره بالمواجهه التي يمكن أن يصطدم بها . هبط ( بثاهيل أثرا ) عبر المساكن ( شخِناثا ) . لقد فقد من ضيائه ولم يتمكن من الجَبل ِ والتكوين مما شجع ( روها ) لمواجهته . لقد أمرت ابنها ( أور ) وهو الذي لا يزال في قيد الأسر لمطارحتها ثلاث مرات استرد بعدها قوته وحريته . ولدت أول مرة الكواكب السبعة ثم الاثني عشر برجا ً ثم خمسة من ملائكة الغضب وجوههم بشعة ومملوءة بالفزع جعلوا يمارسون جميعهم الكوارث القبيحة على مدى خمسة أيام ، وعليه اصبحت هذه الأيام التي تسبق تصلب الأرض البالية ( أرقا إد تيبل ) مبطلة حسب التقويم المندائي " راجع من صفحة 13:98 ". بعد ذلك جلب ( بثاهيل ) من الحياة العظيمة رداء ً من الطاقة الحيّة ( إشاثا هَيثا ) ، ودخل بواسطتها إلى الماء الأسود ، وبذلك تكونت الجبّلة أو اليابسة وكذلك نجدت السماء " من صفحة 9:103 " .
الكواكب والأشرار الآخرون حفوّا بـ ( بثاهيل ) وعرضوا عليه خدماتهم . لقد تقبلها منهم على شرط أن يقوموا بالأفعال الحسنة فقط ، حين قبل َ ( بثاهيل ) بهذا سُلب َ منه البيت أي العالم الأرضي وحصل الأشرار على سلطة التحكم على هذا العالم كما حصل هذا في بداية الأمر " انظر من صفحة 30:104 ".
حين أنجز ( بثاهيل ) ما كلفه به ( بهاق زيوا ) المكنى ( أواثر ) طلب من أبيه الصعود إلى العلياء ، حينها أخذت الـ ( روها ) تنادي على الشياطين من كل نوع ولون ، فعقد ( بثاهيل ) العزم على خلق ابن له يكون سيدا ً وملكا ً على هذا العالم . وبعد ثلاثمائة وستين ألف عام من تكوين الأرض ، جاء وخاطب الكواكب قائلا ً " نحن نريد أن نخلق آدَم ". " صفحة 1:108 " لكنهم أرادوا أن يخلق آدَم وحواء معا ً ليكونا في مقدمة الجيل وتكون حواء من حصتهم . لقد خلقوا لآدَم الجسد ( بغرا ) ولكنهم عجزوا أن يجعلوه حيا متحركا " صفحة 13:108 " . بعدها نادوا الريح لكي تجوف عظامه فيوضع النخاع فيها ، لكنهم أخفقوا في جعل آدَم يقف على قدميه رغم كل الجهود التي بذلوها . فاتجه ( بثاهيل ) إلى أبيه الذي حمل النفس ( مانا ) من مكان خفي وأعطاها إلى ( بثاهيل أثرا ) ، وهي مادة روحية تحل بالأجساد المعدُومة فتجعلها حيّة. الحياة الكبرى استدعت الـ ( أثري ) الطيبين ( هيبل ، شيتل وأنُش ) ووجهت لهم الأوامر والتحذيرات عن النفس ، كي لا يعرف أي كائن عنها شيئا ً بمن فيهم البلاء ( بثاهيل ) ، ووعدتها بالميعاد ثانية ً إلى مكانها الأول عالم النور، إذا تلفع آدَم بضياء الحياة العظيمة وتكلم باسمها .
حين أمسك ( بثاهيل ) بجسد آدَم وضع ( مندا إد هيي ) النفس ( مانا ) فيه ، فجعله يشم عبير الحياة العظيمة عند ذاك امتلأ الجسد بالنخاع وبانت إمارات الحياة عليه واضحة ففتح هو عينيه ونظر خلال هيكله الجسدي " من صفحة 1:111 " . أما بخصوص حواء فلم يذكر شيئا عن خلقها في هذا الكتاب لكن في الكتاب الخامس الفصل الأول "صفحة 32:178 " ذكر حين " خُلق آدَم خُلقت له امرأته حواء " . بعد ذلك بدأ ( مندا إد هيي ) يعلم آدَم الموعظة والحكمة كما أمره الحي العظيم ، فامتلأت نفسه بالطيبة وراح يسبّح ويقدس ويشهد باسم الحي رافعا ً عينيه إلى مقام النور رافضا ً كل الشياطين واعمالها . الـ ( روها ) والكواكب من جانبهم طاردوا آدَم ، وأرادوا إغراءه من خلال فنونهم " من صفحة 17:114 " . لقد واجههم ( مندا إد هيي ) والـ ( أثري ) الثلاثة الذين دعاهم كمعاونين لآدَم وذريته بكل قوته وأحبطوا اعمالهم الشريرة . وبناء ً على نصيحة من الـ ( أثري ) الذين معه أقام مع هؤلاء عرسا ً لآدَم ومنح حواء زوجة ً له ليحيا بهما العالم وينمو " من صفحة 1:116 " . لقد تألم الشياطين الأشرار ولم يعجبهما ذلك ، فاخذت الـ ( روها ) والسبعة والاثنا عشر على إهداء الزوجين الملابس ، الذهب ، الخمر ، الورد ، وفعلوا بهما كل شيء دنيء لكي يغرونهما بالملذات ويجعلونهما عصاة خونه ، لكن ( مندا إد هيي ) والذين رافقوه أحبطوا خططهم وساعدوا آدَم على تكوين عائلته " من صفحة 2:119 " . ولما أصبحت حواء حاملا ً أنجبت أولا ً( هيبل ) و ( أنات هيي ) ، وعندما أصبحت حاملا ً ثانية ولدت ( أنن أنصاب ) و ( أنهار زيوا ) ، أما في حملها الثالث فقد ولدت ( بر هيي ) و ( دموث هيي ) " من صفحة 19:119 " .
في جزء من المقطع جرى تسمية أول زوجين ولم يقصد هنا آدَم الجسدي وزوجته حواء وإنما آدَم الخفي ( أداكاس زيوا ) الذي يسمّى هنا بأبي آدَم ورفيقته سحابة النور ( أنانا إد نهورا ) حيث هي تسمية النساء بشكل عام في الأدب المندائي .
عندما أخذ ( مندا إد هيي ) يعلم آدَم وحواء طقوس العبادة على غرار الـ ( أثري ) في عالم النور ، حاولت الـ ( روها ) وبطانتها مرة أخرى إفشال عمله . لقد اجتمعوا على جبل الـ ( كرمل ) وأعدوا خطتهم لإبعاد الرجل الغريب ( مندا إد هيي ) " من صفحة 3:121 " . ولذلك حاولوا وبكل ما أوتوا من فن السحر وطقوس المكر التغرير بآدَم وعائلته . أساليب التغرير تم توزيعها على الكواكب السبعة ، وأضيف إليهم الاثنا عشر كحلقة مؤثرة " من صفحة 7:126 " . آدَم الذي كان نائما ً استيقض على الطبيعة الصاخبة في العالم وصرخ طالبا ً المساعدة " من صفحة 19:128 " . وهنا ظهر بدلا ً عن ( مندا إد هيي ) ( هيبل زيوا ) الذي ظهر له ولعائلته وهدأه .
عقب ذلك جرى الحديث عن سقوط أو ارتداد أحد أبناء آدَم الذي سُمي بعد آدَم ابن آدَم وما عدا ذلك انقطع الحديث عنه " صفحة 13:130 " . لكن في قسم اليسار " صفحة 32:456 " ذكر اسمه ( أنُش ) ، الذي تمنت أمه حواء أن يعود ويكون إلى جانبها . لقد ذهب إلى ( روها ) والشياطين السبعة واستقبل من قبلهم بصفته صديقا لهم " من صفحة 26:130 " .
بعدها تطابق هو نفسه مع آدَم لكي يغرر به ويسحبه لنفسه ، واتخذت ( روها ) هيئة حواء " صفحة 5:132 و 28:133 ". ثم ظهر المنقذ وكشف أسرارهم وحيلهم وعاقبها وعاقب الكواكب " من صفحة 24:135 " . بعد ذلك ترد نظرة شاملة عن الأديان الباطلة وعلاقتها بالكواكب . ثم يرد تصور لتجزئة أو تقسيم المدار الزمني للعالم أو الكون وفق حلقة رموز الحيوانات واشتقاق كل حيوان أو نبات من كل رمز .
كان عنوان الكتاب الثالث " كتاب التعاليم لأولى الأحياء " بناء ً على الملاحظات التي وردت في بداية ونهاية الكتاب . ولكن في أول الأمر أطلق على الكتاب تسمية " الأول " .
4ـ كتاب إيضاحات التعاليم الأولى ( سيدرا أفرَشتا إد شوثا قدمَيثا )
يوجز الكتاب الرابع عملية هبوط الملاك ( هيبل زيوا ) إلى عوالم الظلام ، والذي يستند على المواجيز التالية : الحياة الأولى ( هيي قدمايي ) خلقت ( مندا إد هيي ) ، وهو بدوره نادى على ( هيبل زيوا ) . وبعد ألوف مؤلفة من السنين توجه ( هيبل أثرا ) قاصدا ً عوالم الظلام الثلاثة القديمة ، لمحاربة الشياطين الذين ظهروا من جبل اللحم الكبير ( كرون ) وعلى رأسهم ( أور بن كَاف ) سيد الظلام ، الذي خرج منه أربعة وعشرون هيئة شيطانية ( دَيوي ) وذلك من تطارحه مع أمه الـ ( روها ) " صفحة 17:147 " . قبل الهبوط صُبغ الملاك ( هيبل زيوا ) مع معاونيه في مياه النهر الحي العظيم من قبل ( مارا إد رَبوثا ) و ( مندا إد هيي ) " صفحة 11:149 " . بعد ذلك منحهم رب العظمة ( مارا إد رَبوثا ) ضياء ونورا ً وسطوعا ً . ثم غادر ( هيبل زيوا ) مكانه ومعه المعاونون إلى الأشرار البائدين وأرغمهم على الاستسلام له " صفحة 17:151 " . وهكذا وطد العالم وجعله يعيش مطمئنا ً بعد أن أخطأ فيه أبناء الـ ( روها ) و ( بثاهيل أثرا ) بناء ً على خطة الحياة الثانية ( يوشامِن ) " صفحة 27:151 " ، التي عمدت إلى النزول بوقت مبكر ، انظر الكتاب الثالث " صفحة 5:75 " . من جانب آخر جرى ذكر الحياة العظيمة وتسميتها ، ولكنها تظهر هنا باعتبارها أسمى كائن . رب العظمة يُسمى ايضا ً بمَلك النور . في هذا العرض جرت إضافة بعض من مقاطع الطقوس ، وعليه فقد استخدمت هذه المقاطع في طقوس التعميد والزواج .
5 ـ الكتاب الخامس
يتألف الكتاب الخامس من خمسة فصول . ويعتبر الفصل الأول الذي يحمل اسم : كتاب السُفليَّة ( سيدرا إد سوفات ) الأهم في كتاب الحياة ( سيدرا إد هيي ) الذي يتناول هبوط المنقذ ( المخلص) إلى العالم التحتاني ، في الوقت الذي يكون ( مندا إد هيي ) في الجزء الرئيسي للكتاب الثالث الذي أرسل لمحاربة التحتانيين من عالم الظلام ، يكون في هذا الفصل المنقذ ( هيبل زيوا ) ، الذي يظهر كابن وأخ لـ ( مندا إد هيي ) .
عند وصف قوى الظلام ووصف ممارساتهم وسلوكهم إزاء الكائن الفوقاني الفريد ، يُظهر الوصف مستوى رفيعا من الأدب المندائي ، والمقتطفات غنية أكثر من غيرها بالمضامين الملحمية . بالرغم من عظمة الشياطين وثقتهم بقوتهم إلا ّ أنهم يشعرون بأنهم أوطأ بكثير من كائنات النور ، ويتجلى ذلك في حماسهم للتذلل والخدمة للمنقذ كي يغرروا به ويأسروه .
يظهر ( مانا ) العظيم باعتباره أسمى كائن ، وصورته أو مثيله باعتباره رفيقه الأنثوي راجع " من صفحة 9:153 " . وما عداها فيجري ذكر الحي ( هيي ) . وككائن أنثوي تذكر القطرة ( نيطُفتا ) . إن الحي ( هيي ) وكذلك ( نيطُفتا ) يتوافقان مع ( مانا ) ومثيله . وفي صياغة أخرى يُذكر الحي ( هيي ) والقطرة ( نيطُفتا ) باعتبارها تعود إليه .
إن الهدف من الهبوط لم يبرز بشكل حاد ومميز في الوصف الحالي ، بل إنه يتناول فقط : إن ( مندا إد هيي ) عرف بأن أحد الشياطين ( دَيوا ) من أرض ( سِنياويَس ) وهي الأرض السفلى لعالم الظلام يسعى الصعود إلى عالم النور للانتقام ، لذا يجب أن يجابهه ويصده المنقذ انظر كذلك " من صفحة 28:271 " .
إن محاولة الشرير هذه تبدو أمرا ً حتميا ً ولا يمكن تغييره . فوقع عبء المهمة على كاهل المنقذ ، وعليه الا يلحق بنفسه الضرر قدر المستطاع . المنقذ اصطبغ َ في أنهار الحياة العظيمة ثم هبط إلى العالم التحتاني مع المساعديَن وآلاف مؤلفة من مخلوقات النور " صفحة 25:155 " . ومكث في عوالم الظلمات الآف ٍ مؤلفة من السنين محجوبا ً عن أبصارهم من أجل تأخير أو إرجاء مسعى الشرير وانتزاع قوته وأسره . وكما أن للمنقذ ( هيبل ) قوة موجودة في السر المكتوم ( رازا كسيا ) الذي جلبه من عوالم النور، فإن هناك قوة للتحتاني الذي يرتبط بأمر باطن في عالم الظلام ، وعلى المخلص ( هيبل ) أن يخطفه منه ..
بعد تواصل سرد النص كشف ( هيبل ) عن جميع أسرار الظلام وأغلق كل بواباته وأحاط ( روها ) التي كانت حبلى بـ ( أور ) وعالمها بأسوار لا تتزحزح من مكانها ثم أسرها . بعد ذلك عاد َ وكذلك جميع من كان معه في هذه المهمة العظيمة إلى عالم النور واصطبغ بأنهار الحياة العظيمة " من صفحة 16:165 " . ثم عاد ( هيبل ) مع معاونيه مرة أخرى الى العالم التحتاني ، وبعد أن ولدت ( روها ) ابنها سيد الظلام ( أور ) الذي يبتغي محاربة عالم النور ، نجح ( هيبل ) في أسره حيا ً مع ملائكته الأشرار ( ملاخي ) ووضع عليه حراسا ً من جميع الاتجاهات " من صفحة 5:175 ". ثم صعد َ ( هيبل ) إلى بيت الحياة .
أيضا ً في " صفحة 3:82 و 29:86 و 27:91 " أشير وبشكل مقتضب أن يستمر أسر ( أور ) إلى أن يتم خلق الدنيا . في هذه الحالة ينبغي لـ ( أور ) أن يتحرر وذلك بمساعدة السبعة والأثني عشر و ( روها ) التي أنجبتهم منه على الرغم من أسره . لكن لم يجرّ ذكر أسر ( أور ) بالتفصيل بل ذكر بشكل قصير ومختصر " انظر كذلك صفحة 24:175 " . وفي نهاية الخلق اعتبر( أور) قتيلا ً في عالم الظلام " صفحة 2:385 " .
إن ( أواثر ) فاز بـ ( بثاهيل ) أن يكون مثيله وابنه ، وهذا قام بناءً على أوامر ( أواثر ) بخلق الأرض رغم تحذير ( هيبل ) . ( روها ) أنجبت السبعة والأثني عشر . ( هيبل ) قبل َ ورضي بذلك ورحّل الكواكب الى أماكنها في العالم . وبمساعدتهم خلق ( هيبل ) أول زوج بشري هما ( آدَم وحواء ) . إن الحياة العظمى ذات السطوع حازت على طيبة ( مندا إد هيي ) وابنه ( هيبل زيوا ) اللذين نظما الخلق في هذا العالم . انظر كذلك الكتاب الثالث " من صفحة 96 ".
في الفصل الثاني الذي يسمّى : الإطاحة بآلهة البيت كلها ( قرقلتا إد كُلا ألاهوثا إد بَيتا ) يجري وصف موجز لسقوط وتدمير آلهة هذا العالم ، وذلك بسبب ظهور ( مندا إد هيي ) . بعد ذلك يستمر الحديث في الموجز وحسـب ما جاء َ في العنوان " إسـقاط آلهة البيت جميعها " انظر من صفحة 12:179 " . عند ذاك تكلم ( مندا إد هيي ) لباهري الصدق في أورشليم للذين آمنوا بأن الحي العظيم ربهم وقال : " أظهرتكم من بين الامم والاجيال .... ليصبح اسمكم أكثر روعة وضياؤكم أسنى من الأضواء ونوركم أروع تالقا ً من الأنوار ، كلّ حسب أعماله وأجره " صفحة 5:181 و 23:183 " . ثم ترد موعظة تحتوي على تحذيرات متنوعة عن الوثنية في العهد القديم . لقد اقتبس اليهود هذا الفصل في التوراة بشكل كامل ، انظر كتاب الملوك الثاني " 7:17 ـ 23 و 34 ـ 41 " ، وكذلك هناك نصوص ترتبط بهذا الفصل كذلك في مقدمة الصلاة رقم 75 من كتاب الأنفس ( سيدرا إد نشِماثا ) تتشابه مع مزامير التوراة مثل المزمور : " 29 و 114" . وعلى ما يبدو ترتبط برحيل الناصورائيين الذين آمنوا برسول الحياة ( مندا إد هيي ) والحياة العظيمة " من صفحة 32:183 " . لقد رحلوا من أورشليم إلى أعالي نهر الفرات بقيادة الملك أردوان الناصورائي " راجع مقدمة مدوّنة حران الداخلية ـ ديوان هَران كَوَيثا " .
يتابع الفصل الثالث الذي يحمل اسم كتاب أجلي في العالم اكتمل ( سيدرا إد كيلي بالما شِلمَن ) تجول النفس في بيوت الحراسة أو المطهرات ( مَطراثي ) ، الأماكن التي تحتجب بين ستار الظلمات ونور السماوات ، لتطهير النفوس المذنبة والمتعثرة من الذين كفروا بالحي العظيم ومارسوا الأعمال القبيحة وعبدوا الإله الباطل الذي تنكر عن صفاته عند مشاهدته النفوس المتحررة من هذا العالم " انظر من صفحة 22:187 " . على رأس بيوت الحراسة تقف الأرواح الشريرة مثل الـ ( روها ) و ( يوربا ) و ( ألاها باطلا ) ، وهم أعوان الكواكب الذين يأخذون المكس من الأرواح والأنفس عند عروجها على المطهرات .
اتخذ الفصل الرابع اسم صَبغة ( مندا إد هيي ) وصعود يوهَنا الصَابغ ( مصبُتا مندا إد هيي ومِسَق يوهَنا مَصبانا ) . دُعي يوهَنا الصَابغ الذي كان عمره أربعة وستين عاما ً إلى تعميد ( مندا إد هيي ) حيث ظهر ( مندا إد هيي ) ليحيى على هيئة صبي صغير ذي ثلاثة أعوام ويوم ، وفي نصوص أخرى يحل ( هيبل زيوا ) محل ( مندا إد هيي ) انظر الكتاب الأول الديباجة الثانية " مقطع 153 ". عندما دنا ( مندا إد هيي ) ليصطبغ من قبل النبي والرسول العظيم ( يهيا يوهَنا ) في نهر الأردن ( يَردنا ) شرعت الأسماك من النهر والطيور على كلا الضفتين تسبّح لـ ( مندا إد هيي ) قائلة ً: " تباركتَ أنت ، مندا إد هيي ، وتبارك المقام الذي أتيت منه ، ومسبّح وقائم المقام العظيم الذي تمضي إليه ". عندما سمع يوهَنا ذلك أدرك بأن الطفل الصغير هو ( مندا إد هيي ) " صفحة 20:192 ".
حين شرع يوهَنا بالتعميد والتمس العهد ( كُشطا ) من ( مندا إد هيي ) " عن طريق المصافحة " سقط جسده على ضفة النهر وصعدت نفسه مع ( مندا إد هيي ) " صفحة 4:193 ". وعند ذاك أخذ ( مندا إد هيي ) ترابا ً من نهر الأردن وضفتيه ورماه على جسد يوهَنا ، ومنذ ذلك اليوم حصلت تغطية الأجساد " الدفن " في الديانة المندائية " صفحة 25:193 ". حيث كان للمندائيين طقوس خاصة للدفن قبل وفاة النبي ( يهيا يوهَنا ) ، تتشابه مع طقوس الدفن الزرادشتية ، إذ يتركون جثامين الموتى للطيور الجارحة داخل سور من القصب ، وبعد ثلاثة أيام يسمحون للطيور أن تأكل جثة الميت " انظر من صفحة 29:448 " .
واصل ( مندا إد هيي ) صعوده وبرفقته يوهَنا مارا ً بآخر مطهرين هما مطهر القديس ( بثاهيل ) الذي أقصته الحياة عن عالم النور ومطهر ( أواثر ) . عندما رأى ( بثاهيل ) ( مندا إد هيي ) طلب الرأفة من الحياة العظمى ، فأبلغه يوهَنا ما قاله ( مندا إد هيي ) بأن رحمة الحياة ستصله وكذلك ستصل الى أبيه ( أواثر ) . بعدها واصلا الصعود باتجاه عالم النور حتى بلغ يوهَنا مقام النور بقوة إيمانه .
يختتم الكتاب الخامس بالفصل الخامس الذي سُمي كتاب ( شِلماي ) سيد البيت ( سيدرا إد شِلماي ماره إد بَيتا ). إن صفة " سيد البيت " لها المعنى نفسه الذي جاء َ من المخطوطات المندائية ، إنه سيد العالم الأرضي . هذه التسمية تنطبق على الشيطان الشرير ، وكذلك يظهر ( شِلماي ) واحدا ً من التحتانيين ، فقد انتمى إلى جماعة الـ ( روها ) ، وأصبح تابعا ً لها . ولكن أباه ( يَثرون ) يذكر على أنه طيب وله مكانه على بوابة بيت الحياة . بناء ً على نصيحة ( روها ) يتجه ( شِلماي ) إلى أبيه ، الذي لم يسر لظهوره ، أراد َ أن يقتله ، غير أن المحيطين به نصحوه بأن يجري له اختبارا ً ، وبحسب النتيجة أما أن ياخذه أو يعيده الى الأعماق . ( يَثرون ) فعل ذلك ، وفي السلسلة الطويلة من الأسئلة والأجوبة عن أمور مختلفة تتعلق بأنظمة الخلق وطبيعة هذا العالم . ( شِلماي ) أجاب على جميع الأسئلة ليرضي أباه ( يَثرون ) ما عدا ما يتعلق فقط بنهاية هذا العالم ، لم يستطع أن يعطيه معلومة بذلك فشعر بالهوان والمذلة . وهنا ظهر ( هيبل زيوا ) وأعطاه المعلومة الخاصة بذلك ، ثم أعطى ( شِلماي ) لأبيه المعلومة ، فما كان من الأب إلا أن يسأله عن الذي قدم له هذه المعلومة . الجواب ، بأن المعني هو ( هيبل زيوا ) . لم يسر الأب بذلك لأن الجواب ليس منه ، فأبعده عنه .
يرد ذكر ( شِلماي ) بمفرده أيضا ً في قسم اليسار " صفحة 5:446 "، على أنه مالك بيت الحراسة وصائن مفاتيح النور . ما عدا ذلك ورد َ مع ( نِدباي ) على أنهم حراس المياه الجارية الـ ( يَردنا ) . أما أبوه فهو كذلك غير معروف .
6 ـ كتاب الحكيم دَنانوخت
دَنانوخت شخصية فريدة مميزة ذُكرت في أغلب الأديان ومنها المندائية . يُسمّى في الـ " كَِنزا ربا " ( دَنانوخت ) بمعنى " نواة الدين " ، وفي التوراة ( أخنوخ ) أي " خاثر في الدين " ، اما في القرآن فيُسمّى " إدريس ". هو أول من تكلم في الأمور السماوية أي علم الفلك والنجوم والتقويم ، فهو السابع في نسل آدَم ، ورقم سبعة يعني الأسبوع ، وقد عاش 365 عاما وهذا الرقم هو عدد أيام السنة . عند ذهابه من العالم قيل عنه في التوراة " وسارَ أخنوخ ُ معَ اللهِ ، ثم توارى مِنَ الوجود ِ، لأن اللهَ نقله ُ " التكوين 24:5 "، وفي الإنجيل " الرسالة إلى العبرانيينَ 5:11 " وبالإيمان ( وبالدين ) ، انتقل أخنوخ ُ إلى حضرة ِ الله ِ دونَ أن يموتَ . وقد اختفى مِن على هذه ِ الأرض ِ لأن اللهَ أخذه ُ إليه ِ " ويراد بذلك أنه انتقل حيا ً بغير انحلال الجسد ، لبس الجسد العديم بقوة الله ، وجاء في سفر يشوع بن سيراخ " 16:44 " أخنوخ أرضى الرب فنقل وسينادي الاجيال إلى التوبة ". كتاب أخنوخ الجديد " أي ما بعد العودة إلى الدنيا " أشير إليه في الإنجيل " رسالة يهوذا 14 " غير أنه كان كتابا ً غير قانوني حسب الكنيسة المسيحية سُمّي بهذا الاسم ثم اختفى عن معرفة الأوربيين إلا ّ بعض قطع منه إلى أن أتى بروس سنة 1773 بثلاث نسخ منه من الحبشة " أبسينيا " وهي من الترجمة الحبشية وقد ترجمه الأسقف لورنس إلى اللغة الإنكليزية غير أن الدكتور رِلمَن طبع سنة 1851 طبعة مصححة عن الأصل وسنة 1853 ترجمه ألى الألمانية . وقد عُثر كذلك على مقتطفات منه بالآرامية في مغاور قمران . ويحتوي هذا الكتاب على بعض الإعلانات التي أعطيت لأخنوخ ونوح وتبحث عن معرفة الحياة الأبدية وعلوم الطبيعة وأوجه الحياة الدارجة حينها ومقصودها أن تبرّر العناية الإلهية تماما ً وذلك حسب رأي الدين اليهودي والمسيحي . ولم يقبل اليهود ولا الكنيسة المسيحية هذا الكتاب بين كتب العهد القديم وعليه فقد حذف اليهود هذا الكتاب من بين أسفار العهد القديم .
والحقيقة أن أخنوخ انتقل برفقه أحد الـ ( أُثري ) إلى المطهرات وعاد إلى الدنيا ودعى الناس إلى الإيمان الحقيقي بالحي الأزلي ثم مات وصعدت نفسه إلى عالم النور كما جاء في الـ ( كَِنزا ربا ) ، وفي مصادر العهد القديم والجديد كما جاء أعلاه " انتقل مع الله إلى السماء "، وهذا ما يتناقض بشدة مع التوارة والإنجيل ، حيث ورد في " إنجيل يوحنا 13:3 " وما صعدَ أحد ٌ إلى السماءِ إلا الذي نزل مِنَ السماءِ ، وهو ابنُ الإنسان الذي هو في السماءِ " ، وهذا يعني المسيح فقط هو الذي جاء وصعد إلى السماء دون سواه ، أما الآخرون فيصعدون يوم القيامة فقط . وعليه فإن كان المسيح في السماء كيف لا يعرف أن أخنوخ انتقل مع الله إلى السماء وهو الذي جاء بعده وهذا ما ذُكر في العهد القديم والجديد !؟ وكيف انتقل أخنوخ إلى السماء مع الله ولا يصعد أحد إلى السماء عدا المسيح حتى يوم القيامة كما جاء في الإنجيل!؟.
بعد كل هذا نقرأ عن أخنوخ ( دَنانوخت ) في الكنز العظيم ( كَِنزا ربا ) . ( دَنانوخت ) يجلس بين المياه ويتكلم وفق الدين ، ويتعاطف بين الإنسان والكتاب. إنه سفر الحَبر الإلهي ( أسفار ديوثا إد إلاهي ) كتاب كتب بالحبر، وهو هنا عكس المخطوطات التي كتبت على ألواح الطين أو الرصاص . يعكف دائما ً على كتبه القديمة والجديدة ، يتقصى فيها عن أسرار العالم . أمامه وضع كتاب الجَدل الصغير ( ديصاي زوطا ) ، رغم أن كتاب ( ديصاي ) صغير إلا أنَّ قيمة أقواله كبيرة . بحيث لا يستطيع ( دَنانوخت ) أن يعطي تفسيرا ً له . لقد رماه ( دَنانوخت ) في النار ، وبعد ذلك في الماء وأخيرا ً وضعه أمامه من الصباح وحتى المساء . وعلى ما يبدو أن ( دَنانوخت ) غلبه النعاس فنام ، فظهرت له روح الشر ( إيواث ـ روها ) في الحلم ، التي امتزجت فتوحدت بأشياء من الدنيا سامية وأخرى واطئة ، بعد ذلك جاءه ( دين ملِخ أثرا) ، ونقله من العالم وقاده إلى المطهرات ( مطراثي ) . وهذه ينبغي أن تكون ثمانية انظر " صفحة 12:207 " ولكن لم يجر ذكرها أو عدّها جميعها . فيها شاهد ( دَنانوخت ) فقط المذنبين والأشرار ، ولكن في الآخر وفي مطهرة ( أواثر ) شاهد الورعين الذين تمت مكافأتهم جزاء أعمالهم الصالحة . ( دَنانوخت ) سأل الـ ( أُثرا ) الذي يرافقه قائلا ً : " كُرسيا ديلي هِمنو هو ـ أين هو عرشي المؤمَن ؟ "، فوعده الـ ( أُثرا ) بمكافأة وبنعمة روحية عالية ولكن عليه أولا ً العودة إلى العالم السفلي ( الأرض ) وحرق كتبه في النار ورمي سِفر مُذكّرته ( أسفر دُخراني ) في الماء . وأن يعلن الإيمان الحقيقي وينشد للحياة العظيمة ويعلم الناس طيلة خمس وستين سنة وستين يوما ً إلى أن ينتهي عُمره هناك . عاد َ ( دَنانوخت ) إلى الدنيا ، وجد الناس الذين اعتبروه ميتا ً يبكون عليه ، ودفعهم للإمساك عن ذلك . لقد تبع نصيحة الـ ( أُثرا) وحرق كتبه في النار ورمي سِفر مُذكّرته في الماء . وعظ َ ودعى الناس إلى الإيمان الحقيقي بالحي الأزلي وحين بلغ هو أجله فارق جسده وصعد في الوقت المحدد إلى بيت الحياة ولبس ثوبا ً من الضياء ، وإكليلا ً من السرور بقوة الله .
( دَنانوخت ) يحصل هناك على رسائل من الأرواح الشريرة ، التي يحرقها في النار ، وعند ذهابه من العالم الأرضي إلى المطهرات مع ملك الموت ومن ثُم عبر عوالم النور ( آلمي إد نهورا ) ، يشاهد العقوبات التي تلحق بالمذنبين ، والأجر والمكافاة التي تقدم للورعين .
يتشابه اسم ( نوريثا ) زوجة ( دَنانوخت ) مع زوجة نوح ( نو) . النص يُظهر أحداثا ً قديمة جدا ً، وكذلك اللغة تشير إلى استخدامات قديمة .
7 ـ كتاب الحكم والنصائح ليحيى بن زكريا ( هُكمثا وأفرَشاثا إد يَهيا بر زَكريا )
الكتاب السابع عبارة عن أقوال حكيمة وضعت في فم يوهَنا الصَابغ لتقدم عرضا ً وافيا ً لمجموعة من الحكم والتعليمات والتوجيهات العملية التي تسعف على الحياة الناجحة في العلاقات الإنسانية . إن التركيب المتكرر للمعنى والمقارنة الحادة من التناقضات بين الخير والشر في مقتطفات هذا الكتاب ، تذكر بنفس النمط في وصف عوالم النور والظلام في الموجزين كلاهما من الكتاب الأول .
جاء في كتاب الكنز العظيم الـ ( كَِنزا ربا ) اسم يوهَنا بصيغة يحيى بن زكريا ( يهيا بر زَكريا ) . ولما جاء الإسلام اعتمد هذه التسمية التي أصبحت فيما بعد بديلا ً عن الاسم الآخر ليحيى وهو يوهَنا الصَابغ ( يوهَنا مَصبانا ) أو ( يهيا يوهَنا ) .
8 ـ كتاب تعاليم وتوجيهات مندا إد هيي ( سيدرا أفرَشاثا إد أفرَش مَندا إد هيي )
يتناول الكتاب الثامن محاولة الشيطان ( روها ) للتغرير بالمؤمنين ، ويعالج ذلك من خلال التحذيرات والتوجيهات التي قدمها ( مندا إد هيي ) لباهري الصدق ( بهيري زِدقا ) وجميع ذرية آدَم وحواء .
( مندا إد هيي ) علّم باهري الصدق وقال: " من أجلكم يدور الصراع بين الظلام والنور وإذا أظهر لكم ( يوربا ـ أدوناي ) علامات نذير وإشارات ( الشر ) في قبة السماء فلا تخافوا منه " صفحة 1:221 " .
9 ـ الكتاب التاسع
يتكون هذا الكتاب من فصلين : الأول سُمي : كتاب سقوط الكواكب السبعة ( سيدرا قرقلتا إد شُبا كُخوي ) ، وهو يحتوي على طعن حاد للأديان الوثنية عبدة الكواكب التي وصِفت بمخالفات الكواكب السبعة ، فيها الكثير من الدنس الذي اشتدّت شناعته ، لتتقاذف به الأديان بعضها البعض منذ القدم . الأديان الخطأ انبثقت من الكواكب السبعة وبوابات الظلام ، قارن أيضا ً مع الكتاب الخامس الفصل الثاني " صفحة 179 " . ومن هنا جاءت تسمية هذا الكتاب . وقد تم ذكر ديانة زحل ( كيوان ) على أنها تقلد الديانة المندائية في تناول الخبز المقدس ( بهثا ) وإقامة طقوس الصعود للموتى ( مَسِقثا ) وعمل الطقوس التذكارية ( دُخرانا ) وكل ذلك يقدم مع الدنس والتحريف . أما ديانة عطارد ( إنبو ) فقد ذكرت بمذمّة كبيرة ، إنه الإله الباطل الذي يغير الصَبغة ( مصبُتا ) ويذكر عليها اسم الموت . ثم ارجاع ديانة الحرب والمحاربين إلى المريخ الدامي ( نيرغ ) الذي يحمل بلاء السيف والحرب والموت . لقد أعطته ( روها ) الكتاب والموعظة وباحت له بسر الموت .
لقد أبلغ كل من يرتد عن اسم الحي العظيم ويترك دين النور والحياة ويذهب إلى هؤلاء أنه لن يجد الراحة في حياتة ولن ترى عيونه النور . فضلا ً عن ذلك تكلم ( مندا إد هيي ) قائلا ً: " إن كل ناصورائي ينزل في اليوم الأول من السنة الـ ( مندائية ) الجديدة إلى مياه النهر أو يشرب منه أو يمسح به وجهه يكون حصة ً من ( روها ) ومن الإله الباطل ويصبح جزءا من السبعة " صفحة 15:227 ".
يبدأ الفصل الثاني الذي يُسمّى : كتاب الضياء الذي يتوهج داخل الـ ( مانا ) ( سيدرا إد زيوا إد يَقِد بكَو مانا ) ، بتفاصيل الخلق الأولي ولكن بصورة مختصرة وقد ورد بشكل مفصل في الكتاب الثالث انظر " من صفحة 61 " وكذلك في الكتاب الخامس الفصل الأول " من صفحة 153 و 21:157 " .
بأمر من الـروح الإلهي ( مانا ) الكبير العظيم ، خُلق َ من أبناء الحياة الأولى ، من مياه ( برياويس ) كائن مذكر ، سمي بـ " الابن الوحيد " ( برا هدا ) ، إنه الغلام الشاب الوحيد العادل العظيم ( لِهدايا ربا زَديقا ) الذي انبعث من الوحيد العادل العظيم.
في الديانة المصرية القديمة اعتبر ( حورس ) كطفل إلاهي وتمتع بمحبة خاصة ، وقد قدس بشكل يمتد ليتجاوز حدود وطنه المصري . كما أن البابليين لديهم تصور عن كوكب الزهرة " نجمة الصباح " ، النجمة الصغيرة التي تنير أمام الشمس . ويلاحظ المرء مما جاء في الكنز العظيم " صفحة 25:220 " الغلام الشاب ( رابي طالي ) أمام ( يوربا ) الذي يتطابق مع الشمس ( شامِش ) ويجلس في عربته. إن وصف المولود الوحيد موجود أيضا ً عند الفينيقيين والمسيحيين .
من ناحية أخرى في قسم اليمين " صفحة 21:238 " سمّي الصبي الشاب بـ ( هيبل ) . وأيضا ً ( مندا إد هيي ) عندما نزل على ضفة نهر الأردن ( يَردنا ) ظهر ليوهَنا الصَابغ كصبي صغير عمره لا يتعدى ثلاث سنوات ويوما ً واحدا ً " انظر صفحة 49 مقطع 153 و 10:191 " . وكذلك في " صفحة 13:245 " سمّي ( مندا إد هيي ) بالابن الأول الوحيد ، الذي تشبه به ( إنبو ـ إيشو ) واخذ يطلق على نفسه الاب والابن .. .
من جانب آخر ورد في نهاية هذا الفصل تحذيرات إلى الناصورائيين ، حيث قال ( مانا ) الكبير العظيم للغلام الشاب ( رابي طالي ) الوحيد العادل العظيم ( لِهدايا ربا زَديقا ) عندما أرسله للتحدث مع الناصورايين الذين تركوا في عالم الظلمات ووسط الماء الأسود قائلا ً: " إن كل ناصورائي يأخذ على نفسه العهد ( كُشطا ) وينحو بذلك مثل ( مانا ) الكبير العظيم الذي بسط يده أثناء صَبغته لـنفسه ، ذلك انه لم يكن يملك رفيقا ً، فسوف لن يكون له حصة في بيت الحياة ( بيت هيي ). إن كل ناصورائي ( ترميدي ) الذي يعدّ الخبز المقدس ( بهثا ) جالسا ً ، تقع عليه من بيت الحياة : القطيعة واللعنة والنكبة . بل من المستحسن أن يقف طويلا ً ، طويلا ً يقف ويعدّها ، ثم يجلس كثيرا ً ، كثيرا ً ويأخذ قسطا ً من الراحة ". " صفحة 9:234 ".
10 ـ كتاب الضياء الذي يتوهج داخل الـ ( بهثا ) ( سيدرا إد زيوا إد يَقِد بكَو بهثا )
يهتم الكتاب العاشر ، بتناول الخلق الأولي مرة أخرى . في البداية انبثق ( مانا ) الأول بضيائه وبنوره من ذات نفسه ، ثم برز ومكث وأقام في باطن الـ ( بهثا ) . إن الضياء والنور الذي توهج داخل الـ ( بهثا ) آمن بـ ( مانا ) وخرجت منه مياه ٌ سُدم ٌ فقامت الحياة عند ينابيع المياه التي منها تكونت وفيها نمت وترعرعت وفي ضيائها تنورت وكانت هي الصَابغ الأول . إن الحياة الأولى انبثقت ونشأت عن ذاتها وكما ورد َ في الكتاب الثالث ، فقد خلقت لها ابنا ً سُمّي الحياة الثانية ( يوشامِن ) . وهذا بدوره خلق أو نادى له ابناء ً. هؤلاء أشاروا عليه بأن يخلق هو كذلك عوالم أخرى . فمنحهم أبوهم مبتغاهم من السر الكامن ( رازا كسيا ) . الحياة الأولى كلفت ( مندا إدهيي ) ليسبق أبناء الثانية ( يوشامِن ) لتنفيذ تلك الخطة . ذهب ( مندا إد هيي ) وخلق أولا ً عالما ً لأبناء السلام ( بني شلاما ) " صفحة 15:237 " ولتفاصيل أخرى عن هذا الموضوع راجع الكتاب الرابع عشر " من صفحة 1:283 " . ويتواصل سرد النص فنعلم أن ( بثاهيل) قد أعطى التكوين الذي خلقته الثانية وقد خلق عالما ً ، وأخذ يخلق آدَم وحواء فيه خارجا ً بذلك عن نطاق الحياة ( دون إذن من الحي) . لقد قذف فيهم نوعا ً من الروح التي هي جزء من سر الكواكب ولكنهم مع ذلك لم يستطيعوا أن يقفوا على أقدامهم . أرسلت الحياة العظيمة ( هيبل أُثرا ) لإحياء آدَم وحواء والاعتناء بهما وكان برفقته آدَم الخفي ( أداكاس زيوا ) الذي حمل النفس ( مانا ) من بيت الحياة ، وحين وضع ( هيبل ) النفس في جسد آدَم وحواء دبت بهما الحياة لأول مرة " صفحة 1:238 " . بعد ذاك أمعن آدَم النظر أمامه فرأى كل شيء وأدرك ما وقعت عليه عيناه فرأى حواء وأدرك أنها عارية . وحين أدرك هو ذلك ألم به الخجل ، عند ذاك صنعَ ( هيبل ) لهم ثوبا ً من سعف النخيل " انظر صفحة 8:638 ـ 9 " ثم من صوف الخراف لكي يستر جسدهم ويكون لهم شرفا ً وزينة ً، كما صنع َ لهم سريرا ً ووضع لهم لوحا ً ليأكلوا سوية ًعليه . بعد ذلك ولد لآدَم وامرأته حواء ثلاثة ذكور وثلاثة إناث " انظر ايضا ً صفحة 19:119 " . الكواكب السبعة و ( روها ) تخاصمت مع ( هيبل ) و ( أداكاس زيوا ) ولكن لم يحققوا النجاح . في المقطع نبذ ( هيبل ) عمل ( بثاهيل ) ولكن في النهاية ينضم إلى ( بثاهيل ) الذي تمت تبرئته والعفو عنه .
11 ـ كتاب أنُش الكبير
يسمى الكتاب الحادي عشر بـ ( أنُش ) الكبير ، حيث إن المدخل يلائم وبشكل أفضل المقطع التالي . في المقطع الثاني للكتاب يجري الحديث عن ( أنُش ) ، ولكن هنا يجري الحديث عن ( أنُش ) الصغير .
أثناء سرد حكاية كوارث العالم الثلاثة يرد وصفا ً جديدا لم يرد في الكتاب الأول . يجري الحديث عن خلق ثلاثة أبناء آخرين . لقد طلب من الـ ( أُثرا ) الوحيد ( لِهدايا ) الاعتناء بالـ ( أُثري) الثلاثة اخوانه . الـ ( أُثري ) يُعرفون فيما بعد بـ ( هيبل ، شيتل وأنُش ) . بعدها ينفصل عنهم ( هيبل ) . في موضع الابن الأول الوحيد يأتي ( مندا إد هيي ) انظر أيضا ً الكتاب التاسع الفصل الثاني " صفحة 232 " . العظيم الأول ( ربا قدمايا ) يتحدث الى الـ ( أُثري ) الثلاثة ويرسلهم إلى هذا العالم عالم الظلام والموت ( آلما إد هشوخا و موثا ) لكي يؤسسوا سلالة الحياة وينادوا باسم الحياة العظيمة ويساندوا أنفس المؤمنين " من صفحة 9:246 " . بعد ذلك تترابط تعاليم وتحذيرات ( مندا إد هيي ) إلى المؤمنين ، الذين يجعلون من الـ ( أُثري ) الثلاثة كمثل أعلى . الكواكب و ( روها ) تقف ضدهم ويحاولون أن يوقعوهم في شباكهم ولكن دون جدوى ، بعدها اتخذوا خطة لإبادة السلالة بكاملها " من صفحة 30:251 " . لقد حاولت ( روها ) و ( إيل ) أولا ً بالسيف ، ثم عاودت ومعها ( دانيل ) ثانيا ً بالنار ، وثالثا ً بالماء ولم يُذكر هنا من كان مع ( روها ) من ملائكة الغضب والدمار وليا ً على الماء ، ولكن من المحتمل أن يكون ( شِلماي ) الذي اصبح تابعا ً للـ ( روها ) وذلك حسب الكتاب الخامس الفصل الخامس . لقد وجهوا هجومهم في البداية ضد الـ ( أُثري ) الثلاثة غير أن ( مندا إد هيي ) وقف إلى جانبهم ، ويبدو أن المحاولات الثلاث بالسيف والنار والماء كانت الأولى ضد ( هيبل ) والثانية ضد ( شيتل ) والثالثة ضد ( أنُش ) غير أنها انكشفت .
( أنُش ) فكر بوضعه وبالأحداث في هذا العالم . ابتداء ً من " صفحة 17:255 " يجري الحديث عن ( أنُش ) الصغير . الأشرار يريدون إبادة العالم بالماء . ( مندا إد هيي ) جاء لمساعدة ( أنُش ) وأعطاه تفسيرا ً لأسرار هذا العالم وأعمال ( بثاهيل ).
تم خلق السماء والكواكب ، النار والريح ، الماء والأرض بمضمونها ومحتواها من قبل ( بثاهيل ) . بعدها قام بخلق آدَم حسب هيئته وخلق حواء على شاكلة ( الرُوح الانثوية ) ، ولكن في " صفحة 27:237 " ذُكر أن آدَم خُلق على شكل ( بثاهيل ) وعلى شاكلة آدَم خُلقت حواء ، وأيضا ً في " صفحة 29:238 " اعتبرت صورتيهما ( هيئتيهما ) متطابقتان ويشبهان كنز الحياة . وقد بشره ( مندا إد هيي ) بالحماية والخلاص من هذا العالم والصعود إلى الحياة الأبدية .
في إشارة علمية نادرة ورد ذكر المورثة أو الجين ( هَميرا ) التي تُخلق منها الوحدات الأساسية للوراثة ، حيث أخذت مورثات الجنس البشري من سلالة آدَم وحواء المحفوظة في العالم ووضعت في أول زوج بشري هما ( رام و رود ) بعد فناء العالم الأول بالحرب ، وتكرر ذلك بعد فناء العالم الثاني بالنار ، ووضعت ايضا ً في زوج بشري هما ( شورباي وشرهابيل ) . وقد جرى تسميته فقط في هذا الكتاب " انظر من صفحة 4:252 " .
12 ـ الكتاب الثاني عشر
يتضمن هذا الكتاب سبعة فصول ، الأول يتكلم عن ( أنُش ) الكبير الذي اعتبر كما في مقدمة الكتاب الحادي عشر كابن ( شيتل ) . أخذ ( أنُش ) يتأمل ويفكر بالظواهر الطبيعية ويحاول الحصول على تفسيرات لها من كائن النور ، عن السماء والنجوم ، الأرض ، النهار والليل .
في الفصل الثاني ترد أول ترنيمة أبجدية ، إنها ترنّم أيضا ً في مقدمة كتاب الزواج ( قلستا ).
كما يقدم الفصل الثالث ترنيمة أبجدية ثانية .
وينشد الفصل الرابع ترنيمة أبجدية ثالثة ، ترنّم أيضا ً في كتاب الـ ( قلستا ) صلاة رقم 35 .
يصف الفصل الخامس في ترنيمة أبجدية رابعة مطاردة ومصير الأشرار والمخطئين .
يستعرض الفصل السادس وصف لعوالم الظلام وملكها ، وهو فصل معاكس لوصف عوالم النور ومَلك النور في الكتاب الأول ( انظر من مقطع 3 ـ 78 ) . إن الاثنين يتباينان تباينا ً لا يغيب عن العين في ماهيتهما وشكلهما . إن الظلمات ذات طبيعة شريرة نشأت من المياه السوداء وكذلك ملكها انسجاما ً مع ما جبل هو عليه من طبيعة فاسدة شريرة . مخلوقاته التي هي من كل نوع ولون جميعها سيئة وماكرة ومدبرة لكل طامة ونكبة . عندما بغى الشيطان ( دَيوا ) أن يشن حربا ً ضد مَلك النور السامي استطاع أن يبلغ نهاية حدود الظلمات خلال يوم واحد ، فقطع مسافة مقدارها مائة سنة " قمرية " غير أنه لم يجد منفذا ً أو سبيلا ً إلى عوالم النور الأبدية " من صفحة 3:272 " .
اما الفصل السابع فهو يشمل وصف عوالم النور كما في الكتاب الأول " انظر من مقطع 41 ـ 78 " وهناك تعليم مكمل عن طبيعة الشمال وعالم البحر . ومن ما جلا واتضح أمره في هذا الفصل: إذا انعدم الهواء ليوم واحد فقط ، سوف تموت جميع الكائنات الحيّة الموجودة على ظهر الأرض البالية ( ارقا إد تيبل) . إنَّ كل من يحيا في شمال الأرض يكون لون بشرته فاتحا ً ( صُهارا ) ، أما من يحيا في جنوب الأرض يكون لون بشرته أسمرا ً ( إكوما ) .
13 ـ كتاب شهادة رجال الدين إلى المندائيين ( سَهدوثا ترميدي إل مَندايي )
يبدأ الكتاب الثالث عشر بشهادة وصلاة الـ ( ترميدي ) للمؤمنين والورعين من المندائيين والمندائيات . وتحذيرات لغير المؤمنين غير المطيعين الذين لا يأتون يوم الأحد إلى بيت الدين ( مَشخنا ) أو ( مَندا ) ، ومَن لا يشهدون باسم الحياة الأولى العظيمة ولا يصبغون بالماء الجاري أبنائهم وبناتهم ، ومَن لا يقيمون الصلاة ، ومَن لا يعقدون المصاهرة مع بعضهم الآخر، والذين لا يتعاطفون ويرحمون المضطهدين والمعوزين ولا يمنحون الصدقة ، وكل من لا يلتزم بالنظام الديني .
14 ـ كتاب النبع الكبير
الكتاب الرابع عشر اسمه ( سيدرا إد نباط ربا ) . ( نباط ) موضوع على قمة الخلق ، منه انبثق الخلق الأول ( ياوَر زيوا ) العتيد ومن ثم الخلق الثاني ( يوشامِن بر دموث هيي ) وبعد ذلك ظهر الخلق الثالث. بدأت الحياة الأولى بخلق عوالم النور وآلافا ً مؤلفة من الـ ( أُثري ). لم تكن بينهم كراهية أو انشقاق أو تخريب ولم يكن بين الـ ( أُثري ) من هو أقوى واعظم بل كان كل منها أكثر تواضعا ً من غيره ، والماء يشبه الضياء والجميع يقيم في عوالم النور مع الحياة العظيمة وهي تنير وتشع وتتألق بالضياء . لم تكن قد ظهرت إلى حيز الوجود خطة أبي الـ ( أُثري ) ( بهاق ) بعد ،
و ( يوشامِن ) لم يكن هو قد تكبر ورفع نفسه عاليا ً مع الـ ( أُثري) . لقد علمت الحياة الأولى ما سوف يقوم به ( يوشامِن ) وما ينويه ، لتنفيذ خطة خلقه ، فأرسلت إليه ( ياوَر ) .
أخذ ( يوشامِن ) يتعظم ويتكبر ويتكلم في سريرته بأن الحياة لن ترفعه نحوها وأنه سيكون منقطعا عن النور . شعرت الحياة حياله بالشفقة والرحمة . لكن الثانية كما كانت قد عقدت العزم على أن تنفذ خطتها وتخلق عالمها الخاص . ولما كانت الثانية بنت الأولى فلم تسخط عليها الحياة العظمى . لقد سعى ( ياوَر ) إلى تهدئة الحياة ، وعليه أمرته أن يخلق عوالما ً تحت عوالم الحياة العظمى . فيما بعد نفذ ( ياوَر ) و الـ ( أُثري ) ما أمرت به الحياة العظيمة . فكر ( يوشامِن ) وكادت فكرته تولد في الثانية ، لقد حاول إتمام خلق من نهر الحياة الأولى ، ولكنه منع من قبل الحراس الموضوعين عليه . غير أنه خلق ثلاثة أبناء وهم الذين أجبروه لكي يكون لهم عالم خاص بهم . لقد كلفهم ليخلقوا عالما ً سفليا ً . لكن ( بهاق ) المكنى ( أواثر ) وأيضا ً أبي الـ ( أُثري ) أسوة ً بالحياة العظيمة والذي نعت نفسه آدَم الكبير ، انفرد ومضى قدُما ً في أمر الخلق وأخذ يتقدم قليلا ً ويخلق في هذا العالم ، في الوقت الذي لم يكن أخواه معه ولم يشاطرهما الخطط والنيات " من صفحة 29:285 " . ثم من ابنه ( بثاهيل ) الذي يُسمّى هنا العين الواسعة الانفتاح ( بثاها ) كذلك ( جبريل ) أسوة ً بـ ( هيبل زيوا ) ، كذلك في الديانة المصرية القديمة يتصورونه بصفة عين الكون الكبرى ، فصوروه بهيئة صولجان ذهبي تعلوه عين ضخمة ، مفرطة الانفتاح ، يتم إنجاز خليقة ، والكواكب السبعة الفاسدة جاءت أمامه منطلقة في الفضاء " انظر أيضا ً من صفحة 21:96 " . الكتاب يظهر بأنه مستند إلى الكتاب الثالث " صفحة 61 ". من الناحية اللغوية فهناك بعض الخصائص التي تشترك مع الكتاب الحادي عشر .
من جانب آخر ورد في نهاية هذا الكتاب النصيحة التالية : " إن الأنفس التي تخرج من هناك تعود وتصعد إلى مكانها تلك التي تؤخذ من هنا تعود إلى موطنها . ولكن جميع الأنفس التي عبدت بالأشباه سوف لن ترتقي الينا صاعدة ، إنها غير كفءٍ لنا وهي لن ترى ( حتى ) عالم الحياة الثانية ( يوشامِن ) . إن مجمع أنفس الناصورائيين لن تقدم الشكر إلى الكواكب السبعة إنما تشكر وتحمد الحياة وياوَر ، إنها ترتقي ، لأن الحياة أرسلت ياوَر إلى بثاهيل وجميع الملائكة الأشرار . " من صفحة 16:286 " .
.
15 ـ الكتاب الخامس عشر
يحتوي هذا الكتاب على واحد وعشرين فصلا ً . في بداية الكتاب لا توجد صيغة المقدمة المعتادة التي تذكر بها الأسماء الدينية ( مَلواشا ) ، غير أنها تتضمن معلومات مشتركة عن الناسخ وتأريخ الكتابة . أغلب الفصول ذات مضمون متقارب . هناك كائن سامي امتد وتوسع لكي يعلم ويوعظ المؤمنين ويحذرهم . مرة يتحدث عن نفسه بصيغة الشخص الأول ومرة بصيغة الشخص الثالث .
الفصل الأول: ( أنُش أُثرا ) " الكلمة " اتجه بتكليف من الحياة العظمى مع المساعدين صوب العالم لكي يحمي الجيل ويوقظ النائمين من غفوتهم ويختار المؤمنين ، ويعلمهم ويحذرهم . ومن ذلك ألا يؤدوا صلاة الليل ، وهذا ما لا يتوافق مع ما جاء في الكتاب الأول " مقطع91 وصفحة 13:401 " . وإن َّ يقيموا صلوات النهار الثلاثة في أوقاتها " من صفحة 1:289 " . " نعم في نهاية العصر الأخير يكون من بين رجال الدين الـ ( ترميدي ) مَن يرَسَمون بغير استحقاق وليس لهم حماس وليس لمجلسهم إصغاء وتقدير ولا تتصف أعمالهم بالنظافة ومنهم مَن لا ينشط على النهر ( يَردنا ) ." صفحة 25:290 " .
الفصل الثاني : ( هيبل) " أصل الكَرم اللطيف " سلّح من قبل الحياة العظمى بالعلم وجهز وأرسل مع معاونيه إلى أرض ( تروان ) الطاهرة لكي يخلق سبعة عوالم من النور ، ويعلم الـ ( أُثري ) الذين خلقتهم الحياة هناك . نفذ ( هيبل زيوا ) الأوامر وزار بعد ذلك عالم ( تاورئيل ـ يوشامِن ) وأبنائه ( أواثر ) البلاء و ( بثاهيل ) . الـ ( أُثري ) التي نادت من قبل ( يوشامِن ) طلبت العفو عن ما ارتكبته من دواه . عندما سمع ( بثاهيل ) ذلك الطلب قال : " إذا هنأ له الأب مندا إد هيي سوف أبطل " أنهي " البيت عاجلا ً ( العالم الذي خلقه هو بنفسه ) وكلّ اعمالها تبطل وتدنس " صفحة 16:299 " . في محل الحياة ( هيي ) يأتي بعد ذلك ( مندا إد هيي ) وثم سيماء الجلال العظيم ( بَرصوفا ربا إد إيقارا ) . كذلك رب العظمة ( مارا إد رَبوثا ) سُمّيء بأثير ، نور الحياة العظيم ( أيَر نهورا ربا إد هيي ) .
الفصل الثالث : الماء الحي تم سحبه من دار الحياة الى العالم الأرضي وعُين عليه ( شِلمَي ونِدبَي ) كحارسين . أمام هؤلاء اشتكى الماء الحي بسبب جلبه إلى عالم الأشرار التحتاني وتساءل : لماذا انفصلت عن مكاني ؟ من قطعني عن المعرفة ؟ من أبعدني عن اللغة المستترة ؟ لماذا أنتهي في مياه النتانة ويصدر النقص والعوز مني ؟ إنّ الأجساد تقتل فيّ ويسكب ُ فيّ الدم ، إنّ الكواكب تضطهدني من خلال الفيضانات وهكذا تهلك فيّ النفوس . غير أن حماة الماء طمأنوه بأن فيه ستنال الأنفس المندائيه صبغة الحياة " صفحة 11:304 " . الماء الحي عبّر عن معاناته وتخوفه بأنه سيسحب إلى المحاسبة بسبب خطاياه وخطايا الناصورائية . ( شلمَي ونِدبَي ) نوّها إلى أن العالم الأرضي ستكون له نهاية والأنفس المختاره ستصعد إلى علم النور والماء الحي سيعود إلى مكانه وبذلك سيجد ( يوشامِن ) و ( أواثر ) و ( بثاهيل ) صانع هذا العالم لنفسهم الرحمة ، وسيُطلق على الأخير ملك الـ ( أُثري ) والناصورائيين " انظر من صفحة 17:305 " . عن موضوع الماء راجع كتاب :
الفصل الرابع : قدر للقمر ( سين ) أن يكون مختفيا ً يوما ً واحدا ً من كل شهر محتجبا ً سطوعه . الاختفاء هذا له تأثير على العالم والبشر ، من ذلك إن حدث وأصبحت المرأة في ذلك اليوم حُبلى ، تضع أشكالا من الصُمّ والبُكم والجُذم والقبح ومن لا أيادي ولا أرجل لهم . لكون الكواكب في ذلك اليوم تبلبل البذرة وتضرُ بها أيما إضرار " من صفحة 1:308 ". إن مصير القمر ( سين ) والشمس ( شامِش ) والكواكب الأخرى ( شِبياهي ) وأرواحها وعبدتها والذين شهدوا لهما وأبناء الظلام يهلكون في جهنم التحتية ( شيول ) ويفنون .
الفصل الخامس : الحياة العظيمة سلحت ( سام زيوا ) ، وخلقت له مساعدين وطمأنته وعينته حاميا ً للمؤمنين . مع تحذيرات للناصورايين غير المطيعين .
الفصل السادس : المرسل ( يوخابر كُشطا ) اتجه من بيت الحياة إلى المؤمنين الورعين باهري الصدق ( بهيري زِدقا ) ، لكي يسلحهم في كفاحهم ضد الشياطين الأشرار . لقد جلب معه التعاليم والتحذيرات ، وكشف عن بداية الناصورائية التي جاءت ونشأت إلى العالم مع ( شيتل ) راعي العصر .
الفصل السابع : يتكلم عن مخلوق ظاهر هو ( مندا إد هيي ) أو ( ياوَر زيوا ) جهز وأرسل الى هذا العالم من قبل الحياة العظمى لكي ينادي بنداء الحياة ويوعظ ويعلم الناصورائيين . لقد بين أجر الناصورائيين المؤمنين الورعين وعقوبة غير المطيعين ، ونهاية الشيطان وأعوانه الفاسدين أسياد البيت المتداعي للسقوط .
الفصل الثامن : الحياة نادت ( ياوَر ) وائتمنته على كل شيء ، أحاطته بالمعرفة ونورته ومنحته اقوالا ً خفية . فيما بعد فإن ( هيبل زيوا ) الذي عُلم من قبل النفس الإلهي ( مانا ) الكبير العظيم أرسل إلى الناصورائيين لكي يرشدهم . عليه أن يشرح لهم الأهمية الخاصة للزيت الطاهر ( مِشا دَخيا ) الذي يستخدم " للختم " الذي يختم به سرية كل الأشياء غير المنظورة . لقد قال لهم : " إذا فارقتم أجسادكم سوف تصعدون مع الزيت الطاهر ، من لا يصعد مع الزيت الطاهر عليه أن ينتظر في مطهرة ( بثاهيل ) إلى أن يصعد مع إحدى وستين رسالة ( وهذا يعني من خلال طقوس الـ ( مَسِقثا )) ثم ينصب في عوالم النور ". " من صفحة 5:325 " .
الفصل التاسع : يتكلم عن النفس ( نيشِمثا ) على الرغم من أنها في هذا الفصل تعتبر كـ ( أُثرا ) تهبط إلى العالم كعطر زكي وتجد مكانا ً في قلوب الأجساد ، إلا ّ أنها تتأمل بأسف لماذا أرسلت إلى عالم الظلام . الحياة العظمى تسمعها وترسل لها مساعدا ( أُثرا) يعلمها ويواسيها .
الفصل العاشر : ( مانا ) العزيز يتحدث مع هيئته الـ ( دموثا ) . لقد عبرّ عن رغبته بخلق رُفقة ( صَوثا ) ، رُسُل الحياة الذين ينبغي أن يقفوا على جانبه . هيئته طلبت منه العدول عن ذلك وأخذ بطلبها ، ولكن على ما يبدو جرى الحديث في مقطع أعتقد أنه مفقود ، بأنه سيخلق ( أُثري ) لأن ما يلي يتطلب ذلك " انظر من صفحة 11:333 " . لقد علل الخلق أن من الثانية ( يوشامِن ) تكون النقصان والعوز ومن أجل العالم الآتي الذي سينشأ للفناء ، إن الكائن المخلوق سيكون رسولا ً ومنقذا ً للورعين على الأرض البالية ( ارقا إد تيبل ) . لقد أرسل الرسول كي يصعد بالورعين إلى العلياء . بعد ذلك تأتي في مكان ( مانا ) العزيز الحياة العظمى والرسول هو ( مندا إد هيي ) . لقد هبط الى العمق وحارب الأشرار في عالم الظلام .
الفصل الحادي عشر : ( أنُش أُثرا ) اتجه صوب الأرض لكي ينادي بنداء الحياة ويوقظ المختارين في هذا العالم ، من بين هؤلاء المؤمنين نشأ تلاميذ ( ترميدي ) جديرون بمقام النور . علمت ( روها ) الفاسدة بذلك فأقسمت مع أبنائها السبعة الأبكار على مواجهة أعمال الرجل الغريب . لقد أسسوا مدينة إورشليم وحظروا ذكر اسم الله ( ألاها ) على من يسكنها " صفحة 26:340 " . وحسب مقطع موازي فإن رحلتهم تحط أولا ً في بيت لحم ( بيت لَهمي ) أرادوا هناك البناء ، ولكن بسبب صوت قادم من سحابة ( أنُش أُثرا ) ، بأن من هذه الموضع يخرج ثلاثمائة وخمسة وستون تلميذا ً عدلوا عن خطتهم واستمروا في سفرهم إلى ( بيت مطَلالي ) ، وهنا حدث لهم نفس الشيء الذي حدث في موضع ( كراخ نصاب ) . بعد ذلك استأنفوا الطواف إلى أن ضعفت قوتهم وانتهى الطريق ( أوهرا شليم ) " صفحة 8:343 " . لقد جاءوا إلى هذا الموضع الذي سُمّي أورشليم نسبة ً إلى ما انتهى بهم المطاف وبنوا لهم هناك مدينة ، فيها سكن اليهود ومنحوا عباداتهم . اتجه ( أنُش أُثرا ) نحو أورشليم واستطاع أن يجعل الأميرة اليهودية ( مِرياي ) أن تؤمن بالحياة العظيمة . بعد ذلك نالت منه الصبغة وأصبحت مندائية . من ( مِرياي ) أدرك من الديانة اليهودية يعقوب ( ياقيف ) وبنيامين ( بني أمين ) ثم لحقهم ثلاثمائة وخمسة وستون تلميذا ً " من صفحة 16:344 " . اليهود قتلوا التلاميذ أتباعه الذين نطقوا باسم الله ونتيجة لذلك خرب ( أنُش أُثرا ) الذي دُعي هنا بالنسر الأبيض ( نِشرا هِوارا ) مدينة أورشليم التي سُكبت فيها دماء التلاميذ الورعين . لذكرى هؤلاء يقيم لهم المندائيون في الأول من تموز المندائي من كل عام الثواب " الهريس ".
تعتبر بلاد ما بين النهرين ( بيت نهراواثا ) الوطن الأصلي للناصورائيين المندائيين الذي ولدوا وعاشوا فيها وفيه بُشر بدينهم الأول " راجع صفحة 33:442 و 1:448 ـ 2 " . أما أورشليم فاعتبرت أرض إحياء الديانة المندائية من جديد بعد أن أوشكت على الانقراض في بلاد الرافدين وذلك في زمن الأميرة ( مِرياي ) ويوهَنا الصابغ .
عن قصة الأميرة ذات الكمال ( مِرياي ) " انظر كتاب مواعظ يحيى ( دراشا إد يَِهيا ) الفصل 34 ـ 35 وكتاب التراتيل ( إنياني ) ترتيلة 149 " .
الفصل الثاني عشر : الحياة العظمى جهزت وأرسلت ( أُُثرا ) وبصحبته اثنان من الـ ( أُُثري ) إلى العالم التحتاني لكي يقف إلى جانب الكاملين والمؤمنين باهري الصدق ( بهيري زِدقا ) كمساعد ومعلم لهم .
يرد في الفصل وصف مُعين عن مصير النفس ( مانا ) اللطيف على الأرض وعند
صعودها " انظر من صفحة 25:349 " . الوصف في جزء منه قريب جدا من الفصل التاسع من هذا الكتاب .
الفصل الثالث عشر : تعليم مقتضب عن الخلق ، يرسل ( بثاهيل ) من قبل والده ( أُُواثر ) لكي ينادي ثلاثة نداءات ويخلق العالم التحتاني ومخلوقاته . وقف في الماء الأسود وحاول جاهدا ً جبل الأرض ولكنه لم ينجح في ذلك . أخبر والده عن فشله فقام هذا بدوره بالصعود إلى الحياة ، حيث آباؤه . وبناء ً على طلبه أرسلت الحياة ( هيبل زيوا ) إلى الجوانب الحصينة ( أكَنبي أوشانا ) حيث يحمل من هناك مادة الجبلة . أعطاها إلى ( أواثر ) وهو بدوره أعطاها إلى ( بثاهيل ) تكونت بذلك السماء التي سميت عجائب الأبرار ( مشوني كُشطا ) ، ومن ثم الأرض التي سميت البالية ( تيبل ) . في ندائه الأول جبل الأرض ونجد السماء . في ندائه الثاني شق الأنهار والجداول . في ندائه الثالث خلق الأسماك والطيور . في ندائه الرابع خلق الأعشاب والبذور . في ندائه الخامس نشأت الحيوانات والديدان السيئة . في ندائه السادس أشكلَ الظلام . في ندائه السابع نشأت ( روها ) وأبناؤها السبعة " من صفحة 18:356 " . ولكن أيضا ً عالم الظلام انشأه مع الشيطان ( روها ) والكواكب السبعة . هؤلاء عرضوا عليه خدماتهم فوعدهم إذا ما فعلوا خيرا ً فإنهم سيعينون كمنظمين للعالم " انظر كذلك صفحة 1:105 " . ولهذا فقد سلب منه الأشرار العالم الأرضي وعليه عُوقب وحُجز من قبل الحياة العظيمة حتى زوال الأرض البالية ( أرقا إد تيبل ) ، أيضا ً لتجاوزه حدود ما أمر به من خلق . ثم أرسل ( هيبل زيوا ) لكي يضع العالم في وضع صحيح وينجز ما لم ينجزه ( بثاهيل ) . الفصل مقارب من الكتاب الثالث " صفحة61 " .
الفصل الرابع عشر : الـ ( أُثرا ) مرسل الحياة العظيمة يأتي إلى العالم لكي يعلم التلاميذ الطيبين المعرفة الحقيقية ليمهد بذلك دربا ً يفضي بهم إلى مقام النور . الـ ( روها ـ نمروس ) تحاول التغرير به لكي تسحبه إليها ولكن المرسل يتحداها ويطيح بأسياد هذا العالم .
الفصل الخامس عشر : ( هيبل زيوا ) جُهز وأرسل من قبل الحياة إلى الثاني ( يوشامِن ) ، لكي يعلمه عن أعمال الحياة السامية ويهدئه ويقومه حتى ينير فكره . من ( يوشامِن ) اتجه ( هيبل ) نحو ( أواثر ) ومن ثم إلى ( بثاهيل ) لكن هذا امتنع . ( هيبل ) أخبر بذلك ( أواثر ) ، وكذلك نفس الشيء لـ ( يوشامِن ) .. ( يوشامِن ) هرع لتأديب ( بثاهيل ) . غير أن الحياة العظمى عَفت وغفرت لـ ( بثاهيل ) وتم إدخاله في الرحمة .
الفصل السادس عشر : الـ ( أُثري ) اتجهوا نحو ( مندا إد هيي ) ، لكي يذهبوا معه سوية إلى ( يوشامِن ) ، ولقد لاموه على أنه ترك ( يوشامِن ) وشأنه في أعماله الناقصة .
عندما سمع ( مندا إد هيي ) ذلك طلب من ( هيبل زيوا ) الذهاب إلى ( يوشامِن ) . بناء ً على طلب مَلك النور السامي ذهب ( مندا إد هيي ) إلى هناك ، وقد نجح في العفو عن ( يوشامِن ) ولكن ليس ( بثاهيل ) . وقد نادى مرة أخرى على ( هيبل زيوا ) الذي حاز على العفو عن ( بثاهيل ) . من ( بثاهيل ) اتجه نحو ( أواثر ) ومن ثم نحو ( يوشامِن ) من كلا الجانبين جرى الترحيب . ( هيبل أُثرا ) صعد بعد ذلك إلى أبيه ( مندا إد هيي ) وقد استقبل من قبل أخوته ( شيتل أُثرا ) و ( أنُش أُُثرا ) والـ ( أُُثري ) الآخرين بالخُطب المباركة ونال منهم الصَبغة الـ ( مصبُتا ) .
الفصل السابع عشر :
للاسف لم يترجم هذا الفصل الى اللغة الالمانية من قبل الدكتور مارك ليدزبارسكي ضمن كتاب الكَِنزا ربا الذي طبعَ عام 1925 ، لانه لم يشاهده حيث اعتبر الكتاب الخامس عشر ( هذا الكتاب ) يتكون من عشرون جزء والصحيح هو واحد وعشرون ، وعليه لم يترجم الى اللغة العربية لا في ترجمة استراليا ولا في ترجمة العراق .
بكل سرور قدمت على ترجمة هذا الفصل من اللغة المندائية الى اللغة العربية ، والآن لدَي ترجمة أولى .
الفصل الثامن عشر : الحياة أرسلت ( مندا إد هيي ) إلى العالم ، كي يحرر ويخلص أبناء السلام ( بني شلاما ) من الخطأ والنقص الذي لازمهم ، وهم حسب " صفحة 15:385 " الملائكة الذين هبطوا إلى الأرض .
( روها ) وبطانتها حاولوا مسرعين البقاء بعيدين عنه ، ولكي تحمي أبناءها منه حاولت إخفاءهم في الأرض ، ثم في البحر ثم في الجبل وأخيرا ً قامت بإخفائهم في جباب السماء .
غير أن ( مندا إد هيي ) تمكن من إخراجهم من هناك ، لقد ذمهم بشدة بسبب التغرير الذي مارسوه في العالم . ( مندا إد هيي ) لعنهم بأن جعلهم يكونون مثل أبيهم ( أور ) الذي طُرح قتيلا ً في الظلام . الفصل يتطرق في حوار حاد ضد الإله الباطل وأتباعه .
الفصل التاسع عشر : مواعظ وتحذيرات . الفصل قريب من الكتاب السابع " صفحة 211 " وموجود أيضا ً في كتاب مواعظ يحيى ( دراشا إد يَهيا ) " الفصل 44 ، 45 " .
الفصل العشرون : ترنيمة رائعة عن صيرورة وأصل النفس ، موجودة أيضا ً في كتاب مواعظ يحيى ( دراشا إد يَهيا ) " الفصل 46 " .
الفصل الواحد والعشرون : فكرة مختصرة عن الخلق ، ثم تحذير وموعظة للمؤمنين الذين ينبغي ان يتذكروا أصلهم في الآخرة .
16 ـ الكتاب السادس عشر
يتكون هذا الكتاب من أحد عشر فصلا ً ، الفصل الأول يقترب في مضمونه من فصول الكتاب الخامس عشر وعلى وجه الخصوص الفصل الثاني منه ، ما يلي ذلك عبارة عن تعاليم وصلوات وتحذيرات ، كما هي أيضا ً في كتاب مواعظ يحيى ( دراشا إد يََهيا ) وكتاب الأنفس ( سيدرا إد نِشماثا ) وهي غاية في الجمال .
الفصل الأول : ابن ( نباط ) الكبير ، حامي أرض ( تروان ) الطاهرة ، وضع له رُسُلا وسُلح وعُلم واتجه نحو أرض الثانية ( يوشامِن ) وهي حسب " صفحة 12:396 " الأرض ( تيبل ) ، حيث يقوم من جانبه بتعليم وموعظة التلاميذ المختارين . ( روها ) والسبعة أخذوا يدبرون المكائد ، أقسموا على أن يغرروا بالمؤمنين ويلاحقوهم ويقطعوهم عن تعاليم وطقوس الحياة العظيمة ويمنحوهم بدل ذلك تعاليم وطقوس الشر والإله الباطل لكي يصلوا بهم إلى الخطيئة والموت .
( نباط ) ابن ( يوهَنا ) الذي شأى في هذا الفصل إنه قد تحدث عنه مسبقا ً ، فارق جسده واتجه نحو ( مَطراثا إد روها ) وواجه الأشرار بحزم وقوة . حاولت ( روها ) التحدث معه ، ولكن تعزيزا ً من خلال ظهور مساعد ( أدياورا ) ، وحسب ما يلي ذلك هو ( هيبل زيوا ) ، قد أطاح بها وضربها بهراوة الضياء . ( نباط ) قد تم أخذه الى ما بين السماويين في عالم النور .
الفصل الثاني: تحذير من أحد الـ ( أُثرا ) إلى آدَم ، المقطع الأول من هذا الفصل " إلى صفحة 8:402 " يرد أيضا ً في " الفصل 66 " من كتاب مواعظ يحيى ( دراشا إد يَهيا ) .
الفصل الثالث : تعليم وتحذير من ( مندا إد هيي ) إلى أصدقائه المؤمنين لحثهم على تأدية دفع الصدقة ( زِدقا ) .
الفصل الرابع : إعلان مرسل النور إلى المؤمنين الصادقين .
الفصل الخامس : متى ما أحب المؤمن الحياة ، لا يثق بعد ذلك ولا يؤمن بأي شيء آخر ، متى ما وجد مرة أخرى نفسه ، لم يعد متعطشا لشيء آخر ، من خلال معطيات الـ ( كُشطا ) فانه سيسطع ويجد طريقه إلى مكان النور .
الفصل السادس : المختار مرسل الحياة يعلم ويوعظ عن الآخرة ويوضح إلى أبناء آدَم : فقط الإيمان الصادق والأعمال الورعة ومنح الصدقات وليس الممتلكات الأرضية تُقتاد إلى الطريق وتكون زاد سفر .
الفصل السابع : الـ ( أُثرا ) يعظ ُ ويأسف لقذف النفس في الجسد . لقد بشر وقال : إن ساعات التحرير ستأتي على المتضايقين الذين تحملوا المشقة في الأرض .
الفصل الثامن : الأشرار يحاولون التغرير بالمحرر الذي هبط ، لجعله خائنا ً ومرتدا ً عن وصايا ربه ولكن دون أن يحققوا نجاحا ً في ذلك .
الفصل التاسع : صلاة للـ ( كُشطا ) للحصول على المساندة في الدنيا وفي الطريق إلى الآخرة ، إشارة إلى زوال كل الأرضيين . يرد هذا الفصل أيضا ً في كتاب مواعظ يحيى ( دراشا إد يَهيا ) في " الفصل 48 " .
الفصل العاشر : تسبيح للحياة ، رجاء موجه للحياة لكي تمنح القوة للثبات على الأرض والصعود إلى مكان النور . الرجاء تحقق .
الفصل الحادي عشر : ( مندا إد هيي ) نادى محذرا ً وواعظا ً المختارين ، الذين تركوا واجبات الحياة وزاولوا أعمال الأرض البالية ( أرقا إد تيبل ) وعلى الرغم من ذلك لا يريدون سماع ندائه .
17 ـ الكتاب السابع عشر
يُقدم هذا الكتاب فصلان : الأول ، ذو مضمون منوع . كائن سامي يتحدث عن الموقع الذي يتخذه في الآخرة ، وعن التعليم والسطوع الذي يمارسه بين المساكن المقدسة ( شخِناثا ) والـ ( أُُثري ) .
الحياة كلفت ( هيبل زيوا ) لتعليم المختارين في الأرض عن الأشياء غير المكشوفة وبالاخص عن السحب الخفية ( أناني كسياثا ) التي تفيد الكائن السامي بأن تكون له مقرا ً . بعدها يرد سرد للصلوات التي تعود إلى ما تم ذكره سابقا ً والتي وضعت هنا ، هذا يعني ألا يحرم المؤمنون منها . في الفصل جرى تسمية الكائن السامي غالبا ً بـ ( مانا ) الكبير العظيم ، ولكن أيضا ً إلى جانبه تم ذكر الحي العظيم ( هيي ربي ) أو الحياة العظيمة ورب العظمة ( مارا إد رَبوثا ) .
الفصل الثاني : " كائن " الحياة جاء َ بضياء وافر إلى العالم وجلب للمؤمنين العلوم والتعاليم السرية التي يفهم من خلالها هذا العالم . في اتصال منقطع يذكر آدَم فقط ، ثم ضم أقوال آدَم حول المحاولات الشريرة التي جاءت بها ( روها ) والكواكب السبعة بين المؤمنين ، وكذلك عن العقوبات التي تنزل بالعصاة المرتدين . مع تحذيرات إلى المؤمنين الذين يعيشون في هذا العالم بأن يتذكروا اليوم الذي سيسألون فيه ويقدمون للحساب ، وتحذير لاستخدام الملابس الملونة ، وعن أجر الورعين . لكن في الكتاب الخامس الفصل الثاني " صفحة 11:183 " سمح للمطاردين أن يتنكروا في زمن المطاردة بملابس غريبة لكي ينكروا في الظاهر المعتقد المندائي ولكنهم يقرّوه في
داخلهم ، وذلك في الحياة اليومية العامة وليس اثناء تأدية الطقوس الدينية .
18 ـ كتاب تأريخ العالم
يختتم كتاب الكنز العظيم قسمه اليمين بوثيقة مقدسة لتأريخ نشوء العالم . إن ( بثاهيل ) خلق السماء والأرض وكل ما هو على الأرض البالية ( أرقا إد تيبل ) ، كذلك أول زوج بشري . بين زمن تكوين الأرض وحتى مجيء آدَم تقع حقبة من الزمن أمدها 360000 ألف سنة ، ومن زمن آدَم وحتى نهاية العالم تقع حقبة من الزمن أمدها 480000 ألف سنة " انظر أيضا ً من صفحة 15:107 " . وقد قسّم الزمن بين الكواكب والأبراج الأثني عشر ، وبيانات عن أعداد ما تبقى من استمرار الفترة الزمنية للعالم تقدر بـ 8000 سنة من بعد الطوفان .
بعد عصر سام بن نوح ( شوم بر نو ) أسست أورشليم من قبل ( أدوناي ـ يوربا ) ورفيقته الـ ( روها ) . إبراهيم الذي صار أبا ً لليهود انتقل إلى مصر . بعدها غادر اليهود بقيادة ( يوربا ) مصر زمن الملك فرعون ( فرا ) . انتقلوا عن طريق البحر ثم عن طريق الصحراء واستقروا في أورشليم اربعمائة عام . بعدها ولد عيسى بن مريم ( إيشو بر مَريَم ) . ثم بعد ذلك ياتي تعداد ملوك العالم منذ زمن كارثة الطوفان ، حتى مجىء عصر العرب .
وأخيرا ً هناك كشف عن نهاية الدنيا . النذير يبدأ من السماء ، حيث يسقط كوكب ويهوى في المحيط بعد ذلك تهب عاصفة من الهواء المترب ولن يكون هنالك شتاء في تلك السنة ، والماء العذب يكون قد انقطع وبدلا ً منه سوف يرتفع ماء المحيط ، ثم تبتلع الأرض البالية ( أرقا إد تيبل ) وجميع الكواكب مع ملوكها الأثني عشر ومسيريها الخمسة وكذلك كل الشياطين والأرواح التي وجدت مذنبة أثناء التحقيق في يوم الحساب : تلك التي أنكرت وكفرت بالحياة الأولى ، إنهم ينقطعون في الظلمات ويفنون . أما الأنفس التي شهدت واعترفت بالحياة الأولى لن تكون مذنبة ولن يصدر عليها حكم المحكمة يوم الحساب بأن تموت موتا ً ثانيا ً . إن أنفس هؤلاء سوف تسكن في عالم النور الأبدي وتحيا " انظر من صفحة 10:436 " .
)
__._,_.___
مساعدة في أسفار الكَِنزا ربا
الربي رافـد السبتي
أسفار الكنز العظيم
القسم اليسار
1 ـ كتاب الصعود الأول ( سيدرا إد مَسقال قدمايا )
في الوقت الذي كان فيه القسم اليمين من الـ ( كَِنزا ربا ) يتسم وعلى الأغلب بالصفة التعليمية واهتم بالامور الكونية وعلم نشأة الكون ، وأظهر تأثير قوة الخير وقوة الشر على البشر ، وعلم المؤمنين بواجباتهم ، نرى أن قسم اليسار يعالج مصير النفس وخاصة ً عند انفصالها والتي يُطلق عليها تسمية ( مانا ) في جميع الكتب المندائية وذلك قبل أن تكون في الجسد وبعد أن تتحرر منه . هذا القسم يسمى حقا ً بكتاب صعود الـ ( مانا ) عند المندائيين .
يتكون هذا الكتاب من أربعة فصول ، وقد كتب نثرا مثل أغلب قسم اليمين ، إنه يحكي ويعظ . الفصلان الأولان يصفان سلوك آدَم لحظة الانفصال عن الجسد ، وتعلقه بالعالم " الأدنى " . الفصل الثالث هو عبارة عن نواح وتشكي حواء عند انفصال الزوج . للمؤمنين ينبغي عرض هذا العمل الباطِل . الفصل الرابع يقدم وصفا ً جديدا ً للمطهرات ( مطراثي ) .
الفصل الأول : الحياة الأولى العظيمة قررت أن تعطي حق النفس ( نيشِمثا ) بالميعاد ثانية ً إلى مكانها الأول عالم النور ( آلما إد نهورا ) ، فانزلت الموت على جسد آدَم الذي بلغ عمره ألف سنة . جهزت وأرسلت إليه ملاك الموت المحرر ( صاورئيل ) ومعه المساعد ( قمامير زيوا ) لكي يحمل نفسه ويتحرر من الجسد ( بَغرا ) . آدَم بكى وولول وترجى أن تستبدل نفسه بنفس ابنه ( شيتل ) الذي كان عمره ثمانين عاما ً حيث قال : " تؤكل في البداية الكوافير " الطلع " قبل التـُمور ومن ثم تؤكل تـُمورهن ـ بريش كَـُفاري ميتِخلي من قودام تـُمرَي ، هَيزَخ تـُمري ميتِخلين " . المحرر ( صاورئيل ) أبلغ الحياة بالأمر وهي تفهمت ذلك أن نفس ( شيتل ) ستحمل وأرسلت المحرر ( صاورئيل ) إليه . أرجع ( شيتل ) ملاك الموت أولا ً إلى أبيه آدَم ولكنه قَبِل َ أن يقنعه تجرد عن الجسد . لقد رأى ( شيتل ) عوالم النور وعلى صلاته التي رجا فيها الحياة تفتحت عيون آدَم وبقية حواسه أيضا ً، فرأى العالم الذي سما إليه ( شيتل ) . الآن يريد آدَم الذهاب إلى ذلك العالم الذي رآه ولكنه رُد ّ من قبل ( شيتل ) . ( شيتل ) بن آدَم تم رفعه إلى العلياء واستقبل بالترحاب من قبل الحياة والأثريين .
من جانب آخر ورد في نهاية الفصل هذا التحذير : " إن كل من يقول هذا الطفل يبقى هنا وهذا الكبير السن ّ يذهب إلى هناك ستكون له المساءلة في المقام الكبير في بيت العظماء " . " صفحة 1:446 " .
الفصل الثاني : الحياة العظيمة أرسلت رسولا ً لحمل نفس آدَم من الجسد الزائل وتحريره من القيود الأرضية . المرسل جاء إلى آدَم وطلب منه التجرد عن الجسد . آدَم بكى وولول وأشار في حديث طويل إلى عدم استغنائه عن هذا العالم . المرسل بيّن سوء هذا العالم وطلب من آدَم مرة أخرى مغادرة العالم دون أسف . آدَم آلمه أن يترك جسده دون حراسة ودون عناية ، ورغب في أن يأخذه معه .. ولما رفض ذلك رغب في أن يرافقه على الطريق زوجته حواء وأطفاله ، حالما سمعت زوجته حواء هذا الكلام جعلت تصرخ وتولول باكية وقالت له : " آدَم ! أنا آتي معك َ كرفيقة وأكون لك َ الأنسة في رحلتك َ ـ أنا إثي مِنخ بلواثخ آدِم هوَلخ صَوثا ابأهرَخ " ، المرسل وضح لآدَم بأن الجسد لا يرتقي صاعدا ً إلى بيت الحياة وأشار إلى عدم فائدة الممتلكات الأرضية وإلى صعوبات الرحلة . وعليه خرجت نفسه فترك آدَم جسده وراءه ، وعندما شاهده ارتعد وجعل يتأسف عليه وتشكى مرة أخرى لتركه الجسد الذي كان إلى جانب نواقصه هناك فوائده .
نفذ آدَم ما طلب منه مرسل الحياة وانتقل صاعدا ً عبر الأثير مع الـ ( أُثري ) الأربعة أبناء النور المرافقين للسحابة النورانية الذين جاءوا قادمين للقائه وإيصاله إلى عالم النور . مرة أخرى طلب أن يسمح لحواء أن تأتي معه ، لقد أعُلِم َ أن حواء ستصعد من بعده ومن ثم ّ جميع ذريته على الإطلاق .. يتم وصف آلام وقت النهاية ، بعدها يكون له من الأفضل مغادرة الجسد مبكرا ً . آدَم يرجو الحياة العظيمة ان تحفظ العالم من القِفار . الحياة بشرته وجميع ذريته خيرا ً إلى أبد الآبدين . الفصل يختتم بتحذير من قبل ( مندا إد هيي ) عن الأمور الدنيوية الزائلة .
الفصل الثالث : الفصل يعارض النواح على الميت ويستند على تصرف حواء بعد رحيل آدَم . بناء على إقناع ( روها ) رفعت حواء النواح على آدَم . ( هيبل زيوا ) جهز وأرسل من قبل الحياة كي يواسيها ويدفعها أن تتخلى عن النواح والحزن . حواء أخذت بنصيحته وتركت الحزن وراحت تترحم لزوجها آدَم ، وعليه أقسمت ( روها ) والكواكب السبعة أن يرجعوها مرة أخرى إلى النواح والحزن .
( هيبل زيوا ) أخبر الحياة بنجاح خطوته وأن حواء تتوق إلى مكان النور مقر ( مندا إد هيي ) . ولأن الكواكب اضطهدتها ومارست الضغوط عليها تحولت إلى ( مند إد هيي ) طالبة المساعدة . لقد جاء كي يحملها من الجسد . ( روها ) حاولت أن تبقيها على الأرض . وهنا ظهر ( هيبل زيوا ) وحملها من جسدها قبل فناء العالم الأول بالسيف " انظر صفحة 17:252 " . يحدث هنا تبادل بين ( هيبل زيوا ) و ( مندا إد هيي ) كما هو الحال دائما ً . ( مندا إد هيي ) يحذر أبناء آدَم ، حيث حراسهم عنهم ينفصلون ، أن يعتنوا بأنفسهم وينتبهوا لها ، وبشرهم أيضا ً بالتحرر من الجسد والقيود الأرضية . ثم عاد مرة أخرى ورفع ( أنُش ) الصغير عاليا ً نحو المسكن النوراني . الفصل يختتم بتحذير ( مندا إد هيي ) النواح والحزن على جسد الميت .
الفصل الرابع : وصف جديد لتجول النفس في المطهرات . حكام المطهرات هم هنا ( نباز ، انبو ، الهيئات السبع التي نادى عليها بثاهيل ، يوربا ، إله السحر وروح الكذب ، إيواث روح الشر ، بثاهيل ، أواثر ) . انظر أيضا ً قسم اليمين " صفحة 45 مقطع 126 ومن صفحة 19:184 " .
2 ـ كتاب أنا مانا الحياة العظمى ( مانا أنا إد هيي ربي )
يحتوي الكتاب الثاني على ثمانية وعشرين فصلا ً بمقدمة موحدة ، حيث تدخل فيها النفس كـ ( مانا ) للحياة . جميع الفصول متقاربة من ناحية المضمون . الـ ( مانا ) يتشكى من إبعاده عن مكانه الأصلي عالم النور ، والقذف به في الأرض الفانية بين الأشرار البائدين في البدن الجسدي ( أصطونا ) . لقد عبر عن ذاته في حالاته المتباينة من حزن وفرح ، وغضب وصبر ، وأسر وتحرير ، وبناء على ندائه أعربت الحياة العظيمة عن محبتها ومساعدتها الكاملة . أرسلت له المساعد أو المعين ( أدياورا ) الذي يصل عادة ً بمفرده ، ولكن أيضا ً مع آخرين حماية له " انظر من صفحة 13:120 " ، كما هو الحال في الفصل الثامن من هذا الكتاب " انظر من صفحة 10:485 " والفصل السابع والعشرين " . المساعد يشرح له ويواسيه وينصحه بالصبر والتحمل ووعده بالأجر لذلك والتحرر من هذا العالم .
المساعد سُمّي هنا عادة بـ ( ناصبا ) والذي يعني أيضا ً الخالق ، لأن يكون لهذه الكلمة المعنى الأول ، يظهر أنه يستعمل إلى جانبها الكبير ( ربا ) .
بعض الفصول تحيد عن الصيغة الأصلية . في الفصل الأول أرسل المساعد أو المخلص ( بَروانقا ) من قبل ( مندا إد هيي ) " انظر من صفحة 25:470 " ، في الفصل العاشر سُمّي بالأب الأول " انظر من صفحة 5:489 " الذي يتحول نحوه ( مانا ) إنه قطعا ً ليس الحي " الحياة " انما هو ( هيبل زيوا ) راجع الفصل السادس والعشرين من هذا الكتاب كذلك " انظر من صفحة 4:399 " . في الفصل الثالث عشر سُمّي المساعد بصيغه الثلاثة ( ناصبا ، بَروانقا ، أدياورا ) . في الفصل الخامس عشر قد طلب من ( مانا ) من قبل العظماء الدخول في الجسد وأن يكون بين الكواكب ، لقد فعل ذلك . حكام الكواكب حاولوا جاهدين لان يسحبوه إلى شباكهم ، غير أنه أحبط محاولاتهم . الـ ( مانا ) نادى بعدها على مساعده ورجاه بأن يحمله
مرة أخرى إلى العلياء . بالاتفاق مع الحياة فعل المساعد ذلك . في الفصل 16 ، 19 فقد كلف ( مانا ) أولا ً الدخول إلى الجسد . في الفصل 14 ، 19 ، 21 ، 24 ، 25 سُمّي ( مانا ) بآدَم . في الفصل الثامن عشر بآدَم الخفي ( آدَم كسيا ) على العكس من البدن الجسدي ، في حين سُمّي في الفصل الثامن مباشرة بآدَم .
المجموعة تعد كتاب مغفرة ومواساة للقراءة بالنسبة للذين يعرفون الكتاب ، وللمعرفة والعرض أمام الذين لا يعرفونه .
3 ـ كتاب مواعظ النفس ( دراشي إد نيشِمثا )
يتألف هذا الكتاب من اثنين وستين فصلا ً منوعا ً من المواعظ التي تُعنى بمصير النفس . البعض منها موجود في كتاب ( سيدرا إد نشِماثا ) . تسّمى النفس في الغالب ( مانا ) بدلا ً من ( نيشِمثا ) وذلك لانفصالها عن الجسد . التراتيل الطويلة تتبعها القصيرة والتي يمكن أن تكون كترديد للمؤمنين أثناء الترتيل . الاستعمال الطقسي لمجموعة الفصول في حالة الوفاة ورد في حاشية هذا الكتاب . عندما يُراد قراءة ( كَِنزا سمالا ) " تصعيد كَِنزا " بعد وفاة المنفصل ( نفاقا ) سواء كان رجلا ً أو امرأة ً فان رجل الدين يقيم له أولا ً الصلوات ، وحين يصل إلى بداية الفصل السابع والعشرين ويقرأ " رسالة مختومة التي خرجت من العالم " يتم وضع المنفصل في القبر وتتوارى النفس وسط الضياء والنور .
أما إذا كان المنفصل رجل دين ، فيتم وضعه في القبر عندما يصل رجل الدين القارئ إلى بداية الفصل الرابع عشر ويقرأ " لما وضع الظلام الخطط نفق آدَم من جسده " .
الزَكاة لأمَّة الناصورائيين المَندائيين ، والزَكيّ هُوَ الحَيّ .
المصادر والمَراجع الرئيسية
* كَِنزا ربا / الكنز العظيم/ مخطوطة باللغة المندائية ـ1541
* دراشا إد يَهيا / مواعظ النبي يحيى / مخطوطة باللغة المندائية ـ 1735
* إنياني / كتاب الصلوات والترانيم / مخطوطة باللغة المندائية ـ 1778
* ديوان هران كَويثا / مدونة حران الداخلية / مخطوطة باللغة المندائية ـ 1690
* قـُلَستا / ترانيم الزواج / مخطوطة باللغة المندائية ـ 1873
* سيدرا إد نِشماثا / كتاب الأنفس / مخطوطة باللغة المندائية ـ 1842
* كَِنزا ربا / كتاب المندائيين الكبير / ترجمة كارلوس جلبرت ـ سدني 2000
* كَِنزا ربا / الكتاب المقدس للصابئة المندائيين ـ ترجمة بغداد 2000
* كتاب المسقثا / الصعود والأرتقاء / الربي رافد الريش إمه عبد الله السبتي ـ 2004
* النشوء والخلق في النصوص المندائية / ترجمة الدكتور صبيح مدلول السهيري ـ 1994
* كتاب العهد القديم والجديد ـ الموصل 1871
* قاموس الكتاب المقدس / ترجمة الدكتور جورج بوست ـ 1894
* المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم / الدكتور الخوري بُولس الفغالي ـ 2003
* كتاب الحضارات السامية / تأليف هنري عبودي ـ 1988
* الزرادشتية / الفجر ـ الغروب / ترجمة الأستاذ الدكتور سهيل زكار
* دليل الراغبين في لغة الأراميين / تأليف القس يعقوب اوجين منا ـ 1900
* كتاب معجم البلدان / تأليف ياقوت الحموي البغدادي ـ 1906
* المنجد / في اللغة والأعلام ـ 1997
* Ginza – Der Schatz oder das grosse buch der Mandaer Mark Lidzbarski 1925
* Das Johannesbuch der Mandaer Mark Lidzbarski 1915
* Mandaische liturgien Mark Lidzbarski 1920
* The canonical Prayerbook of the Mandaeans E. S. Drower 1959
* A Mandaic Dictionary E. S. Drower & R. Macuch 1963
* Die Mandaer Kurt Rudolph 1960
جميع الحقوق محفوظة
للربي رافد الريش اما عبدالله السبتي
2009/2010