لا تأسفن على غدر الزمان
لــــطالــــــــما
رقصت على جثث الأسود كلابـا
فلا تحسبن برقصها تعلو على اسيادها
فتبقي الأسود اسود وتبقي الكلاب كلاب
كانت فتاة على قدر كبير من التهذيب . وكانت في المرحلة الثانويه من الدراسه . كانت تذهب الى المدرسه سيراً على الاقدام لانها لا تبعد الكثير من بيتها .
الا انها كانت تمشي في الطرقات على استحياء . وتنظر الى الارض خجلا ً وكانها
اضاعت عقدها الثمين . كانت صاحبة روح ملائكيه وجمال طفولي لا يظاهيه
البريق في ساعات الصباح على قطرات الماء فوق اوراق الشجيرات الخضراء .
مميزه عند والديها وبين اقرانها . وذات صيت عالي بما تمتلكة من الابداع العلمي والادبي .
ويوما ً وهي بطريقها الى مدرستها كالعادة . رمقت بطرف عينها شابا ً يقود سيارته الفارهه ليوصل احد صديقاتها الى المدرسه . وهي اخته . وهو كذلك
اعجب بما شاهد من ابداع الخالق في خلقه . ولكن لم تحرك اطرافها وابداء اعجابها بهذا الفارس . بل القت التحية على صديقتها واصطحبتها الى داخل المدرسه . ولم
تتجرأ حتى سؤال صديقتها من هذا الشاب . ولكن صديقتها علمت من نظراتها انها تحمل السؤال المحرم ان تلقيه . فقالت لها هذا اخي . وهو الان في الجامعه . يوصلني احيانا ً واغلب الاوقات ليس لديه وقت فراغ لايصالي .
وفي اليوم التالي شاهدة سيارة هذا الشاب تقف بمقربة المدرسه . ولكن دون اخته . فرمقها بعينيه كالصقر يترصد بفريسته بترقب وحذر . والقى اليها التحيه . الا انها
تجاهلته وسارت الى المدرسه . وعند رجوعها الى البيت وجدت على جوالها رقم غريب . ولم تكترث الا ان الفضول تسرب الى داخل نفسها لان الرقم تكرر اكثر
من مرة بمحاولة الاتصال . وعند المساء بينما كانت تدرس في غرفتها رن الهاتف بنفس الرقم الغريب . فردت . وصعقت . وتعجبت . صوت شاب ؟؟؟؟ ما هذا من
انت . فرد عليها بصوت يحمل انغام شاعريه بين طياته . انا اخ صديقتك . الم تتعرفي الى صوتي ؟؟؟؟ فاغلقت الخط .. الا انه ارسل مسج غزلي تاهت معه
العقول . لم تتعود على سماع صوت الرجال . او حتى قرائ
ت عبارات تطير معها الافكار الى اعماق المشاعر . وفجأه تكرر المسجات
بالتوالي وعبارات لا يستطيع المرء تجاهلها . ورن خط الهاتف مره اخرى . تحيرت هل ارد ؟؟ هل اتجاهله ؟؟؟
فردت على السائل والعاشق الولهان . المتيم بقلوب العذارى . فقط سمعت رنين
الكلمات تختلج اعماق قلبها . وتكرر ذلك كل يوم . الى ان طلب منها اللقاء المنتظر . ولكنها رفضت كيف نخرج سويا ً . فكانت الخطة لديه جاهزه . ان
تتسرب من الحصص الاخيره بالمدرسه وانه قام بأستجار شقه بعيده بعض الشئ
عن المنطقه التي يقطنون بها . وهددها بهجران الحبيبه الى لا رجعه . فوافقت على
ذلك .
لقد شعرت ولأول مرة انها متحررة وشئ ما يدغدغ انوثتها وبدأ الصراع بين
الخوف والتحدي ولكن هي واثقة وقوية فتحت باب السيارة جلست ونظرت اليه انه يتلألأ وكل ما لديه سحر وخلاب انطلقت السيارة وهي تسابق عنان الريح مد يده
لها وامسك يدها واذا بقشعريرة تسري في جسدها وبين الحياء والخجل والرفض والقبول احست بنوع من الراحة وهي تنعم بدفء يديه هي تراه ملاكاً وفارس
امتطى حصانه ليأخذ حبيبته بعيداً وهو-
يراها فريسة سهلة... دقائق وينتهي كل شئ لقد خطط بامعان حتى تقع اسيرة بين مخالبه انه بارع في صيد الفتيات.... كم هي جميلة ورائعه كل شئ فيها يصرخ... انوثة.... انها كاملة الاوصاف وفاتنة... بدأت تحلم لا تريد شيئاً سوى ان يظمها الى صدره ان تشعر بحنانه وبالامان معه.... لقد اسر تفكيرها وسيطر على قلبها كم هو لذيذ هذا الشعور..... واستمرت في حلمها ولا تريد الاستيقاظ لقد وصلنا.. اطفأ المحرك وقد ساد سكون وصمت رهيب انها خائفة ومتردده امسك يدها مسرعاً حتى لا يترك لها اي اختيار.... لا تخافي ..... اصبحت الرغبة قوية عندها والحرمان بدأ يتلاشى
انها ترى الاشياء ذات بياض مشع وعالم مليئ بالورد.... وقد انغمست في الحب.... ولن ترى سواه ولن تسمع اي نداء غير صوت من اسرها..... ترجلت وسارت في جنازتها دون ان تعلم.... وضاعت في عالم الظلمات.... لقد انتهى كل شئ.... وذهبت في سبات عميق
عندما استيقظت.... صرخت... من كل اعماقها حينما وجدت نفسها ملقية على جانب الطريق في منطقةٍ خالية من البشر.... لملمت شتاتها المبعثرة وانطلقت تعدو مع الريح حتى بلغت الشارع الرئيسي.... استوقفت سيارة اجرة وامرته بالذهاب الى الشقة التي شاهدت احداث الضحية وجريمة ما جرى بحقها .....طرقت الباب...واستمرت..ولكن لا يوجد جواب ...جلست امام الباب ثم وضعت رأسها بين ساقيها وهي تتألم... لا تملك في هذه اللحظة سوى الدموع التي باتت تنظب ...استسلمت الى قدرها وقررت الرحيل الى دارها ...
سار المرض في جسمها حتى بلغ العظام...لاتتكلم احتار الاطباء في امرها لا توجد علة ولكنها يائسة تحمل القنوط والحزن... وبدأ حزنها يكبر شيئاً فشيئاٍ...وجسمها يضعف وينحل...لا تنام..تصرخ وتريد الموت..مرت ايام وتلتها ايام..وبدأ الشئ الاخر ينمو في احشائها رويداً رويداً...شد الطبيب المعالج على يدها قائلا...هل تسمعيني...هناك طفل في احشاءك...تكلمي ...قولي شئ ما دافعي عن نفسك..وبين الذهول وشدة الصدمة والخوف والرهبة توقف قلبها النابض المسكين وجمدت اوصالها...ماتت الضحية.. والجلاد حر طليق غدر وخيانة...
تأليف واعداد فارس السليم
|