طقسية الزواج
يسمى عقد الزواج المندائي قابين شيشلام ربّا وهو كما يبدو اشارة الى مدى اهمية هذا الطقس ومباركته بهذا الاسم السماوي لان ملكا شيشلام ربّا هو المثال الاقدم للعريس والقدوة الامثل لرجل الدين فهذا الاسم النوراني يجلب الفال الحسن والحظ السعيد لكل من العروسين فضلا عن ذلك فالمراسيم المتبعة للزواج الجاري هي المراسيم عينها التي اجريت عند زواج شيشلام ربّا من ازلات ربتي اللذين انبعثا من العين والسندركا وسكنا على ضفافها فهما مثال الاب والام ومن اتحادهما تكون الرخاء وتكونت الخصوبة والتكاثر فبالزواج المبني على اسس صحيحة تتكون شجرة تمتد جذورها الى تلك العين التي انبثقت منها الناصروثا امّا غير ذلك فتمتد جذورها الى عين سمقاق نبع الشر في العالم الثامن كما ان الزواج المبني على اسس صحيحة يقوّي الجذر المندائي الوطيد (شرشا تَقنا) ويحفظه من الانقراض ويجعله في مأمن من ان تمسه يد الشر بأي ضرر فمن يتعمق في الفلسفة المندائية حتما يتاكد من ان هذا الدين العظيم يولي اهتماما كبيرا لكل ما له مساسا بالوجود المندائي ونقاوة جذره الوطيد ويكون صارما جدا من اجل تحقيق ذلك اولها الزواج فهو اهم طقس مندائي والاستهانة به خطيئة كبرى تسبب لرجل الدين جرح لاشفاء له الا بصباغة هيبيل زيوا وقد تؤدي الى تهديم كيانه الروحي اذا كان متعمدا وعندها يكون الزواج باطلا وبسبب عظمة هذا الطقس وروحانيته لابد ان ترافقه طقوس اخرى وهي الصباغة في يوم الاحد لانها تحظى ببركة ملاك الاحد (هبشبا) كما يقول النص المندائي ( هبشبا اد هو كبّر ومنهر وياي من كلهن أُثري)(أي انه اكثر كبرا وانارة وجمالا من كل الاثري) والزذقا بريخا واعطاء الكشطا واحتراما لعظمة هذا الطقس يتحتم على رجال الدين اختيار اعلى درجة دينية كي يترأس مجلس عقد قابين شيشلام ربّا أي الكنزورا كي يقوم مقام ملكا هيبل زيوا (ياور زيوا) الموكّل بنقل شهادة ومباركة الملائكة الابرار ومن ضمنهم الاربعة والعشرين اثري ابناء النور وهذا لايمكن ان يختلف عليه إثنان مطلقا اي ان وجود الكنزورا ضرورة لرآسة المجلس لكن ليس بالضرورة الملحّة فاذا كان الكنزورا غير متوفر او يتعذر الحصول عليه بصورة مطلقة في هذه الحالة يمكن للترميذا الموثوق به ومؤهل لاخذ الدخيا ان بترأس المجلس ويقوم بالنيابة عن الكنزورا لكن كسر العزوبية يكون شفيعا له عند هيبل زيوا ويكون موقفه سليما وخاصة لرجل الدين اذ يعتبر التمادي بالعزوبية ذنبا كبيرا فالدين المندائي يرى ان رجل الدين هو الامثل والقدوة الحسنة للمندائيين كافة لذا فالترميذا الاعزب يكون غارقا في خطيئته ولا يرقى الى درجة الكنزورا وهو اعزب فالدين لايريد من الترميذا استهلاك معظم وقته لاعداد الطعام والماوى والملبس الذي من الممكن ان توفره له الزوجة بل يريد منه في هذا الوقت الضائع تطوير نفسه في العلوم الدينية والمثابرة وعدم التقاعس عن اداء الطقوس الدينية متعذرا بعدم الراحة ناهيك عن ذلك ان رجل الدين ليس ملاكا كي يكون معصوما من الخطأ وخاصة اذا كان اعزبا فلربما ينسى حدوده مع الجنس الاخر ويتورط بجرح وهو في غنى عنه هذا بالاضافة الى مشاكل النجاسة التي يسببها له التحلّم اثناء النوم وخاصة في ايام الدهافي ، وباختصار شديد وعلى سبيل المثال يمكن اعتبار الترميذا كالطبيب غير الجراح اي غير مرخص الاجراء العمليات الجراحية فاذا اجرى عملية تسحب عضويته من نقابة الاطباء ويوقف عن مزاولة المهنة الا اذا كان مضطرا إذ تكتفي النقابة بالتنبيه امّا اذا تخطينا طقسية الزواج وروحانيته ووجوب احترام هذا الطقس علينا الاستعانة بالنصوص الدينية فهي المرجع الاول الاخير ولا مناص لنا غير ذلك لم يرد اي نص في متون كنوزنا الدينية وخاصة الف ترسر شيالا يحذر او ينبه الترميذا مباشرة من إجراء هذا الطقس فلو كان عكس ذلك فيجب معاقبة الترميذا قبل اي احدا آخر اذاً يرجع الحكم الاخير الى رجال ديننا الافاضل واخيرا اود ان اوضح نقطة في غاية الاهمية ان عمق روحانية الدين المندائي والهيمنوثا يحتم علينا وخاصة من يعمل في هذا السلك الديني ان يحترم اشد الاحترام رجال ديننا الافاضل ويثق بهم الى درجة تنفيذ اي امر او اي حكم دون اي تعقيب وان كنت لاتعرف ذلك اقرأ ازهارات الكتب الدينية وتعلّم معنى الايمان
اثناء عقد الزواج ( قابين شيشلام ربا ) يتناول الزوج والزوجة كميتهما من طعام الزواج المقدس ، الذي نطلق عليه تسمية " اللقمة " أي ما يُلقم من الطعام في مرّة ٍ . ونحن في الدين نعتبر هذا الطعام الذي هو بمجموعه يتكون من تسع أسرار ، والتي مع القراءات الدينية في ترانيم الزواج ( قـُلستا ) تكون للزوجين الولادة الجديدة والأتحاد الأبدي ، والعهد ( كُشطا ) وجبَ لهما حقهما في الحياة الزوجية السعيدة بما لا يكون فيها نكولا ً ولا خيانة ً ولا حقدا ً ولا كرها ً .
لا يخفى على حضرتكَ والمندائيين " المتزوجين " ، ان هذا الطعام من ضمنه الجوز واللوز والزبيب ، الذي وجبَ ان يكون ضمن طعام عقد الزواج .
. ودمتم بسلامة .
الربي رافد ألسبتي
|