|
|
|
الأيام الخمسة البيضاء ( البارونايا )
د. غسان صباح النصار
في كل عام تمر علينا مناسبة مباركة ، وهي بداية (البارونايا) بأيامها النورانية الخمسة وهي ذكرى خلق عوالم النور (آلمي دنهورا) وتجلّي عظمة الخالق (م) في خلقه (بداية الخليقة العلوية) .وهي نور لا يشاطره ظلام ، ونهار لا يقاسمه ليل ،ولذلك تجدنا نصلي صلاة الصبح (قوم قوم بهيري زدقا...الخ) في كل أوقات اليوم ولو كان ليلا ،ابتهاجا ً بالنور الذي تجلى على العوالم في هذه الأيام .
ولكوننا أبناء النور وهو منبع عقيدتنا المندائية فأنها تعتبر أقدسُ مناسبة دينية. وعملية الخلق موضحة في كَنزا ربّا ، الأسرار/ القسم الأيمن/ سِفرُ الخليقة ، وفيه يتحدث هذا السِفرُ المجيد متفرداً ًبالقول ، سارداً أسرار البداية ، بأن ما يشابه الانفجار العظيم جعلَ العالم ينبثقُ ويتوسعٌ من الثمرة الأولى :
? باسم الحي العظيم..الأغنى والأسمى
هذا هو السّرُّ.
هو الكتاب الأولُ لتعاليم الحي الأزلي
الذي لا بداية له.
الثمر داخل الثمر. والأثير داخل الأثير ?.
كما تقرأون فأن الحي أزلي سرمدي لا بداية له ، هو الخالق ، والخليقة النورانية التي بدأت هنا هي عوالم النور السامية (آلمي دنهورا) ..بدأت كأنها ثمرة واحدة أو كيان متوهجُ واحد ، وحين بدأت تنبض بالحياة بدأ توسعها العظيم وانفجارها في السديم ، لتتولد من الحياة والأفلاك والعوالم:
? ثمارٌ لا حدود لها ، وربواتٌ لا عدد لها ، طلعت من الثمر العظيم الذي لا حدَّ لهُ.. مسبّحةٌ للوعاء العظيمِ ذي الوقار، الحالّ بالأثير العظيم?.
ومن هذا التوسع المنقطع النظير كان (أثير الضياء العظيم) ومن الضياء (زيوا) كانتْ (الحرارةُ الحيّة)، ومن الحرارة الحية كان النور ( نهورا ):
? وبأمر ملك النور العظيم ذي الوقار
حلَّ الثمرُ داخل الثمرِ العظيم..
وبأمرهِ سبحانَهُ
كان أثير الضياءِ العظيم
ومن الحرارة الحيَّة كان النّور ?
فكان:
اليوم الأول : انبثاق وتجلّى عظمةُ (ربا إيلايا) وهي صفة القِدم الأزلية السامية التي يتفرد بها الحي العظيم (م.أ).
اليوم الثاني : تتجلّى عظمتهُ في المكان فيكون (مارا إد ربوثة إيليثا) وهي صفة العظمة والسيادة الأبدية التي يتفرد بها الحي العظيم (م.أ) .
لاحظ إنّ في اليومين الأول والثاني كان الانبثاق والتجلي ، أي صار الانتشار في المكان وبداية الحدث والفعل والزمن ..إنها الكينونة الأولى ..وهنا كأنه يتحدث عن الضياء(زيوا) العظيم الذي حلّ بالأثير العظيم لتتكون الحرارة الحية والتي منها كان النور.
اليوم الثالث: تجسّدتْ المندائية (والمندائية = المعرفة أو العلم) بأعظم صفة للخالق (العارف) بخلق المانا (وهي صفة أعظم من الأثري والملاك) الكبير والعظيم (منداد هيي) ، فكانت المعرفة رأسَ صفات الخالق وتاجاً لمختاريه ، و الاسم الذي تسمى به رسالة النور (المندائية) .
اليوم الرابع : تتجلّى عظمة مثيل العهد أو الحق (دموث كُشطا) ، أي تجلّي صفتي المثيل (الدموثا) والعهد أو الحق (الكوشطا أو الكُشطا) التي يتفرد بها الحي العظيم(م.أ).
اليوم الخامس: فهو يتميز باكتمال العالم السماوي الأول السامي حيث انبثق (اليردنا السماوي) والذي هو أصل الحياة في عوالم النور ومنه انبثقَتْ (الحياة العظمى) :
? وإذ صارَ يردنا العظيم ، صار الماءُ الحيّ..
الماء المتألق ُ البهيج.
ومن الماء الحي ، نحن الحياةَ صرنا
ثم صار الأثريون?.
والحياة العظمى تتحدث في نصوص ( كَنزا ربّا ) مع مندا هيي (م.أ) ، وكأنها المتحدث باسم الحيّ وقدرته ، رغم إنها مخلوقة منه ولكنها عظيمة وواسعة لأنها تمثل عرشاً لأتساعه وتجليه ،كما أنها مكان ولادة وانبثاق العوالم تباعا (الأول فالثاني فالثالث فالرابع) :
?من يردنا العظيم بدأتْ الحياة، وقوّمتْ نفسها مثيلاً لمانا العظيم الذي منه انبثقَتْ?.
ومن أهم المراسيم التي تُجرى في هذه المناسبة طقس الصباغة المبارك والذي أساسه العهد (الكشطا) ، حيث نُعاهد أنفسنا أن نبدأ حياة جديدة مليئة بالمحبة والتسامح مع بعضنا البعض، وكذلك يُرفعُ طقس الرحمة (اللوفاني) لأحبتنا وذوينا الذين فارقوا الحياة داعيين لهم بغفران الخطايا والذنوب، وكذلك طقس ( القماشي ) ، و تكريز بيت الطين (الشخنثا). ونحن في هذه الأيام نلتزم بواجب الصوم الكبير (حيث الابتعاد عن المعاشرة الزوجية، وصوم جوارحنا عن كل أثم يشين لنفس الإنسان) والالتزام بتناول الأطعمة المندائية الطاهرة المباركة باسم الحي. وواجب على الفرد المندائي منح الصدقة المباركة إلى الفقراء المحتاجين، فهي أيام الدعاء والرجاء والابتهال والصلاة والصيام والصدقة والعمل الصالح والابتعاد عن كل ما يسيء للنفس ، وهناك قبل البنجة ، خمسة أيام مُبطلة ثقيلة ، والتي يجب فيها الالتزام بالصومين الكبير والصغير ويوم واحد بعد البنجة . وكل برونايا وانتم بخير .
|
|
|
|
|
|
اشوما اد هيي واشمه اد مندا اد هيي مدخر الي اكا هيي اكا ماري اكامندا ادهيي اكا باثر نهورا بسهدوثا اد هيي وبسهدوثا اد ملكا ربا راما اد نهورا الاها اد من نافشي افرش اد لاباطل ولا مبطل اشمخ يا هيي وماري ومندا ادهيي
والحي المزكي
|
|
|
تنشر الجمعية الثقافية المندائية في هولندا لاهاي المعلومات الخاصة بها على شبكة الانترنت .
وإذا راودتك الرغبة فى اقتباس المعلومات ، أو استنساخها ، أو إعادة نشرها أو ترجمة أي أجزاء منها بغرض ترويجها على نطاق أوسع ، يرجى تبليغ الجمعية الثقافية المندائية او الاتصال بمدير الموقع وذلك بالضغط على زر مراسلتنا على الجهة اليسرى .
وتحتفظ الجمعية الثقافية المندائية بكافة حقوق الطبع والنشر الخاصة بالمواد المعروضة على صفحاتها على شبكة الإنترنت ، بما فى ذلك الصور والتصميمات والرسوم البيانية.
ويحظر استعمال مواد الموقع للاغراض التجارية او نسخها على سيديات او انتهاك شرعية الموقع .
ويعتبر استعمال اسم الجمعية وشعارها بدون الحصول على إذن بذلك مخالفاً للقانون الدولي بحقوق النشر وممنوعاً منعاً باتاً.
نحن من هذا الموقع نحاول ايصال الافكار والمقالات والتعريف بالدين الصابئي المندائي ونحن بهذا الموقع لانتخاصم مع اي جهة دينية او سياسية اخرى . لذا يحق لجميع الصابئة المندائيين بالحصول مجانا على ما في هذا الموقع بشرط مراسلتنا لنزودهم بالمسموح . ويمكن لجميع المندائيين ان يزودوننا بمقالاتهم ومواضيعهم واخبارهم المهمة و الرئيسية ( بالعربي او بالهولندي او بالانكليزي) وذلك لنشرها مجاناً على موقعنا .
© جميع الحقوق محفوظة للجمعية المندائية في هولندا دنهاخ 2010 Copyright © 2010, All rights reserved to the Mandaean Association in the Netherlands / Hague ,Inc
|
|
|
|
|
|
|
|